قائمة الموقع

بعد 26عاماً.. الشهيد القائد حلس: شمس ثورة لاتزال تُشع نوراً

2013-10-05T22:10:13+03:00

ستة وعشرون عاماً ولازالت فتيل ثورتهم يشع نوراً وهاجاً يضيء طريق السالكين نحو ضفاف المجد ... حقاً إنهم رجالٌ صدقوا الله فصدقهم .. حين التقى الجمعان جمع الحق والإيمان في مواجهة جمع الباطل والطاغوت، في معركة بطولية غير متكافئة شارك فيها الطيران الحربي والآليات المصفحة الصهيونية، واصل المجاهدون القتال لعدة ساعات حتى صعدت أرواحهم إلى عنان السماء، فكانت دمائهم التي سالت في أزقة حي الشجاعية الرصاصة الأولى التي أججت فتيل الانتفاضة الأولى التي جاءت بعد شهرين من استشهادهم، والتي تعتبر أهم محطة من محطات تاريخ شعبنا الفلسطيني.
في منزل الشهيد القائد الجهادي أحمد عمر حلس الذي لازال بزخرفته وتصميمه القديم يضم بين حناياه الذكريات الجميلة لتلك الأيام القصيرة التي احتضن فيها بين جدرانه شهيدنا.. استقبلت أسرة الشهيد مراسل "الإعلام الحربي" بحفاوة منقطعة النظير..  
وبدت زوجته أم أحمد صابرة محتسبة وهي تتحدث عن عشق زوجها للجهاد والاستشهاد، ورغبته الشديدة للذود عن ابناء شعبه والدفاع عن المقدسات، قالت بصوت شاحب حزين :" رغم ان الفترة التي عشتها معه ليست بطويلة، لكنها حافلة بالذكريات الجميلة المليئة بالاجواء الروحانية التي كان يعيشنا فيها الشهيد رحمه الله". 
وتحدثت أم أحمد بإسهاب عن الأخلاق العالية الرفيعة التي كان يتمتع بها الشهيد، قائلةً :" ببساطة لم يكن احمد ممن يجود الزمن بالكثيرين من أمثاله، فعند استشهاده أدركت معنى الغياب وعلمت حينها أن شيئا ثمينا قد ذهب إلى غير رجعه"، مشيدةً بما كان يتمتع به الشهيد من حب وغيرة على وطنه ودينه.
واضافت :" أحمد كان شخصية تتميز بالهدوء، والابتسامة الخافتة التي كانت تلوح على شفتيه لا تغيب حتى عند استشهاده".
وتابعت الزوجة الصابرة قولها مستذكرة اللحظات الأخيرة من حياة الشهيد " كانت الأيام الأخيرة من حياته ملفتةً للنظر، فكثيراً ما كان يتحدث عن الشهادة والجهاد في سبيل الله"،  مرددةً كلمات الحمد والثناء  والإيمان بقضاء الله وقدره وحتمية زوال هذا الكيان المغتصب لأرضنا ومقدساتنا.
ميلاد فارس ..
وتجدر الإشارة إلى أن ميلاد شهيدنا المجاهد احمد عمر حلس في عام 1960م بعد سنوات من زواج والديه، فكان بمثابة هدية من الله جزاءاً على صبرهم واحتسابهم فعمت الفرحة بقدومه، وفي حي الشجاعية عاش شهيدنا طفولته وتشبع من والديه تعاليم الإسلام الحنيف، وتقاسم  مع شقيقه  الشهيد ناصر الذي استشهد أثناء محاولته إنقاذ بعض الجرحى في احد اجتياحات حي الشجاعية وشقيقتاه  لغة الطفولة حب العطاء، وبفضل هذه التربية نشأ بطلنا وهو يحمل السمات الجميلة التي أوصى بها الإسلام العظيم فاهتم احمد في التعليم، حيث درس المرحلة الابتدائية بمدرسة حطين، والمرحلة الإعدادية بمدرسة الهاشمية،من ثم أنهى دراسة المرحلة الثانوية من مدرسة فلسطين، ليلتحق بكلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية- غزة، فكان من الطلبة المتميزين في دراستهم والمميزين بأخلاقهم العالية الرفيعة.
مشواره الجهادي..
عرف عن الشهيد احمد في حياته انه كان وثيق الصلة بالشهيد الدكتور فتحي الشقاقي حيث كان يرافقه في الكثير من الندوات الفكرية التي كان يعقدها الأخير في مساجد قطاع غزة، فكان الإصرار والتفاني والإخلاص معلماً بارزاً في شخصية الشهيد حلس حيث تراه في كافة المواقع رجلاً إيماناً معطاءً لا يبخل على دينه وشعبه بالجهد والوقت والمال.
ويشار إلى أن الشهيد أحمد قد شارك في إيواء المجاهدين الأطهار بعد هروبهم من سجن غزة المركزي  وتوفير السلاح لهم وتأمين الطرق وأماكن تنقلهم لتنفيذ المهمات الجهادية.
وتعرض الشهيد احمد خلال مسيرة حياته الجهادية لمحنة الاعتقال لمرتين ولفترات محدودة، بالإضافة إلى ما تعرضت له عائلته من شتى أصناف الضغط والتضييق والتعذيب وقد تمت مداهمة منزله عشرات المرات، واعتقل والده وشقيقه وتم تعذيبهم وتدمير منزله بعيد استشهاده، حيث توفى والدها حزناً وكمداً على فراقه بعد فترة من استشهاده.
استشهاده..
في 6/ 10/ 1987 كان الشهيد أحمد ورفاقه الشهداء : زهدي قريقع، ومحمد الجمل، وسامي الشيخ خليل، وغيرهم ممن لم يكتب لهم الشهادة  يتنقلون في سيارتين من اجل تنفيذ مهمة جهادية، وكان العدو الصهيوني قد نصب لهم كميناً  قبالة مسجد التوفيق بالشجاعية حيث تركوا السيارة الأولى تمر دون اعتراض وعندما وصلت السيارة الثانية اعترضوها حيث قام ضابط مخابرات صهيوني( فيكتور أرغوان)  وطلب بصريح العبارة من الشهيد سامي بتسليم نفسه، لكن الشهيد سامي أطلق النار عليه النار وارداه قتيلاً، فدارت معركة عنيفة استمرت  لمدة نصف ساعة بين المجاهدين بإمكاناتهم المتواضعة وقوات الاحتلال الصهيوني التي استعانت بطائرات "الاباتشي" والعربات المدرعة. 

اخبار ذات صلة