/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

تقرير مفصل يرصد وضع الأسرى والانتهاكات التي يتعرضون لها

2013/10/28 الساعة 11:06 ص

 أكد الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات أن عدد الأسرى فى سجون الاحتلال وصل لما يزيد عن 5200 أسير وفق احصائية حديثة أكدتها وزارة الأسرى ونادى الأسير الفلسطينى بشكل رسمى نتيجة الاعتقالات المكثفة فى الفترة الأخيرة فى الضفة الغربية ، فى حين أن مصلحة سجون الاحتلال الاسرائيلية تعمد تقليص تلك الاحصائية لأكثر من 438 معتقل حيث أنها أعلنت عن وجود 4762 معتقل فى سجونها ، وأضاف حمدونة أن من بين الأسرى يوجد ( 140 ) معتقل إداري بملفات سرية وبدون لوائح اتهام ، و ( 15) أسيرة أقدمهن لينا الجربوني من فلسطينيي 1948 والمعتقلة منذ  ( 11 ) عام ، و (240) طفل دون سن الثامنة عشر ، بالإضافة الى ( 14 ) نائباً وعدد كبير من القيادات والكوادر الفلسطينية .


انتهاكات عامة بحق الأسرى والأسيرات :
أوضاع الأسرى والأسيرات في السجون لا تطاق حيث تم منع الزيارات مع العزل الانفرادي والأحكام الإدارية ،  وتواصل التفتيشات العادية و منع امتحانات الجامعة والثانوية العامة ومنع إدخال الكتب ، وسوء الطعام كما ونوعا ، والتفتيشات المتواصلة واقتحامات الغرف ليلا والنقل الجماعى وأماكن الاعتقال التى تفتقر للحد الأدنى من شروط الحياة الآدمية ، وسياسة الاستهتار الطبى وخاصة لذوى الأمراض المزمنة ولمن يحتاجون لعمليات في السجون كمرضى السرطان والقلب والكلى والغضروف والضغط والربو والروماتزم والبواسير وزيادة الدهون والقرحة ودون أدنى اهتمام .

المرضى فى السجون :
ارتفعت قائمة الأسرى المرضى إلى قرابة ( 1400 ) أسير ممن يعانون من أمراض مختلفة تعود أسبابها لظروف الاحتجاز الصعبة والمعاملة السيئة وسوء التغذية وهؤلاء جميعا لا يتلقون الرعاية اللازمة ، والأخطر أن من بينهم عشرات الأسرى ممن يعانون من  إعاقات حركية وذهنية وحسية وأمراض خطيرة وخبيثة ومزمنة كأمراض القلب والسرطان والفشل الكلوي والشلل النصفي .
وهنالك ( 18) أسير مقيمون بشكل دائم في ما يُسمى " مستشفى الرملة " بعضهم غير قادر على الحركة ، في ظل استمرار تجاهل معاناتهم من قبل إدارة السجون وعدم تقديم الرعاية الصحية والعلاج اللازم لهم .

التعذيب وشهداء الحركة الوطنية الأسيرة  :
كل من دخل السجون الإسرائيلية مورس بحقه أشكال متعددة من التعذيب النفسي والجسدي ، ويبدأ التعذيب منذ لحظة الاعتقال وما يصاحبه من إدخال الخوف والرعب في قلوب الأهالي، حيث يتعمد الاحتلال إبراز القسوة والأجرام تجاه الأسير نفسه وأمام أبنائه وأهله، كما يتعمد الاحتلال بتقديم الإهانات واللكمات (الضرب) للأسير وذويه قبل اختطافه من بيته ، ويتبع ذلك التهديد بالقتل ، أو النفي ، أو هدم البيت ، أو الاغتصاب ، أو اعتقال الزوجة ، وتغطية الرأس بكيس ملوث ، وعدم النوم ، وعدم العلاج ، واستخدام الجروح فى التحقيق ، ووضع المعتقل في ثلاجة ، والوقوف لفترات طويلة ، وأسلوب العصافير وما ينتج عنه من تداعيات نفسية ، واستخدام المربط البلاستيكي لليدين ، رش الماء البارد والساخن على الرأس ، والموسيقى الصاخبة ، ومنع الأسير من القيام بالشعائر الدينية ، وتعرية الأسرى، وفى الزنازين يمنع الخروج للمرحاض بشكل طبيعى ويستعوض عنه بسطل (جردل) يقضي الأسير به حاجته تنبعث منه الروائح الكريهة في نفس الزنزانة، واستخدام الضرب المبرح ، وربطهم من الخلف إما على كرسي صغير الحجم أو على بلاطة متحركة بهدف إرهاق العامود الفقري للأسير وإعيائه، والشبح لساعات طويلة بل لأيام، إلى جانب استخدامها أساليب الهز العنيف للرأس الذي يؤدي إلى إصابة الأسير بالشلل أو إصابته بعاهة مستديمة أو قد يؤدي للوفاة ، والأخطر من كل ذلك ، استخدام القوة المبالغ فيها فى التحقيق والقمع وفى كثير من الأحيان أدت إلى استشهاد الأسرى فى التحقيق .
وما حدث مع الشهيد عرفات جرادات بعد خضوعه للتعذيب البشع خلال التحقيق في معتقل الجلمة، والذي يسميه الأسرى الفلسطينيون "مسلخ الجلمة" هو أكبر دليل على انتهاك الاحتلال واستهتاره بحياة الأسرى الفلسطينيين ، وقد راح ضحية هذه المعاملة ( 204 ) شهيد من أبناء الحركة الوطنية الأسيرة ، منهم ( 71 ) أسيرا استشهدوا نتيجة التعذيب ، و ( 52 ) اسيراً نتيجة الإهمال الطبي ، و ( 74 ) اسيراً نتيجة القتل العمد بعد الإعتقال مباشرة ، و( 7 ) اسرى بعدما أصيبوا بأعيرة نارية وهم داخل المعتقلات .

شهداء مقابر الأرقام :
لا زال لدى الاحتلال 280 جثمانا محتجزا ، و70 مفقودا ، واسرائيل هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تعتقل الموتى لأكثر من 30 عاما متواصلة كما يحدث برفضها تسليم جثامين شهداء معتقلين فى مقابر للأرقام منذ العام 1978 مثل جثمان الشهيدة دلال المغربى والعشرات من الشهداء يواريهم الاحتلال بلا ادنى حرمة وفق كرامة انسانية تحفظها كل الشرائع السماوية  فيما يسمى بمقابر الأرقام .
وآخر انتهاك فى هذا الملف ابلاغ المحكمة الإسرائيلية العليا عن فقدان جثمان الشهيد أنيس محمود دولة الذي استشهد في سجن "عسقلان" عام 1980 بعد إضرابه عن الطعام 30 يوما، والتنصل من مسؤولياتها تجاه هذه الجريمة .
واسرائيل تنتهك القانون الدولي الانسانى ومعايير حقوق الإنسان الذى يلزم أى دولة احتلال بتسليم الجثامين إلى ذويهم واحترام كرامة المتوفين ومراعاة طقوسهم الدينية خلال عمليات الدفن.

المعتقلون الاداريون :
هنالك ما يقارب من 140 معتقل إدارى معتقل في السجون الإسرائيلية بدون تهمه أو محاكمة ، يعتمد على ملف سري، وأدلة سرية لا يمكن للمعتقل أو محاميه الإطلاع عليها، ويمكن حسب الأوامر العسكرية الإسرائيلية تجديد أمر الاعتقال الإداري مرات قابلة للتجديد بالاستئناف.
وهنالك موجة من الاضرابات المفتوحة عن الطعام فى السجون من الأسرى لكسر قرار اعادة الاعتقال وانهاء ملف الاداريين .

الأسرى المحررون الذين تم اعادة اعتقالهم بعد الصفقة :
ولعل آخر انتهاك فى هذا الملف  هو قرار 1651 ، والذي يسمح للاحتلال بإعادة اعتقال أي أسير محرر حتى نهاية مدة محكوميته الأصلية، في حال ارتكاب الأسير اي مخالفة، من خلال الاستناد إلى أدلة سرية لا يطلع عليها الأسير أو محاموه ، وتلفيق تهم لهم كالمسئولية عن خلايا أواستئناف أنشطتهم الأمر الذى يثير مخاوف كبيرة باستهدافهم ومحاولات اغتيالهم بحجج واهية .
وقد اعتقلت دولة الاحتلال ما يقارب من 22 أسيراً وأسيرة قد تحرروا في إطار " صفقة شاليط " ، وبدون مبررات وبحجج واهية مع التهديد بفرض الأحكام السابقة عليهم أو إبعادهم إلى غزة أو خارج الوطن ، وقد أفرجت عن خمسة ممن أعيد اعتقالهم منهم أربعة أبعدوا إلى قطاع غزة .

الأسيرات فى السجون :
الأسيرات في سجون الاحتلال 15 أسيرة أقدمهن لينا الجربونى من المناطق المحتلة عام 1948 والمعتقلة منذ ( 11 ) سنة ورفيقاتها في الأسر وهن " الأسيرات منى قعدان، سلوى حسان، آيات محفوظ، آلاء أبو زيتون، دنيا ضرار، ميسر عطياني، لينان أبو غلمة، تحرير القني، نهيل أبو عيشة، انتصار الصياد، إنعام الحسنات، إنعام كانمبو ، لما حدايدة من طولكرم ، ومنتهى الحيح من من الخليل " .

انتهاكات ضدهن :
ترتكب دولة الاحتلال عشرات الانتهاكات بحق الأسيرات فى السجون أهمها طريقة الاعتقال الوحشية للاسيرة أمام أعين ذويها وأطفالها الصغار , وطرق التحقيق الجسدية والنفسية, والحرمان من الأطفال, والاهمال الطبى للحوامل من الأسيرات , والتكبيل أثناء الولادة , وأشكال العقابات داخل السجن بالغرامة والعزل والقوة , والاحتجاز في أماكن لا تليق بهن"الاسيرات " , والتفتيشات الاستفزازية من قبل أدارة السجون , وتوجيه الشتائم لهن والاعتداء عليهن بالقوة عند أى توتر وبالغاز المسيل للدموع , سوء المعاملة أثناء خروجهن للمحاكم والزيارات أو حتى من قسم إلى آخر, والحرمان من الزيارات أحياناً, , وفى العزل يكون سجينات جنائيات يهوديات بالقرب من الأسيرات الأمنيات,  عدم الاهتمام بأطفال الأسيرات الرضع وحاجاتهم .

الأطفال فى السجون  :
وصل عدد الأسرى الأطفال في السجون الى  240 طفل ويتعرضون لانتهاكات صارخة تخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية التى تكفل حماية هؤلاء القاصرين وتأمين حقوقهم الجسدية والنفسية والتعليمية وتواصلهم بأهليهم ومرشدين يوجهون حياتهم والتعامل معهم كأطفال وليس كإرهابيين كما تتعامل معهم إدارة السجون  .
كما يعانى الأسرى الأشبال من فقدان العناية الصحية والثقافية والنفسية وعدم وجود مرشدين داخل السجن ، واحتجازهم بالقرب من أسرى جنائيين يهود فى كثير من الأحوال ، والتخويف والتنكيل بهم أثناء الاعتقال ، وأصغر أسير طفل  محمد مهدي سليمان(16 عاماً) من قرية حارس قضاء سلفيت ينتظر حكما بالمؤبد خلال ايام بتهمة القاء الحجارة على جنود الاحتلال.

العزل الانفرادي :
يعتبر العزل من أقسي أنواع العقوبات التي تلجأ إليها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية ضد الأسرى ، حيث يتم احتجاز الأسير بشكل منفرد في زنزانة معتمة وضيقة لفترات طويلة من الزمن لا يسمح له خلالها الالتقاء بالأسرى.
يعيش الأسرى المعزولون في أقسام العزل ظروفاً جهنمية لا تطاق مسلوبين من أدنى معايير حقوقهم الإنسانية والمعيشية، يتعرضون للضرب والإذلال بشكل يومي، معزولين اجتماعياً عن سائر زملائهم بالسجن وعن العالم الخارجي. و يمكن تشبيه الزنازين التي يعزلون فيها بالقبور، وقضى بعض الأسرى سنوات طويلة في زنازين انفرادية معزولين عن العالم الخارجي كلياً وخرجوا منها مصابين بأمراض نفسية وعضوية خطيرة .

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/46342

اقرأ أيضا