خاص/ نشــرة الجهــاد
أراد العدو الصهيوني، باغتياله الدكتور فتحي الشقاقي، في عملية نفذها الموساد الصهيوني في 26/10/1995، أن يوجّه ضربة قاضية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خاصةً بعد سلسلة من العمليات الناجحة التي نفذتها خلال الأعوام 1993 و1994 و1995 في مستوطنتي "كفار داروم" و"نتساريم" وبيت ليد.
لقد ظن الصهاينة أن باغتيالهم للدكتور الشقاقي سينهون حركة الجهاد باعتبارها حركة شديدة المركزية ـ حسب الصحف الصهيونية ـ وأن اغتيال القائد المركزي في الحركة سيجعلها تترنح ومن ثم تفقد حضورها ووجودها أيضاً.
آمالهم وأحلامهم من هواء، فحركة الجهاد الإسلامي صمدت، وبقيت على عهدها ووعدها ومبادئها التي نشأت عليها، وسلمت الراية لأمين عامها الحالي، الدكتور رمضان شلح، الذي حافظ على دماء شهدائها الذين أفنوا عمرهم في سبيل تحرير الأرض المقدسة من دنس اليهود.
القضية الفلسطينية، بنظر الشقاقي، قضية مركزية للأمة الإسلامية لأن "إسرائيل" جزء من مشروع الهيمنة الغربية، وهي آخر مراحل الصراع بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، فإما أن ننتصر وإما أن يتحقق الهدف الغربي الصهيوني بالقضاء على الحضارة الإسلامية، وبهذا الصراع لا يتحدد مصير حضارتنا على أرض فلسطين، بل مصير العالم بأسره، وهذا الصراعُ صراعٌ حضاريٌ، أي صراعَ وجودٍ وليس حدود، فإن المفاوضات والحلول الوسط وما يسمى بـ "السلام" هي مجرد أوهام وفخ، وإن "إسرائيل" بكاملها كيان غير شرعي، وأنه لا حل هناك سوى الإسلام والجهــاد وحرب التحرير الشعبية لتحرير كامل التراب الفلسطيني، وأنه ينبغي أن يشارك في ذلك الصراع كل فلسطينيٍّ وكل عربيٍّ وكل مسلم وكل مستضعف.
رحل الشقاقي لكنه موجود، رحل بنيانه وجسده، وبقي نهجه وحركته وذاكرته وبطولته، بقي حبه لفلسطين وأهلها، بقي شوقه إلى تحرير الأرض من دنس الصهاينة، بقي توحيده للصفوف لاجتثاث الصهاينة من الأرض المقدسة.