قائمة الموقع

الأقصى بين مخططات التهويد والانتفاضة القادمة

2013-09-13T13:26:04+03:00

خاص/ القدس للأنباء
تشهدُ مدينة القدس في الفترة الراهنة مرحلة مفصلية وحاسمة، تنال من عروبة المدينة وهويتها، وتراثها وآثارها ومعالمها، وتتخللها حملةً مسعورة من أذرع الاحتلال الصهيوني وسلطة آثاره لتشويه التاريخ وتزييف الحضارة في محيط المسجد الأقصى الشريف. مع تزايدٍ ملحوظ في توسيع البنى التحتية بالمستوطنات المجاورة، إلى جانب عملية الإبعاد عن القدس والمسجد الأقصى المبارك التي طالت رموزاً دينية ووطنية وقيادات سياسية وموظفين في دائرة الأوقاف الإسلامية ودعاة وخطباء مساجد من أهل القدس والداخل الفلسطيني. وتتعرض المدينة المقدسية إلى عملية تهويد منهجية في ظلّ لامبالاة واضحة وجلية من المجتمع الدولي، وصمت عربي رسمي وشعبي مقيت. حيث يرتكز المخطط الصهيوني على الاستيطان بكافة أشكاله من بؤر وتجمعات استيطانية، ومصادرة الأراضي والمنازل العربية ومنحها للمستوطنين، وزيادة أعداد المستوطنين في المدينة المقدسة، وذلك كله على حساب الأرض العربية الفلسطينية وسكانها المقدسيين، وحضارة القدس وتاريخها وعروبتها، لإضفاء صبغة يهودية كاملة على المدينة. بعد أن أضحت القدس تختلف عما كانت عليه قبل عقود.
واستناداً للتسريبات الخطيرة التي عرضتها صحيفة "معاريف" مؤخراً فإن الجماعات الإستيطانية في القدس المحتلة بدعم كامل من سلطة العدو تخطط لجعل القدس "مدينة عظيمة؛ تشبه باريس ولندن مع ثلاثة ملايين ساكن، وعشرة ملايين زائر في أوقات الذروة". ويرمي المخطط المذكور إلى إقامة "المعبد اليهودي المقدس" فوق أنقاض القبة الذهبية الحالية، وهو يتم تحت إشراف الصهيونيين المتطرفين "يورام غينسبرغ"، و"يهودا عتصيون" ـ الذي خطط قديماً لتفجير قبة الصخرة.
وحسب التسريبات؛ فإن القائمين عليه ينطلقون من أن مساحة القدس الراهنة والمقدرة بـ (125) كيلومتراً، ستتوسع بشكل كبير لتكون مستقبلاً ممتدة على مساحة ألف كيلومتر، ما يعني عملياً الاستيلاء على مدن رام الله، البيرة، وبيت لحم.
يأتي هذا الكشف عن المخطط الخبيث مع تزايد تصريحات القيادة "الإسرائيلية" بتشجيع جميع اليهود من جميع الفئات؛ والأجيال لاقتحام الأقصى؛ والتوجه له بشكل يومي، للتأكيد على حق اليهود بما يسمى "جبل الهيكل" وتقسيم زماني ومكاني لساحات الحرم أسوة بما حصل بالحرم الإبراهيمي بالخليل، والمضي قدماً في تحقيق الهدف ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. الأمر الذي يتطلب تحركاً إسلامياً وعربياً إن كان للأقصى معنى في أذهان الأمة يليق بمستوى التحركات الإسرائيلية ويحفظ للقدس تاريخها وتراثها الإسلامي والعربي الأصيل.
فالمقدسات الإسلامية والمسيحية تستغيث من هول التدنيس والتدمير، والأقصى المبارك بات مُحرماً على المسلمين، في حين تقتحمه جموع المستوطنين: يجوبونه مدنسين ومهددين. وكل هذا وغيره من عمليات التهويد لتحقيق هدف رئيس وواضح لدولة الاحتلال حكومة وشعباً، الا وهو طرد المقدسيين وجعل القدس يهودية لليهود وحدهم.
المقدسيون يخوضون معركتهم الأخيرة للبقاء في القدس، فهم يواجهون يومياً الممارسات التهويدية، فحربهم مع الاحتلال حرب وجود وحرب هوية فيتعرضون لقرارات الإخلاء وهدم منازلهم ومصادرة أملاكهم وسحب هوياتهم كذلك الاعتقالات الجائرة، ناهيك عن تصدّيهم اليومي لاقتحام الأقصى. وهم في رباط دائم في مواجهة الجرائم "الإسرائيلية". ولكن مع كل هذا التدنيس وضرب الأعراف الدولية عرض الحائط لماذا الإستمرار في عملية التسوية!!! وهل جنت السلطة الفلسطينية من الجولات التفاوضية السابقة سوى مزيدٍ من التراجعات والتنازلات!!!. بل أكثر من ذلك يرى محللون أن العملية التفاوضية واستئنافها مجرد "طُعمْ" "إسرائيلي – أمريكي" لجر الجانب الفلسطيني لمزيد من التنازلات والتسويات العقيمة وإضفاء مزيداً من الشرعية على ممارسات واعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي على جميع الجوانب والقضايا الأساسية كقضية اللاجئين والأسرى، والقدس وتهويدها كانت المتضرر الأكبر من تلك العملية التفاوضية.
اليوم لا مناص من دعوة كل الشعب الفلسطيني إلى الانتفاض بوجه قوات الاحتلال وإشعال الضفة المحتلة لحماية الثوابت وإنقاذ الأقصى من براثن الاحتلال.
 

اخبار ذات صلة