خاص/ القــدس للأنــباء
من قلب الصراع الدائر فوق أرض فلسطين التاريخية مع العدو الصهيوني ورعاته الإمبرياليين الغربيين والأميركيين، ومن رحم التاريخ الكفاحي الذي أرسى أسسه الشيخ عز الدين القسام، انطلقت في بداية الثمانينيات حركة جهادية مباركة ردمت هوة كانت موجودة في الساحة الفلسطينية بين الجهاد وفلسطين، وأسهمت بإحياء روح الجهاد في الحركة الإسلامية الفلسطينية، هي "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين"...
وقد شكلت ظروف النشأة حاضنة طبيعية لاستعادة نهج المقاومة، الذي خبا بريقه مع هزيمة "منظمة التحرير الفلسطينية" أمام الغزوة الصهيونية في العام 1982، التي أدت لالتحاق القيادة المتنفذة بمشاريع "التسوية" بشكل علني، وتشريد المقاتلين الفلسطينيين بعيداً آلاف الكيلومترات عن ساحات المواجهة والصراع...
فقدمت الحركة الوليدة نموذجها المتمسك بالثوابت الوطنية والقومية والدينية، وفي مقدمتها حق الأمة في كل فلسطين التاريخية، وخيار الجهاد سبيلاً وحيداً لتحرير الأرض المغتصبة والمحتلة،... وثبتت وجهة بوصلتها لتشير دائماً وأبداً إلى فلسطين... ورفعت لواء حشد قوى الأمة كافة في معركة مواجهة المشروع الصهيوني الغربي الإستعماري، وتحرير كل الأرض المحتلة والمغتصبة... معلنة رفضها المطلق لنهج "التسوية" و"المفاوضات"، التي أثبتت الوقائع التاريخية فشله وعبثيته... كما نأت بنفسها وتجنبت الإنجرار إلى المعارك الداخلية، في الساحة الفلسطينية، وفي البلدان العربية الشقيقة، التي لا يستفيد منها سوى العدو الصهيوني. فحازت الحركة على ثقة الشعب الفلسطيني وقوى الأمة الحية التي وجدت فيها تأصيلاً لنهج المقاومة والتحرير...
إن مسيرة "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين"، تعززت في ميادين المواجهة مع العدو الصهيوني، وقد ارتبطت كثير من المعارك والأحداث باسمها، من إنتفاضة الحجارة المجيدة في العام 1987، إلى حرب السكاكين، إلى معركة الشجاعية البطولية، إلى العمليات الإستشهادية، وصولاً إلى معركة الأمعاء الخاوية... إن هذه المسيرة الجهادية المباركة أدت لوضع أبناء عز الدين القسام في أول سلم اهتمامات العدو الصهيوني الذي قال عنهم يوماً: "أنتم الأسوأ من كل ما سبق، أنتم الذين تجمعون بين الإسلام والوطنية، ولذا ليس من سبيل معكم سوى اجتثاثكم من جذوركم"...
لقد خاب ظن العدو، فالحركة التي استشهد أمينها العام الدكتور فتحي الشقاقي، ويزج بالمئات والآلاف من أبنائها في السجون والمعتقلات الصهيونية هي اليوم أكثر قوة ومنعة وحضوراً واستعداداً في ميادين المواجهة التي لن تنطفيء نيرانها إلا بتصفية المشروع الصهيوني الإستعماري وتحرير فلسطين.