/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

محرَّرو غزة: تركنا خلفنا آلاف الأبطال في المعتقلات

2013/10/31 الساعة 07:20 ص

ما إن وصل أسرى غزة الخمسة معبر بيت حانون "إيرز" شمال قطاع غزة حتى بدت مشاعر الفرحة والسرور ترتسم على وجوه أهالي وأقارب المحررين وجموع الفلسطينيين والمستقبلين. وقد احتشد هؤلاء منذ الساعات الأولى من مساء أمس الأول وحتى ساعات الفجر.
وهؤلاء الأسرى هم ضمن 26 أسيراً، 21 منهم استقبلوا في الضفة الغربية استقبال الأبطال، وهم الدفعة الثانية من اتفاقية تحرير أسرى ما قبل اتفاق أوسلو الـ104 من أصل أربع دفعات.
وعبّر الأسير المحرر حازم شبير، الذي اعتقل نهاية شهر آذار العام 1994، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد اتهامه بقتل إسرائيلي وجرح آخر في مستوطنة في شرق خان يونس في جنوب غزة، عن فرحته الكبيرة بخروجه من الأسر، وبما شاهده من حفاوة استقبال من قبل الأهل والأقارب.
ويصف شبير في حديثه إلى "السفير" اللحظات الأولى، التي شاهد فيها أهله، بـ"الصعبة والتي لا توصف في الوقت ذاته"، إذ امتزجت الدموع بالابتسامات لحظة عناقه والده الحاج قاسم، وأقربائه الذين بدأوا يعانقونه سوياً لحظة رؤيته.
ولكن شبير توقف عن الحديث لثوان، وهو الذي اعتقل في الـ18 من العمر، قبل أن يتابع "تركت خلفي آلاف الأبطال، أخوتي وأصدقائي ممن ضحوا بحياتهم لأجل الوطن، وتقاسمت معهم لقمة العيش خلف قضبان السجون لسنوات طويلة"، مضيفاً "برغم فرحي بالحرية إلا أنني سأبقى أتذكر كل اللحظات التي عشناها سوياً وأتمنى لهم الفرج القريب".
وعن اللحظات، التي ودع فيها زملاءه في الأسر قبل الإفراج عنه بساعات، قال شبير "كانت من أصعب اللحظات، كلها حزن وألم وفرح، عشنا أياماً معاً وتعرضنا للتعذيب من قبل قوات الاحتلال معاً، وصدقاً لم أكن أتوقع أن يفرج عني، ولكني الآن أنعم بالحرية التي أتمناها لهم جميعاً".
وعلى جدران منزل الأسير عمر مسعود بدت واضحة تجهيزات استقباله من خلال الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل، والشعارات الوطنية. وهو الذي قضى عقدين من الزمن في سجون الاحتلال، وقد اعتقل في أيار العام 1993 بتهمة مقاومة الاحتلال وحكم عليه بثلاثة مؤبدات.
وقالت والدته الحاجة أم مسعود لـ"السفير" إن "مشاعري لا توصف وأشعر بفرحة كبيرة لم أعهدها من قبل، سنوات عذاب وألم مرت علينا ونحن ننتظر اليوم الذي يفرج عنه". وتابعت "الآن هو بيننا، شعرت أنه ولد من جديد، حدثت الكثير من الصفقات ولم أكن أتوقع الإفراج عن ابني عمر والآن هو بيننا"، مضيفة "جهزت له عروساً وسأزوجه قريباً كي نفرح به مرة ثانية، فرحة الخروج من ظلمة السجن والأسر، وفرحة زواجه".
ومن الممكن القول إن الفرحة عمت مختلف مناطق قطاع غزة من خلال الأغاني الوطنية والأعلام الفلسطينية التي زينت الأحياء.
وبالنسبة للباحث والمختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة فإنه برغم الفرحة التي يعيشها الفلسطينيون بالإفراج عن هؤلاء الأسرى، يبقى من المؤلم أن هذه الدفعة لم تشمل أسرى القدس وأراضي الـ48 المحتلة.


المصدر: السفير

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/46546

اقرأ أيضا