أكد خبراء ومختصون أن عمليات حفر الأنفاق تجاه المواقع "الإسرائيلية" في الأراضي المحتلة1948 بات ثقافة وإستراتيجية فذة تنتهجها المقاومة في قطاع غزة، سواء في التكتيك والاقتحام المفاجئ وتنفيذ عمليات خطف الجنود، خصوصا بعد اختطاف الجندي "الإسرائيلي" "جلعاد شاليط" عام 2006، معتبرين أنها الطريقة الأنجع والأقوى لتوجيه ضربات موجعة وإصابة دولة الاحتلال في مقتل.
وشدد المختصون على أن الأنفاق التي تم تجهيزها في القطاع تعكس مدى استعدادات المقاومة ولتكون صاحبة الفعل لا رد الفعل وانتقالها من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم في أي مواجهة قادمة مع الاحتلال، مشيرين إلى أن هذا النفق يدلل على أن المقاومة الفلسطينية مازالت تعد وتجهز وحريصة على إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال.
وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد أعلن مؤخرا عن كشف نفق ضخم بطول 2.5 كيلو متر يربط بين قطاع غزة وجنوب الأراضي المحتلة عام 1948م، وأعد لخطف الجنود، مدعيا أنه أحبط عملية فدائية كبيرة كانت تستهدف إحدى المستوطنة.
وقال أبو عبيدة الناطق الإعلامي باسم "كتائب "القسام" في تعليق له إعلان الاحتلال "الإسرائيلي" اكتشاف النفق الأخير في خان يونس بتغريده نشرت له على حسابه الخاص عبر موقع "توتير"إن إرادة وعقول رجال المقاومة قادرة على أن تحفر الآلاف من أنفاق الأرض وصولا إلى المحتل".
بارقة أمل
وأضاف " إن الإرادة المحفورة في عقول وقلوب المقاومة أكثر أهمية بكثير من الأنفاق المحفورة في الطين، فالأولى تصنع الكثير من الثانية"، مشيرا إلى أن المقاومة لديها استراتيجيات جديدة وخبرة في عمليات خطف جنود من خلال الأنفاق.
وأوضح أبو عبيدة أن هذا النفق بارقة أمل لأعمال المقاومة، والتي من خلالها يتم أسر جنود "إسرائيليين" حتى يتم العمل على تبادل أسرى كما صفقة "وفاء الأحرار"، التي تعد الأكثر إيلاما للعدو.
ثقافة المقاومة
من جانبه, أكد الخبير العسكري يوسف الشرقاوي أن "إسرائيل" متخوفة بشكل كبير من حرب الأنفاق في قطاع غزة، التي تستخدمها المقاومة في الكثير من عملياتها كونها تساعد في التكتيك والاقتحام المفاجئ أو التفجير، لافتا إلى أن المقاومة جعلت من إنشاء الأنفاق في باطن الأرض ثقافة هامة ضد الاحتلال "الإسرائيلي".
وقال الشرقاوي:" إتباع المقاومة سياسية الأنفاق في استهداف الجنود "الإسرائيليين" يعد طريقة وإستراتيجية فذة قد تؤدي إلى خطف جنود خلال المرحلة المقبلة، كما حدث للجندي "شاليط".
طريقة فعالة
وأضاف "جميع حركات التحرر في العالم التي وقعت شعوبها تحت الاحتلال مارست ما يسمى بحرب الأنفاق، لأنها طريقة فعالة لشن هجوم ضد المحتل من جميع النواحي العسكرية
مشيرا إلى أن غزة كلها إستراتيجية مقاومة في صمودها وثباتها فهي تقاوم الاحتلال بشتى الطرق.
وشدد الخبير الشرقاوي على أن تطوير هذه الأنفاق في المستقبل يجعل فصائل المقاومة تتوغل في العمق "الإسرائيلي"، الأمر الذي يعمل على تغير الكثير من الموازين في دولة الاحتلال وتجعلها تحسب ألف حساب للمقاومة.
في أعقاب اكتشاف النفق قامت جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ببث رسائل صوتية مسجلة للمواطنين في قطاع غزة تحذرهم فيها من الاقتراب من حركة "حماس" التي تنفق ملايين الدولارات على الأنفاق التي تؤدي إلى أعمال عدائية وإرهابية على دولة "إسرائيل"، حسب ادعائهم.
استعدادات المقاومة
بدوره، أشار المختص في الشأن "الإسرائيلي" باسم أبو عطايا أن النفق الذي تم اكتشافه مؤخرا صدم دولة الاحتلال وكان أكبر بكثير من توقعتها، وظهر ذلك من استخدمها لوسائل الإعلام لتوضيح الخطر الإستراتيجي لهذا النفق، لافتا إلى أن الاحتلال قام بعد يومين من اكتشاف النفق بتصويره وإحضار وفود وسفراء أجانب لزيارته لاطلاعهم على مدى الخطورة التي يشكلها هذا النفق على أمن "إسرائيل".
وأكد أبو عطايا "أن الأنفاق وتجهيزها في قطاع غزة تعكس مدى استعدادات المقاومة لأي مواجهة قادمة مع الاحتلال والانتقال من مرحلة الدفاع للهجوم لتكون صاحبة الفعل لا رد الفعل، لافتا إلى أن "إسرائيل" حتى هذه اللحظة لم تستطع استخلاص كل العبر الكافية من عملية اختطاف الجندي "شاليط".
استمرار خطف الجنود
ورأي المختص في الشأن "الإسرائيلي" أن اكتشاف النفق يدل على أن المقاومة الفلسطينية مازالت مستمرة في التفكير الجدي في إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال"، مشيرا إلى "إسرائيل" لا تستطيع أن تواجه أعمال المقاومة، خصوصا أن عمليات المقاومة انتقلت من فوق الأرض لباطنها.
وبين أبو عطايا أن قيام جيش الاحتلال بإرسال العديد من الرسائل المسجلة لمواطني قطاع غزة أعقاب اكتشاف النفق، هي محاولة لاستثماره في كل الاتجاهات سواء على المستوى الدولي أو السكان في قطاع غزة، أو التمهيد لأي عمل عسكري قادم على غزة.
المصدر: الاستقلال