قائمة الموقع

رُب الخروب... صناعة فلسطينية تقليدية

2013-09-03T06:38:06+03:00

بطريقة تقليدية، تصنع مريم شواهنة "الرُب" من ثمار نبات شجرة الخروب بعد أن يعمل شبان على فرمها بواسطة ماكينة خاصة، لتحوله إلى شراب يدخل في الطعام والمشروبات التقليدية الفلسطينية. والخروب، شجرة تزرع في جبال شمال الضفة الغربية بين حقول الزيتون واللوزيات، وبالرغم من عدم انتشاره بكثافة إلا أنه يعد شجرة تقليدية هامة.
ولا يخلو منزل في الريف الفلسطيني من شراب الخروب المعروف بين الفلسطينيين باسم "الرب"، ويوصفه عادة كبار السن لعلاج أمراض عديدة كالتهاب اللثة وأمراض البطن والأسنان.
وتشرح شواهنة، وهي تعمل على غلي الخروب المقطع بالماء النقي، طريقة تحضيره قائلة "يوضع الخروب المفروم في المياه الساخنة لعدة ساعات ثم يصفى، وتعصر الثمار بواسطة اليد ليخرج منها سائلاً لزجاً بني اللون، ثم تضاف إليها المياه، وتغلى على نار الحطب مع إضافة القليل من السكر".
وتضيف شواهنة (55 عاما) من بلدة "كفر ثلث" قرب قلقيلية في شمال الضفة الغربية أنه "بعد أن يصبح السائل أكثر لزوجة، يوضع في عبوات خاصة للاستخدام المنزلي"، مشيرة إلى أن غالبية العائلات في القرى الفلسطينية تصنع منه حلوى خاصة تسمى "الخبيصة حيث يستخدم الحليب والنشا فيها مع الرب". ويطلق على الرب أيضا اسم "دبس الخروب".
وتشتهر بصناعة الخروب بلدة كفر ثلث، حيث يقوم طاهر شواهنة وعمر عودة بشراء كميات كبيرة من المزارع الفلسطينية من شمال ووسط الضفة الغربية، ويصنعون "الرب" سنويا لتسويقه على مستوى بلدات الضفة.
ويقول عودة "نجمع في كل عام نحو 200 طن من ثمار الخروب التي تبقى لمدة كافية تصل إلى شهر تحت أشعة الشمس لتصبح يابسة تماما، لتتم عملية فرمه بواسطة ماكينة تعمل على جرار زراعي تم تطويرها يدويا".
وبحسب عودة، فإن الماكنة المستخدمة مخصصة لنبات القمح، ولكن تم تطويرها من قبل حرفيين فلسطينيين لتستطيع فرم ثمار الخروب.
ويعد المشروع وفقاً لشواهنة، الوحيد في الضفة الغربية. ويشير إلى أن المنتج يباع في الأسواق المحلية، وكان يصدر قسما منه إلى قطاع غزة قبل الحصار الإسرائيلي.
ويستخدم غالبية هذا المنتج في صناعة شراب الخروب الذي يزداد الطلب عليه في شهر رمضان وفي فصل الصيف، بينما يدخل أيضاً في صناعة الحلويات التقليدية وبعض الأدوية، بحسب القائمين على المشروع.
ويتابع الطاهر قائلاً إن "مخلفات الثمار بعد عصرها واستخراج الرب منها تستخدم كطعام للماعز".
وتقول مريم شواهنة إن صناعة الرب صناعة تراثية قديمة كانت العائلات الفلسطينية تصنعه في المنازل، وتستخدمه كطعام ودواء، لافتة إلى أن نساء بلدتها كن يتجمعن يومياُ في مثل هذا الوقت من كل عام ليتعاونّ على فرم الثمار بواسطة الحجار ويتابعن صناعته التقليدية.


المصدر: السفير
 

اخبار ذات صلة