قائمة الموقع

الشهيد القائد محمد الجمل .. (26) عاماً ولا تزال جذوة ثورتهم تنير درب الثائرين

2013-10-08T15:03:15+03:00

"ستة وعشرون عاماً على ارتقاء شقيقي محمد سعيد الجمل شهيداً في معركة بطولية زلزلت اركان الكيان الصهيوني، ولا تزال كلماته وصورته حاضرة معي، كأنه موجود بيننا يشاركنا أفراحنا وأتراحنا "، بتلك الكلمات بدأ عرفات الجمل "ابو سعيد" حديثه لمراسل الاعلام الحربي" الذي كان في ضيافة اسرة الشهيد في مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة.
استشهاده فرحة
عن اللحظات التي استقبلت فيها أسرته نبأ استشهاد شقيقه محمد، قال شقيقه عرفات:" لم يتثنى لي المشاركة في تشييع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير، حيث تم اعتقالي بعد استشهاده بساعات وحكم عليه بالسجن أربعة عشر عاماً  لتقديمي مساعدات (لوجستية) له ولرفاقه، ولكن علمت أن والدتي ـ رحمها الله ـ  طردت كل النسوة اللواتي جئنَّ للبكاء والعويل، وقالت لهنَّ لا اقبل في عرس نجلي إلا التهاني والزغاريد".
وأكمل حديثه بعد لحظة صمت قائلاً:" بقدر ما أنَّ فراقه كان مأساة ، بقدر ما كان خبر استشهاده بعد معركة أسطورية سطرها ورفاقه فرحة لنا لكل فلسطيني غيور "، مؤكداً أن الفترة التي قضاها الشهيد محمد بعد هروبه من السجن كانت من أصعب المراحل التي عاشتها أسرته التي تعرضت لأبشع وسائل التعذيب والتضييق، وحتى بعد استشهاده والتي تكللت بهدم منزل العائلة واعتقال أشقائه.
الظلم ..أوقد نار التمرد في وجدانه
وتطرق ابو سعيد إلى أدق التفاصيل في حياة شقيقه، مؤكداً  أن ما تعرض له الشهيد محمد وأسرته في مرحلة طفولته كان له أشد الأثر في تكوين شخصيته الجهادية الناقمة على بني صهيون.
وتابع حديثه قائلاً :" لقد تعرض والدي لحادث اطلاق نار على قدميه من قبل جنود الاحتلال أمام أعين شقيقي محمد الذي كان عمره لا يتجاوز السبع سنوات، وبتقديري هي التي أوقدت نار التمرد في وجدانه، حيث ظلت صورة مشهد والده وهو مصاب بثلاثة عشر رصاصة محفورة في ذاكرته تعذبه وتؤرقه، وتزيد من نقمه على بني يهود".
إلا أنه عاد وأكد على أهمية التربية الإسلامية السليمة التي تلقاها الشهيد داخل أسرته، التي كان لها اشد الأثر في تكوين شخصيته الإسلامية الجهادية، مؤكداً أن أهم ما كان يميز شقيقه محمد هدوءه الشديد وابتسامته اللطيفة التي لم تغب عن وجهه المشرق.
وأضاف :"ببساطة لم يكن الشهيد محمد ممن يجود الزمن بالكثيرين من أمثاله لقد أدركنا معنى الغياب، عندما علمنا أن محمد ومن مع قد استشهدوا في سبيل الله"، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمدهم في فسيح جناته.
وختم شقيقه  عرفات الجمل حديثه قائلاً :" على الرغم من انه كان أصغرنا سناً والمحبوب والمدلل من الجميع، إلا انه كان زاهداً في الدنيا، باحثاً على الشهادة في سبيل الله"، مشيراً إلى دور الشهيد الوحدوي بين كل الفصائل الفلسطينية ولاسيما الإسلامية منها، حيث كان الشهيد يدرس في الجامعة الإسلامية، غير أن تعرضه للاعتقال المتكرر حال دون إكماله لمشواره التعليمي.
فارس الكلمة والسيف
كما كان محمد فارس السيف، فقد كان فارس الكلمة أيضاً، حيث كان خطيباً في مساجد مخيم رفح،  كما كان محبوباً من الجميع.
وقد قضى الشهيد محمد سنوات طويلة في سجون الاحتلال، عرف خلالها بصوته العذب في قراءته للقرآن، حتى أن إخوانه المجاهدين كانوا يطلبون منه دوماً أن يؤمهم للاستماع إلى تلاوته العذبة ..
حياته محفوفة بالمحن
تعرض الشهيد محمد الجمل لمحنة الاعتقال سنة 1981م بتهمة العضوية في جبهة النضال الشعبي، ليسجن على اثر ذلك لمدة عامين، تعرف في تلك الفترة على العديد من الشخصيات الإسلامية التي كان لها الفضل الكبير في تحول هذا الفارس إلى خيار جديد هو خيار الإسلام العظيم، واتخذ الجماعة الإسلامية مدخلاً لتحقيق هذا الخيار على ارض الواقع .. حيث انكب محمد على دراسة مبادئ الإسلام بشكل معمق فتشرب فكر الجهاد والذي كان في البداية .
وعرف الشهيد محمد في حياته أنه كان وثيق الصلة بالدكتور فتحي الشقاقي، حيث كان يرافقه في الكثير من الندوات الفكرية التي كان يعقدها الأخير .. وقد لوحظ التأثير البالغ الذي تركه الدكتور فتحي الشقاقي على فكر ومنهج هذا الفارس الجميل.
جهادي منذ الصغر
بعد خروجه من السجن عمل الشهيد محمد الجمل على تشكيل أولى المجموعات الجهادية في قطاع غزة، وكان من رفاقه الفارس البطل خالد الجعيدي الذي قتل اربعة صهاينة في غزة، وفجر هو اخوانه ثورة السكاكين قبيل الانتفاضة .
كذلك خطط محمد الجمل لبدء التعامل مع ظاهرة العملاء في المجتمع الفلسطيني، وقام بزرع العبوات الناسفة على الطرق التي تسلكها مركبات الاحتلال .. وما لبث ان اعتقل الشهيد مع بقية إخوانه عمر الغولة وآخرين .. وحكم عليه بالسجن لفترة طويلة، وكانت تلك الفترة بداية تعرفه على رفاقه المجاهدين.
احد ابطال عملية الهروب
تعرف الشهيد محمد على رفاقه الأطهار مصباح الصوري وسامي الشيخ خليل الذين رسما معه ملامح هذه الفكرة، وملامح شيء آخر : خطة الهروب المستحيل!!.
خطط هؤلاء الشباب الأطهار لعملية الهروب من سجن غزة المركزي، وبالفعل ادخلوا الأدوات اللازمة، وبدؤوا يعملون ويسابقون الزمن، إلى أن فوجئ من كانوا معهم في الغرفة نفسها وهم يودعونهم وذلك قبل الهروب بلحظات !!..
قصة رحلة الخلود
وفي السادس عشر من تشرين كان موعد الأقمار مع الله.. كان هذا اليوم هو المحطة الأخيرة في حياة الشهداء.
لقد كمن رجال المخابرات للمحاربين وقبل وصولهم لموقع الكمين تنبه الشهيد سامي الشيخ خليل والشهيد المجاهد محمد الجمل لهم وبادروا بإطلاق النار حتى سقط ضابط المخابرات (فكتور أرغوان) قتيلاً واستمرت المعركة مدة نصف ساعة جابت خلالها الطائرات والجيوش المدرعة بالسلاح.

اخبار ذات صلة