يعتبر الشيخ بسام السعدي الأب الروحي لكوادر الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة، والاحتلال يعتبره الرجل الذي يشكل خطرا كبيرا على أمنه بدون ممارسته لأي نشاط سياسي أو عسكري .
فمجرد تواجده خارج أسوار السجن ، يشكل خطرا إيديولوجيا وفكريا على المواطنين في جنين حسب ما يقوله العدو، ابتسامته الجميلة التي يقابل فيها المواطنين تشكل حالة اقتراب من الإنسان الذي قدم نجليه التوأمين إبراهيم وعبد الكريم شهداء وزوجته أسيرة وأبناءه تناوبوا على الاعتقال.
عشق للشهيد د. فتحي الشقاقي
في حكاية نشأته مع عائلته تشكل نموذجا فلسطينيا ً لدراستها عن عمق ، فهو امتداد لذلك المجاهد "فرحان السعدي" الذي قاتل مع الشيخ عز الدين القسام . ومنذ أن رزق السعدي بطفليه " إبراهيم وعبد الكريم " أراد لأسمائهم بان تكون لها معنى في الحياة الفلسطينية المقاومة ، فسمى ولده إبراهيم نسبه إلى كنية الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي " أبا إبراهيم " ونسبة إلى سيدنا إبراهيم عليه أفضل الصلاة والسلام وسمى عبد الكريم ليشكر الله على نعمة الأولاد .
وسمى عطاف نسبة إلى الأسيرة المحررة عطاف عليان ، وهي أول استشهادية فلسطينية حاولت تفجير نفسها في داخل كيان الاحتلال ، ولتكتمل حكايته مع حكاية الاستشهاديات ، وليكون من اسم ابنه "عز الدين " إلى عز الدين القسام وعز الدين الفارس نسبه إلى الاسم الحركي للشهيد الدكتور فتحي الشقاقي .
يحيى عياش في عائلته
وسمى زهور نسبة إلى المكان الذي مكث فيه في الأبعاد مرج الزهور ، وهي المرحلة التي تشكل منعطف كبير في حياة الكثيرين من المبعدين ، وسمى فتحي نسبة إلى معلمه الشهيد فتحي الشقاقي ، وكـأن للشهيد حكاية متصلة مع روح ووجدان الشيخ السعدي ، وسمى يحيى نسبه إلى الشهيد يحيى عياش الذي شكل نموذجا للعمل المقاوم في فلسطين .
الإيثار سمته
السعدي يعتبر رمزا شعبيا لدى جماهير جنين ، يدرك حجم الاستهداف الصهيوني له ، عدد أسماء العديد من الشهداء والأسرى في مخيم جنين في كلمة له بحفل استقباله أبان الإفراج عنه، ولم يذكر أسماء أبنائه الشهداء وزوجته المعتقلة، في رسالة أيثار حتى بعائلته، وكان السعدي قد قال للجماهير الفلسطينية التي جاءت لمشاركته في فرحته :" تعاولوا نشوفكم ، إجازتنا قصيرة ". في إشارة منه بان الاحتلال لا يمكن أن يجعله حرا خارج السجون بسبب الجماهيرية التي يشكلها بالضفة الغربية .
اليوم ورغم الاستهداف المتواصل له ولعائلته وبقاء زوجته داخل السجون الصهيونية تنتظر المحاكمة، تواصل السلطة استهدافها نيابةً عن الاحتلال باقتحام البيت ليلاً والعبث بمحتوياته ، والبحث عن اثنين من أبناءه .
في انتفاضة الأقصى كان الاحتلال اغتال الشهيدين إبراهيم وعبد الكريم، وأصاب الابن الثالث عز الدين في رقبته، وليتم اعتقاله وهو في سن السادسة عشر من عمره ، واليوم يتكرر بملاحقة ابنه صهيب وإصابته بشظايا.
وكان امن السلطة اقتحم بيت السعدي أكثر من مره أثناء اعتقال الشيخ السعدي لدى الاحتلال، وكان في كل اعتقال تتم مصادرة الحاسوب والأجهزة الخلوية، ويتم اعتقال احد أفراد العائلة، ويتم اقتحام البيت بصورة مشابهه وتقليدية لقوات الاحتلال الصهيوني، ويذكر شهود عيان عن ملاحقة الأمن الفلسطيني لصهيب السعدي بأنها كانت بزي مدني كعمل الوحدات الخاصة الصهيونية .