قائمة الموقع

رغم الواقع الصعب.. الشباب الفلسطيني يُواجه التحديات

2013-10-02T12:32:22+03:00

خاص/ القدس للأنباء
أيّاً يكن الأمر، فإن صدور "دراسة" عن الشباب الفلسطيني في ثلاثة مخيّمات عن جمعية مُمولة من الخارج، والنتائج الخطيرة والمرفوضة التي توصّلت إليها يُعتبر أمراً بالغ الخطورة، ويخرج عن السياق العام للمخيمات الفلسطينية المعروف عنها الالتزام ومحاربة الرذائل والموبقات ومن بينها آفة المخدرات.. وفي الوقت الذي كان من المفترض على الدراسة ومن يقف وراءها العمل على المشاركة في معالجة الأوضاع المزرية لشعبنا الفلسطيني نتيجة  ارتفاع مستويات الفقر وفقدان الحاجات الأساسية والظروف الصعبة التي يعيشونها، ومواجهة تراجع الأونروا عن دورها في إغاثة اللاجئين الفلسطينيين ومن ضمنهم فئة الشباب التي تعاني  ـ كما أشارت الدراسة نفسها ـ من عدة أمور ينبغي تضافر الجهود لحلها.
وأعلنت نتائج دراسة أعدتها جمعية "نبع"، بتمويل من الإتحاد الأوروبي، عن "المشكلات التي تواجه الشباب الفلسطيني"، في ثلاثة مخيمات، هي: الرشيدية، وبرج البراجنة، وشاتيلا. وشملت 1050 شاباً وشابة في المخيمات المذكورة، مُتوصّلة إلى أرقام مخيفة، لناحية تعاطي المخدرات والإدمان عليها. مشيرة إلى أن النسبة قد بلغت 66 في المئة من المشمولين بالدراسة،  أي أن ثلاثة أشخاص من كل خمسة أشخاص يتعاطون المخدرات، عازيةً ذلك إلى أساب عدة منها: الضغط النفسي، تجاهل المجتمع لدور الشباب، الأسباب الأمنية، سوء المعاملة في المدارس وأماكن العمل، غياب المرجعية والمثل الأعلى في حياة الشباب.
هذه النتائج غير الدقيقة، وغير الموضوعية أغضبت الفلسطينيين في لبنان الذين رفضوها. وجرى اجتماع في مقر اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية، وممثلين عن الجمعية، عبّروا فيه عن الاعتراض والرفض لنتائج دراسة "نبع"، مُؤكدين أنّ "الآليات التي أعتمدتها المؤسسة غير دقيقة". مُطالبين بـ "إبلاغ اللجنتين الشعبية والأهلية بأي مشروع دراسة مستقبلية، ومناقشة مسوّدة أي دراسة قبل إطلاقها للعمل على تصويب نتائجها".
ومن الملاحظات على الدراسة المبالغة في تقديراتها وتصويرها لمشاكل فردية على أنها ظاهرة اجتماعية تعمّ كل المخيمات؛ فمثلاً إن نسبة متعاطي المخدرات أو الأمراض العصبية في المخيمات هي نسبة ضئيلة جداً، ولها أسبابها وظروفها الخاصة ولا يُمكن تعميمها. ورغم الحصار وسواتر التراب والحروب والهجرة، تُعطي مدارسنا أفضل نتيجه حتى في الإمتحانات الرسمية، وذلك على الرغم من الواقع الأليم الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان " ارتفاع مستويات الفقر وفقدان الحاجات الأساسية، منع التملك، منع العمل في الكثير من المهن"..
وفي الختام، إن الشباب الفلسطيني في المخيمات يُواجه تحديات كثيرة وصعبة، وينبغي على المؤسسات العاملة في الوسط الفلسطيني مراعاة هذا الواقع وعدم تضخيم الأمور، أو العمل وفق المثل القائل: "نحرجه فنخرجه".. فهل وصلت الرسالة؟!
 

اخبار ذات صلة