قائمة الموقع

متخصصون: إنشاء سكة حديد بالقدس يعزز تهويد المدينة

2013-11-04T08:11:05+02:00

لا تزال المحاولات "الإسرائيلية" لتهويد المدينة المقدسة والمسجد المبارك مستمرة من خلال عمليات الحفر والتدمير، ومواصلة عمليات الاستيطان في محيطه، وبناء الكنس والحدائق التلمودية، واستمرار الاقتحامات اليومية لقوات الاحتلال ومجموعات المستوطنين لباحات الحرم الشريف، وكان أخر هذه الانتهاكات الكشف عن مخططًا أوليًا لمد سكة حديد القطار السريع من مدخل المدينة إلى البلدة القديمة.
كانت صحيفة "غلوبس" "الإسرائيلية" كشفت أن وزارة المواصلات وقطارات "إسرائيل" تدعم وبالتعاون مع بلدية القدس مخططًا أوليًا لمد سكة حديد القطار السريع من مدخل المدينة غربا إلى البلدة القديمة شرقا.
وحسب الصحيفة، فإن تنفيذ هذا المشروع يحتاج إلى إقامة محطة تحت الأرض في منطقة "مأمن الله" "ماميل" ترتبط بمدخل المدينة بنفق بطول 2،3 كم، ومن المقرر إنهاء العمل في هذا المشروع عام 2018، ووفقًا للمخططات من المفروض أن ينتهي خط القطار في محطة تقام قرب مباني الأمة في مدخل المدينة، وذلك بعمق 80 مترًا تحت الأرض.
ووفقًا للتقديرات الأولية قد تصل تكلفة المشروع إلى ملياري شيكل، ولكن الفكرة التي لم تعرض بعد بصورة رسمية على وزير المواصلات تواجه معارضة من جانب أوساط التنظيم في القدس الذين يتخوفون من أن يكون إدخال القطار الثقيل سيأتي على حساب شبكة القطارات الخفيفة التي تقام في المدينة.
تهويد المدينة
قال أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات د. حنا عيسي" لا يجوز لـ"إسرائيل" أن تقوم ببناء أو هدم أي معلم من معالم مدينة القدس كما نصت المادة "53" من اتفاقية جنيف التي تحظر على دولة الاحتلال تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، أو بالدولة أو السلطات العامة، أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتماً هذا التدمير".
وأضاف عيسى، كذلك اتفاقية روما اعتبرت الاستيلاء على الممتلكات و إلحاق التدمير بها جريمة حرب"، مشيرا إلى أن إنشاء هذه السكة يأتي في سياق تهويد المدينة المقدسة والسيطرة عليها.
تحركات جادة
وأوضح عيسى أن هناك تحركات بشكل دائم من أجل مواجهة هذه التحديات التي يحاول الاحتلال من خلالها طمس المعالم الإسلامية والمسيحية في المدينة، ومطالبا بضرورة تكثيف هذه التحركات على المستوى الرسمي والتوجه إلى منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وإلى المؤسسات الدولية من أجل مواجهة هذه الانتهاكات المستمرة بحق مدينة القدس.
ودعا عيسى إلى مواجهة الاحتلال "الإسرائيلي" وفق القرار الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة  لسنة "1974" القاضي باستخدام كافة الوسائل المتاحة لمواجهة الاحتلال بما فيها المقاومة المسلحة.
انتهاك لحقوق الموتى
من جانبه بين مقرر لجنة القدس في المجلس التشريعي د. أحمد أبو حلبية أن أضرار إقامة هذا المخطط سيعود على الأمة الإسلامية والعربية كلها وليس على الفلسطينيين وحدهم لأن القدس هي لكل المسلمين والعرب ولا تقتصر على أهل فلسطين، معتبرا ذلك انتهاك صريح لحقوق الموتى كون سكة القطار تمر من تحت مقبرة "مأمن الله".
أشار أبو حلبية، إلى أن الاحتلال يسعى من خلال هذا المخطط التهويدي إلى قدوم اليهود والمستوطنين إلى المسجد الأقصى بشكل مستمر من خلال تسهل نقلهم من غربي القدس إلى شرقها، أي إلى منطقة باب الخليل وباب المغاربة، وكذلك تعزيز الوجود اليهودي بالمدينة وتهويدها ومحاولة شطبها، خاصة في البلدة القديمة، منتقدًا الصمت العربي والإسلامي المخجل إزاء ما يجرى في مدينة القدس.
وحمل السلطة الفلسطينية مسئولية ما يحدث من تخاذل وتهمش مستمرين لمدينة القدس، مطالبها بالعمل على رفع قضية سكة الحديد إلى المحاكم الدولية للوقوف على ما يحدث من انتهاكات بحق المدينة المقدسة، كذلك دعم صمود المقدسين في كل شيء حتى يستطيعون مواجهة هذه المخططات المستمرة والخطيرة التي تهدف لتهويد مدينة القدس.
مشاريع أخرى
من جانبه أشار الكاتب في الشئون المقدسية زهير الدبعي إلى أن الاحتلال مستمر في تهويد القدس والمخططات التي يمضي في تنفيذها ليست جديدة لأنه بين الفينة والأخرى يهدم المساجد والأماكن المقدسة ولا رادع له، لافتا إلى وجود سلسلة من المشاريع الأخرى التي ينوي الاحتلال تنفيذها خلال المرحلة المقبلة منها القطار الهوائي، وخط سكة الحديد للقطار الخفيف وسكة الحديد الحالية.
وأشاد الدبعي،  بالمشاركة الجماهيرية التي تساهم  في صد المخططات الصهيونية لتهويد المدينة المقدسة وصد العدوان عن المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن فلسطيني ال"48" يسعون لمواجهة الاعتداءات المستمرة من خلال الرباط في المدينة المقدسة مطالبا  الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم للتحرك لمواجهة هذا العدوان.


المصدر: الاستقلال

اخبار ذات صلة