/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

زهية النونو.. طفلة تبدأ رحلتها من حيث انتهت (تحذير: صور تقشعر لها الأبدان)

2013/10/25 الساعة 11:57 ص

خاص/ وكالة القدس للأنباء
عادت قصة الطفلة زهية فريد النونو لتحتل عنوانًا من عناوين الألم من جديد، وزاوية من زوايا المعاناة القاسية، ولوحة عصيبة رسمت بريشة العذاب وألوان القهر، عادتْ بقيد الفقر الذي أدمى معصم عائلتها متجهًا بها نحو خطِّه.
زهية فريد النونو، طفلة لم تسعفها الإقامة "الجبرية" في مشفى الرسول الأعظم في بيروت لثلاثين يومًا، ومثلها في مشفى الهمشري في صيدا، ربما لأنها لم تستطع إجراء العملية في الأولى لتكالفيها الباهظة، ولأن القدر لم يشأ لها أن تشفى في الثانية.
وكالة القدس للأنباء قررت متابعة الحدث ثانية، بناء لرغبة عائلتها، كونها كانت أوَّل من أثار القصة، فزارت فريد النونو، والد زهية، في بيته، واطلعت على حالة ابنته وآخر المستجدات خلال الأسابيع الستة الماضية.

الأزمة من جديد:
يقول فريد النون لـ "مراسل وكالة القدس للأنباء": " بعد أن أخرجنا زهية من مشفى الرسول الأعظم في بيروت منذ أقل من شهرين، واتجهنا بها نحو مشفى المُلاَّ في طرابلس، بمساعدة مؤسسة ألمانية، ظننا أن الأزمة انفرجت، وأن زيارة الفيحاء ستسير بابنتي نحو طريق الشفاء. بعد أن دخلنا مشفى المُلاَّ وسألت عن موعد العملية أخبروني أنها خلال يومين فقط، ما يعني أنها ستجري دونما علاج زهية من جرثومة تسكن جرحها، ما دفعني للاتصال بالطبيب رياض أبو العينين، مدير مشفى الهمشري، والأخذ باستشارته الطبية، وعندها أخبرني ألا أدخلها إلى المشفى، وأن أسير بها نحو مشفى الهمشري، رافضًا الكلام عن تكاليف العلاج فيها".

المشفى والدواء مجانًا
ويضيف فريد لمراسلنا " لقد بقيت زهية في مشفى الهمشري أكثر من شهر تتلقى العلاج المجاني، لأن الطبيب رياض أبو العينين رفض أن ندفع له المال، بل قدم لنا الكثير من المساعدات والخدمات المجانية، كاستقدام مرشدة غذائية وبعض الأطباء من خارج إطار المشفى، وما كان علينا سوى دفع ثمن الدواء، ودفع تكاليف عملية الزرع، حتى الإقامة في السرير لأيام طوال كانت دون ثمن، فالطبيب رياض طبيب إنساني بمعنى الكلمة.  أما بالنسبة للدواء فلقد قدمه لنا مجانًا فاعل خير من أصحاب الأيادي النقية يدعى إبراهيم الرشيد من الإمارات، فقد كانت تحتاج زهية إلى ما يفوق 130$ يوميًا كثمن دواء كان يقدمه لنا، كما قدم لنا مساعدة 1000$ تكلفة العملية التي قام بها طبيب من خارج مشفى الهمشري، لقد وقف إلى جانبنا وساعدنا، ولن ننسى ما قدمه لنا هو والطبيب رياض".

صدمة
ويردف فريد قائلاً لمراسلنا: " لقد ظن الجميع أن زهية أصبحت جاهزة وقادرة على إجراء العملية، فما أظهرته التحاليل هو أن الجرثومة قد ماتت من فخذها الأيسر وتلاشت تمامًا، ما يعني أن الجرح نظيف وقادر على استقبال جلدٍ من مكانٍ آخر من الجسد. أجريت العملية بشكل ناجح، وبعد أسبوعٍ فقط صدمتنا النتيج؛ الجلد بدأ بالتساقط من جديد، لأن الجرثومة لا تزال تكبر داخل جسدها، فأخبرنا المشفى بأن بقاءها في المشفى كبقائها في البيت، وعليَّ أن أقوم بالتغيير على جرحها يوميًا بنفسي، على أن أعاودها للمشفى بعد مرور أسبوعٍ من الآن.

بداية ونهاية
قصة بدأت من حيث انتهت، نهاية الأحزان كانت بداية المأساة، فزهية فتاة أشبه بنفق في البحر يدخله الماء من كلا طرفيه، فلا البداية عُرفت، ولا النهاية تحدَّدَ مصيرها، والد عاجز عن تأمين قوت يومه أو ثمن ربع العلاج لابنته، فتاة حكمَ عليها عدل القدر أن تبقى مترامية الأوصال على السرير الميت، جثة هامدة لا تتقن غير الكلام ولغة الدموع والتفنن في تحريك العيون، مساعدات قررت الموت قبل أن تفكر بسلوك الطريق الصحيح، عائلة اتشحت لحظاتها بالسواد، وعيونها بالدموع، أحزان قررت التوحد مع قهر الفقر في وجه البراءة، لترسم أقسى لوحات المعاناة والألم بريشة سوداء، ويبقى السؤال: هل ستترك فتاةٌ لم ترَ من الدنيا إلا أحزانها، ولم تعرف من الألوان إلا سوادها، لتبقى أسيرة سرير أصبح جزءًا من جسد هزيل؟

للتواصل مع والد الطفلة فريد النونو:
71328248

 

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/46109

اقرأ أيضا