خاص / وكالة القدس للأنباء
تعسُّفٌ، قهرٌ، جورٌ وتقليص.. عناوين عريضةٌ اتسمت بها الأونروا، بعد سياستها التقليصية، وإجراءاتها التعسفية، وقراراتها الجائرة بحق أهالي مخيم نهر البارد، التي توقف بمقتضاها العمل بخطة الطوارئ، وإجبار الفلسطينيين على متابعة المسير وحدهم، يرافقهم فقر المخيمات، وحرمان الحقوق.
قرارٌ كان بمثابة حكمَ الإعدام على العائلات الفقيرة، وقطع الهواء عن الطفولة البريئة. قرارٌ لم تنظر متخذته على أبعاده الإنسانية والاجتماعية، متجاهلة المآسي التي يعيشها أهالي مخيم نهر البارد.
فقدان أرضهم فلسطين، ودمار مخيمهم حديثًا، وجدران منازلهم المتساقطة، وركام ذكرياتهم المتهاوية، وفقدانهم أحباءهم وأقاربهم، لم يمنعهم من مواصلة الطريق، ولم يساهم برفع رايةٍ بيضاءَ للتوقف عن ممارسة الحياة، بل كان دافعًا للوقوف بوجه الأونروا ومجابهتها، وتحدي قراراتها التعسفية.
إضراب واعتصام:
أغلقوا المدارس والعيادات والمراكز التابعة للأونروا، منعوا الموظفين من ممارسة عملهم، جابوا المخيم معتصمين متظاهرين، معلنين وقف التنفيذ بعمل الأونروا حتى تحقيق المطالب، مع إعادة العمل بالمدارس والعيادات.
نصبوا الخيمة القماشية – التي تمثل معنى المأساة بالنسبة لهم – ليفرضوا نفسهم أمرًا واقعًا على مداخل الأونروا، ولتكون صورة من صور الظلم الذي يعانيه الفلسطينيون في مخيم نهر البارد وسائر المخيمات.
سماء التضامن والتعاون أمطرت زيارات وحشود على الخيمة الاعتصامية، بدأت بالمؤسسات والجمعيات والحشود الشعبية من مخيم نهر البارد، مرورًا بالتضامن الفلسطيني في المناطق اللبنانية، ختامًا بالأحزاب والجمعيات اللبنانية المتعاطفة مع مطالب الأهالي المحقة.
أونروا لم تتراجع!:
وفي بيروت أيضًا، نظم الفلسطينيون اعتصامًا أمام مبنى الأمم المتحدة في بيروت (الأسكوا)، احتجاجاً على إلغاء الأونروا لخطة الطوارئ وتقليص خدماتها في المخيم، أكد خلاله القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أبو وسام منوَر، أن الأونروا ما زالت متعنتة في عدم التراجع عن قراراتها الظالمة، والفصائل واللجان الشعبية وأبناء مخيم نهر البارد ما زالوا على موقفهم باستمرار الاعتصام المفتوح أمام مكتب الأونروا الرئيسي في بيروت حتى تحقيق المطالب، بتراجع الأونروا عن قرارها الجائر بإلغاء خطة الطوارئ عن المخيم.
شطب حق العودة:
أما مسؤول الجبهة الشعبية - القيادة العامة، أبو عماد رامز، فقد أكَّدَ أنَّ الأونروا تنفذ سياسة دولية تستهدف شطب حق العودة، لذا، يجب استمرار الاعتصام المفتوح، مشيرًا إلى عقد اجتماع مشترك للفصائل في بيروت ردًّا على تعنت الأونروا، الذي أصبحَ دليلاً واضحًا على أن الأونروا لديها مخطط لاستهداف المخيمات.
تجاهل الحقوق:
وأما مسؤول الجبهة الديمقراطية، علي فيصل، فقد أكَّدَ أيضًا أن الأونروا تمارس سياسة إدارة الظهر لأهالي مخيم نهر البارد، وهذه السياسة تنم عن تجاهل حقوق اللاجئين ومحاولة خبيثة لتيئيس أهالي المخيم المصرَين على التصعيد إلى أن تستجيب الأونروا لمطالبهم بإلغاء خطة الطوارئ وإعمار المخيم.
كسر القرار:
مطالب كثيرة، وواقع جامد، أونروا تتعمد إدارة الظهر لمن أنشِئَتْ من أجلهم، فلسطينيون صامدون مستمرون في اعتصامهم، ويبقى السؤال: هل ستمضي الأونروا في قرارها، أم أن إرادة الفلسطينيين ستكسر القرار وتجبرها على عودة العمل بخطة الطوارئ؟