/لاجئون/ عرض الخبر

غضب فلسطيني على قرار الأونروا تقليص المساعدات

2013/09/15 الساعة 10:32 ص

أثار قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بتقليص المساعدات الغذائية عن أكثر من 9500 عائلة لاجئة في قطاع غزة مؤخراً، غضب الفلسطينيين الذين استهدفهم القرار.
ويأتي قرار الأونروا هذا في وقت يعاني قطاع غزة الساحلي تدهور في الأوضاع المعيشية نتيجة اشتداد الحصار عليه، ناهيك عن توقف عمل أنفاق التهريب والتي تعتبر شريان الحياة الوحيد لسكان القطاع، إضافة إلى تقطع عمل معبر رفح البري المرتبط بجمهورية مصر العربية.
ويعتمد اللاجئون الفلسطينيون في قطاع غزة بشكل رئيسي على المعونات والمساعدات التي تقدمها لهم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مثل الطعام والشراب والعلاج والتعليم، فضلاً عن المساعدات الطارئة في ظل الحصار الخانق المفروض على القطاع منذ سيطرة حركة (حماس) عام 2007.
وقد برر مدير عمليات "الأونروا" في غزة روبرت تيرنر تقليص الخدمات، بأن الوكالة الدولية تواجه عجزاً مالياً بقيمة 50 مليون دولار، وأنها تقوم بإجراء اتصالات مكثفة مع الدول المانحة لتغطية العجز المالي الذي تواجهه.
أبو محمد، واحد ممن طالهم قرار الأونروا بوقف المساعدات عنه، يقول: "نحن غاضبون جداً من هذا القرار، وهي ليست أول مرة تقوم الأونروا بهذا الإجراء".
ودعا أبو محمد وعيونه تذرف الدمع، المؤسسات الدولية بسرعة التدخل وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في غزة على وجه السرعة لأن القرار له عواقب وخيمة على حياتهم المعيشية والاجتماعية والأسرية، على حد قوله.
أبو محمد يبلغ من العمر 50 عاماً ولديه عشرة أبناء، أكبرهم عاطل عن العمل والآخرين يذهبون إلى مدارس وكالة الغوث، يحذر من أن تكون تلك الإجراءات التي تتخذها وكالة الغوث مقدمة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين والتملص من دورها المطلوب منها.
أما الحاجة أم يوسف التي قابلناها عقب عودتها من السوق وجبينها يتصبب عرقاً بسبب درجة الحرارة المرتفعة، وتحمل بيدها أكياس الخضار الثقيلة، اشتكت ببؤس وحزن من قرار وكالة الغوث الأخير بتقليص الخدمات.
وأكدت الحاجة البالغة من العمر ستين عاماً أنها تعتمد بشكل رئيسي على مساعدات الأونروا في سد احتياجات منزلها من طعام وشراب وملابس وعلاج، مطالبة الوكالة بالتراجع عن القرار.
وسبق لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن اتخذت إجراءات مشابهة لقرار تقليص المساعدات الغذائية عن أكثر من 9500 عائلة لاجئة في قطاع غزة، وقامت قبل عدة شهور بوقف المساعدات النقدية المقدمة لأكثر من 100000 شخص.
واستنكر مدير مركز اللاجئين للتنمية المجتمعية سمير مدللة، قرارات الأونروا بوقف المساعدات الغذائية عن عدة آلاف من العائلات الفلسطينية اللاجئة.
واعتبر مدللة القرار بأنه تواصل للسياسة التي اتبعتها الأونروا في الفترة الأخيرة لتقليص وقطع المساعدات بدلاً من زيادتها.
وقال: "هذا الهدف منه إحالة خدمات الأونروا للدول العربية المضيفة والسلطة والتخلي عن اللاجئين وهذا يتنافى مع الوضع الاقتصادي القائم في غزة في ظل أن نسبة الفقر والفقر المدقع بلغت 60%، ونسبة البطالة تقارب حوالي 30%، ونسبة نمو سنوي ما يقارب 4% في غزة".
وطالب مدللة "الأونروا بزيادة خدماتها الصحية والاجتماعية والمساعدات الإنسانية وليس التخفيض الذي تقوم به بين كل فترة وأخرى على اعتبار أن قطاع غزة محاصر ومر بحربين خلال الأعوام الماضية".
وكشف مدللة عن أن اللاجئين الذين استهدفهم قرار الأونروا سيقومون بإجراءات تصعيدية كالإضرابات والاعتصامات حتى تعود الأونروا عن قرارها خاصة أن الأوضاع المعيشية في غزة متدهورة وفئات جديدة تنضم إلى خط الفقر في ظل اشتداد الحصار وارتفاع نسبة الفقر والبطالة.
ورأى عاطف عدوان وزير شؤون اللاجئين في الحكومة التي تديرها حركة (حماس)، أن هذه التقليصات تهدف لإنهاء خدمات "الأونروا"، باعتبارها رمزاً لوجود اللاجئين الفلسطينيين، منوهاً إلى وجود مؤامرة سياسية بهذا الخصوص، فضلاً عن وجود أزمة اقتصادية حقيقية لها أثر مهم في تقليص الخدمات.
وبين عدوان، أن الدول الأوروبية تقوم بتقليص متعمد للمعونات المقدمة للأونروا لإجبارها على إنهاء هذه الوكالة التي تساعد اللاجئين.
ويقول المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة، "إن إجراءات الأونروا تتعلق بنتائج مسح الفقر الذي جرى على مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين لضمان عدالة وتصحيح أوضاعهم والتي لم يجر البحث عليها منذ سنوات طويلة".
وأضاف أبو حسنة لـ"سلاب نيوز"، "ان المساعدات الغذائية ستتوقف عن حوالي 9558 أسرة، ولكن بالمقابل تمت إضافة حوالي 5430 أسرة جديدة ستستفيد من المساعدات، وتم أيضاً زيادة كمية المساعدات لحوالي 4000 أسرة كانت تتسلم مساعدات ولكن ثبت من المسح الجديد أن هذه الأسر تحتاج إلى مساعدات أكثر وفي نفس الوقت هناك 1327 أسرة سيتم تقليص المساعدات التي تتسلمها دون أن يتم وقف هذه المساعدات".
وتابع أبو حسنة: "أن مسح الفقر الذي نفذته الأونروا لا يتعلق بتمويل هذا البرنامج وإنما يستهدف الوصول إلى الفئات المستحقة فعلاً للمساعدة، خاصة في ظل وجود بعض التحولات الاجتماعية في مستوى حياة السكان في قطاع غزة خلال السنوات الماضية".
 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/42701

اقرأ أيضا