رصد تقرير الاستيطان الأسبوعي السبت الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في اللجنة التنفيذية، تواصل أعمال التطهير العرقي والاعتداء على الدبلوماسيين في الأغوار والضفة خلال الأسبوع الثالث من ايلول.
في سعي حكومة الإحتلال الصهيوني المتواصل لبسط سيطرتها على الأغوار الفلسطينية، وضمن مخطط التطهير العرقي المنظم الذي يمارسه الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في الأغوار والقدس وبحسب التقرير، هدمت قوات الاحتلال خربة محكول في الأغوار الشمالية بالكامل وشردت قرابة 120 مواطنا يسكنون الخربة، دون أية إخطارات سابقة، ولم تكتف بذلك بل وصادرت قوات الاحتلال الصهيوني، شاحنتين تنقلان مساعدات وخيما للسكان الذين هدمت مساكنهم، كما منعت قوات الاحتلال سكان خربة مكحول أيضا من إعادة بناء بيوتهم بمساعدة مسؤولين دوليين، بعد هدمها أكثر من ثلاث مرات، واعتدت على دبلوماسية فرنسية، وصحفيين تواجدوا في المكان، وأغلقت قوات الاحتلال الصهيوني منطقة الأغوار الشمالية، تزامنا مع ترحيل عشرات المواطنين، بحجة إجراء تدريبات عسكرية، في منطقة البرج والميتة في المالح وابعدتهم عن مضاربهم بحجة التدريبات العسكرية.
واضاف التقرير انه وضمن مسلسل الجرائم اليومية التي ترتكب على الأرض بحق الشعب الفلسطيني أقدمت سلطات الإحتلال على ارتكاب جريمة جديدة في مخيم جنين، استشهد خلالها الشاب إسلام الطوباسي (19عاما) بعد أن اعتقلته وهو مصاب، بعد أقل من اسبوع من جريمة مشابهه نفذتها قوات الاحتلال في مخيم قلنديا استشهد خلالها ثلاثة شبان، وشاب آخر في مخيم جنين فيما لقي العامل الفلسطيني احسان أبو سته (56) عاما من مخيم عسكر القديم حتفه بعد ان القى به رب عمله الصهيوني على الرصيف، بعد اصابته، حيث لفظ انفاسه الاخيرة، من دون ان تقدم له اية مساعدة.
وفي ظل صمت دولي وعربي واسلامي تجاه ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من عدوان مستمر، وكما ذكر التقرير تتواصل عمليات استباحة المسجد الأقصى من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني، سواء المستوى الرسمي أو المستوطنين المتطرفين، حيث قامت الحكومة الصهيونية بتحويل المناسبات والأعياد الدينية واليهودية إلى مناسبات لتشديد الهجوم على المسجد الأقصى واقتحام باحاته والصلاة فيه، على طريق السيطرة عليه وتقسيمه، وتحويل ذلك إلى واقع يومي ومألوف ومعتاد حيث دعت لجنة الداخلية في الكنيست الصهيوني اليهود " للصعود إلى "جبل الهيكل في عيد العرش " كما يدعون، حيث أقرت في ختام جلسة عقدتها منتصف الأسبوع الفائت، احقية اليهود دخول المسجد الاقصى، واداء صلواتهم الخاصة وهم يحملون التوراة، تحت حماية الشرطة الصهيونية، ودعوة عضو الكنيست عن حزب الليكود "موشيه فيغلين" طرد جميع موظفي وحراس المسجد الأقصى المبارك، في حين دعت رئيس لجنة الداخلية في ’الكنيست’ النائبة عن حزب ’الليكود’ اليميني ميري ريجب إلى فرض تقسيم زماني للمسجد الأقصى ما بين المسلمين واليهود على غرار الأسلوب في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، ودعوات بلدية الاحتلال في القدس إلى تنظيم مظاهرات مليونية في شوارع المدينة احتفالاً بما يسمى عيد "العرش اليهودي"، في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، حيث تأتي هذه الدعوات ضمن السياسة الصهيونية الممنهجة لتهويد المسجد الأقصى.
وتطرق التقرير إلى تغول الاستيطان في الضفة الغربية، حيث أعلن الكيان الصهيوني رسمياً وعلى أعلى المستويات أنها أعدت خطة لشق طريق جديد بتكلفة 35 مليون شيكل بين مجمع مستوطنات "غوش عتصيون" في وسط الضفة وبين البحر الميت، من المقرر ان يبدأ تنفيذ المشروع في كانون ثاني 2014 ويستغرق إنجازه نحو عام ونصف العام، والذي سيؤدي إلى تقسيم الضفة الغربية إلى جزأين والتحكم بالضفة الغربية بشكل اكبر، في حين وزعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إخطارات تقضي بإخلاء مئات الدونمات الزراعية من أراضي بلدة خاراس غرب الخليل، بذريعة انها اراضي دولة، في خطوة تمهد لمصادرتها، وقد استهدفت الإخطارات أراضي المواطنين غرب بلدة خاراس في مواقع (الرسم، الطف، شعب عدوان، خلة البيضا)، كما يطلق عليها اهالي المنطقة، وحدد فيها عدد الدونمات المطلوب اخلاءها، حيث بلغت مساحات الأراضي المستهدفة 304 دونما.
وفي ذات الوقت وبحسب التقرير أظهرت الإحصائيات الرسمية تزايد عدد المستوطنين، في الضفة الغربية، بمعدل 5 بالمئة، أي بنحو 3 مرات، عن معدل نمو السكان في الكيان الصهيوني الذي يبلغ 1،9 بالمئة، والذي يأتي نتاجا في ظل تسريع عملية الاستيطان لتحويل الضفة الى منطقة يسكنها نسبة كبيرة من المستوطنين في المستوطنات، وذلك بتشكيل كتلة ديمغرافية كافية لفرض الامر الواقع وتحويل عملية نزع الاستيطان الى عملية مستحيلة، كل ذلك يجري أيضا وسط تصريحات عنصرية، وحملات تحرض رسمية صهيونية يقودها نائب وزير الخارجية الكين ضد حل الدولتين، فيما قال رئيس الائتلاف الحكومي ياريف لفين إنه لن يدير ائتلافا سيؤدي إلى دولة فلسطينية، وأكد على ضرورة البناء والاستيطان في كافة المناطق، بينما عبر الوزير الصهيوني سلفان شالوم عن شكوكه حيال احتمالات التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، والمفاوضات الفلسطينية الصهيونية مستمرة رغم جميع التأكيدات الصادرة بانها عبثية ولن تفضي الى حل.