في مثل هذه الأيام التشرينية، كانت جنين عاصمة الاستشهاديين تقدم الشهيد تلو الشهيد، كانت هنادي جرادات المحامية التي فجرت نفسها في حيفا، وكان الشهيد إياد صوالحة من كفر راعي تلاحقه قوى الأمن الصهيونية ضمن حملة عسكرية كبيرة استهدفت جنين بأكملها استمرت 17 يوم ليستشهد فيما بعد ، وفي مثل هذه الأيام كانت قوات الاحتلال تلاحق سعيد الطوباسي مرافق الشهيد اياد صوالحة والمعتقل حاليا لدى الاحتلال والمحكوم بالسجن لمدة 32 مؤبد والذي استشهد شقيقه احمد في العام 2006 م وشقيقة إسلام في السابع عشر من أيلول الماضي .
عمليات الاغتيال
منذ ما يقارب الشهر حاولت قوات الاحتلال الصهيوني اعتقال ابرز مؤسسي الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية الشيخ بسام السعدي ، فاقتحمت بيته مشيرة :" كنا نرغب بان نشرب القهوة معه ". ولكن الشيخ السعدي الذي قدم أولاده " إبراهيم وعبد الكريم " شهداء لا يستقبل المجرمين في بيته، ومن ذلك الوقت أصبح مطلوبا لدى الاحتلال.
وفي أثناء محاولة اعتقاله ارتقى الشهيدين مجد لحلوح وكريم صبيح دفاعا عن الشيخ ورفضا لاعتقاله، وكانت حركة الجهاد الإسلامي في جنين أدت واجبها الاجتماعي والإنساني في تقديم الواجب لعائلة الشهيدين، وفي ادارة الجنازتين، وبعد ذلك بأيام نفذت قوات الاحتلال عملية اغتيال بحق الشهيد اسلام الطوباسي شقيق الشهيد احمد والأسير سعيد .
خيار المقاومة
كانت حركة الجهاد الإسلامي في جنين مع فصائل المقاومة تؤكد تمسكها مع خيار المقاومة والانتفاضة في وجه الاحتلال، وفي أثناء تشييع جنازة الشهيد حاولت أجهزة امن السلطة تفريق الجنازة بشكل هستيري ومنع أبطال المواجهات الشعبية من الالتحام مع قوات الاحتلال.
وكان كوادر الجهاد في جنين أعادوا التواصل الاجتماعي مع عائلات الأسرى والشهداء بقيادة الشيخ خضر عدنان وطارق قعدان وجعفر عز الدين .
صعود الجهاد الإسلامي
صعود الجهاد الإسلامي في جنين أمر يقلق الاحتلال والسلطة في آن واحد، لان الهدف الأسمى للجهاد هو ابقاء شعلة الصراع مشتعلة في فلسطين ، وعلى مدار السنوات الماضية حاولت قوى الأمن الصهيوني اجتثاث جذور الجهاد في جنين ، باعتقال قادتها وكواردها وعناصرها وترهيب المواطنين من الاقتراب من الجهاد الإسلامي .
وفي وقت سابق كان قادة الجهاد الإسلامي في جنين سطروا ملحمة بطولية شهد لها العالم والشعب الفلسطيني واستطاع قادتها هزم كيان الاحتلال وذلك باعترافهم بقدرة الشيخ خضر عدنان على الصمود والتحدي وتشكيل انتصار على الاحتلال بإضرابه الأسطوري عن الطعام ، وكان شاهدا على انتصاره الشيخان طارق قعدان وبسام السعدي عندما زاره في سجنه وأكدوا لقادة ما يسمى بمصلحة السجون بان استشهاده سيشكل بدء انتفاضة خارج السجون وداخلها .
صحافة الاحتلال تؤكد
وتبع ذلك إضراب الشيخ بلال ذياب وطارق قعدان وجعفر عز الدين ليشكلوا ملحمة جديدة تضاف إلى سجل المقاومة الفلسطينية المنبعثة من دم الشهداء في جنين .
والجدير ذكره بان صحافة الاحتلال الصهيوني تحدثت عن حملة جنين التي تشنها أجهزة امن السلطة بأنها تأتي لاعتقال كوادر حركة الجهاد الإسلامي في جنين، وهو ما يؤكده الشارع الفلسطيني من ملاحقة امن السلطة لصهيب السعدي نجل الشيخ بسام وأصابته بشظايا، واعتقال القيادي في الجهاد خالد أبو زينة، ومحاولة اعتقال الشيخ محمود السعدي شقيق الأسيرة نوال السعدي زوجة الشيخ بسام .