في سابقة خطيرة.. تستعد الحكومة "الإسرائيلية"، وبالتعاون مع مئات المستوطنين والسياسيين المتطرفين، ومع بدء موسم الأعياد اليهودية، بتنفيذ سلسلة عملية اقتحام وتدنيس واسعة النطاق لباحات المسجد الأقصى المبارك، يوم الأربعاء المقبل، وسط حماية أمنية مشددة من قبل الشرطة، وصمت إسلامي وعربي "مخجل" ودعوات فلسطينية للنفير.
وتعتزم جماعات يهودية "إسرائيلية"، اقتحام المسجد الأقصى، بغطاء رسمي من حكومة الاحتلال، في إطار سلسلة من الخطوات الرامية لتهويد القدس المحتلة؛ وأعلنت الجماعات "الإسرائيلية" رسميًّا، عن نيتها اقتحام المسجد الأقصى بشكل جماعي، لأداء ما يُسمى بـ"طقوس عيد رأس السنة العبرية الجديدة"، كما سيتبعه سلسلة اقتحامات في الفترة بين 19 و25 من الشهر المقبل، تزامنًا مع ما يسمى "عيد الغفران وعيد العُرَش".
ودعت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث للنفير إلى الأقصى للتصدي لاقتحامات المستوطنين، وطالبت جميع أبناء الداخل الفلسطيني والقدس للمشاركة في يوم النفير ومن استطاع من الضفة تحت شعار "قادمون يا قدس.. قادمون يا أقصى"، معتبرة المشاركة فيه السبيل الوحيد للتصدي للمخطط "الإسرائيلي".
تجدر الإشارة إلى قيام العشرات من المتطرفين اليهود والمستوطنين من اقتحام ساحات المسجد الأقصى، ومساجده، عبر باب المغاربة، وسط حراسة شرطية مشددة، الأمر الذي يثير حالة غضب شديد في أوساط المصلين وطلاب العلم الذين يتصدون لتلك الاقتحامات.
دعوات للنفير
الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، حذر من عمليات التدنيس والاقتحامات المتكررة التي يقوم بها قطعان المستوطنين والسياسيين المتطرفين لباحات المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية في المدينة.
وقال الشيخ صلاح:" حكومة الاحتلال تقوم بتنفيذ مخططات عنصرية، بهدف السيطرة على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك، وجعلها تحت السيطرة "الإسرائيلية"، وإلغاء السيادة الفلسطينية على المقدسات".
وأكد الشيخ صلاح، أن:" المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، يتعرضون لحملات "إسرائيلية" هي الأخطر على مر السنين، والتي تهدف لتهويد الأقصى بفعل الحفريات المستمرة والتي تجري يومياً أسفله، وإقامة مئات الوحدات الاستيطانية لتشريد الفلسطينيين وخلق نظام الترحيل القصري عليهم.
ولفت رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، إلى أن:"ما ينوي المستوطنين تنفيذه من اقتحامات يوم الأربعاء المقبل للمسجد الأقصى المبارك، يعد بمثابة تعدي واضح وصريح وانتهاك لحرمة تلك المقدسات، وذلك جاء بتواطؤ ومباركة من الحكومة "الإسرائيلية".
وأشار إلى أن:" الاحتلال يسعى وبشكل رسمي لتنفيذ سلسلة اقتحامات "استفزازية" للمسجد الأقصى المبارك مع بداية الشهر الجاري، موضحاً أن الدعوات التي صدرت لاقتحام الأقصى في الـ4 و 15 و19 من الشهر الجاري، سيتصدى لها المواطنين بكل قوتهم حماية تلك المقدسات من الدنس اليهودي.
وحذر الشيخ صلاح، من المخططات "الإسرائيلية" الرامية لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، بهدف الاستيلاء عليه وفرض سياسة الأمر الواقع، وقانون التعدي والقوة الذي سيلفظه كل الفلسطينيين.
ودعا الشيخ رائد صلاح، الفلسطينيين والمقدسيين للنفير للمسجد الأقصى الأربعاء المقبل، وذلك للتصدي للدعوات المتكررة من قبل المتطرفين اليهود لاقتحامات جماعية للأقصى بمناسبة "الأعياد اليهودية".
وكان حاخامات "إسرائيليون" قد أصدروا "فتوى بالسماح "للإسرائيليين" بالدخول إلى المسجد الأقصى، قبل نزول المسيح المخلص الذي سيبني الهيكل" المزعوم، لتلغي بذلك "فتوى" أخرى كانت تمنعهم من ذلك.
بدوره، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد قريع، جميع المقدسيين وأبناء شعبنا إلى الرباط والتواجد في يوم الرابع من شهر أيلول للتصدي لمحاولات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى، مؤكداً أهمية الصمود والتصدي للاحتلال وللتهويد التي تقوم "إسرائيل" بممارسته بشكل علني.
وفي المقابل حذرت "مؤسسة الأقصى" من دفع الاحتلال واذرعه المختلفة دولاب التهويد المتسارع والذي يصب في تغيير وجه المدينة الإسلامي والعربي من خلال المشاريع التي يصورونها على أنها تحمل السلامة والازدهار للمدينة لكنها في الواقع بمثابة المسمار الأخير الذي يدق في نعش المدينة المقدسة.
مخططات مسمومة
من جانبه، أكد الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة العليا للدفاع عن القدس، أن:" شهر سبتمبر الجاري، سيشهد عمليات اقتحام متكررة من قبل المستوطنين المتطرفين، لباحات المسجد الأقصى، وذلك بالتزامن مع الأعياد اليهودية".
وأوضح صبري:" الدعوات الصريحة والرسمية التي خرجت مع مؤسسات متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، الأربعاء المقبل، هي سابقه خطيرة جدا وتعدي غير مقبول على المقدسات الإسلامية التي تقع تحت السيطرة الفلسطينية".
وقال:" هناك نوايا مبيته ومسمومة لدى الاحتلال وحكومته المتطرفة، في تصعيد الوضع داخل المدينة المقدسة، والمسجد الأقصى المبارك، من خلال الاعتداءات والاقتحامات المتكررة للأقصى، وعمليات تشريد وطرد المقدسيين من بيوتهم ومصادرة أراضيهم لصالح الاستيطان".
وأضاف خطيب المسجد الأقصى:" الاحتلال يسعى عبر تلك التعديات على المقدسات الإسلامية، في المدينة المقدسة لفرض سياسية القوة، وإحكام سيطرته على تلك المقدسات، وشرعنة الاقتحامات المتكررة التي يقوم بها المتطرفون لباحات المسجد الأقصى".
ولفت صبري، إلى أن:" الأوضاع داخل الأقصى خطيرة جداً، بفعل ممارسات الاحتلال ومستوطنيه بحقها، مشيراً إلى أن "حائط البراق" هو هدف الاحتلال المقبل للسيطرة عليه، وذلك يأتي بعد نصب أبراجاً لمراقبته ومحاولة لإعادة السيطرة عليه".
وقال:" الاحتلال "الإسرائيلي" تمادى كثيراً في التعامل بعنصرية مع المقدسات الإسلامية والمسيحية داخل المدينة المقدسة وسط تخاذل عربي كبير، وحتى اللحظة لم نجد أي ردود فعل عربية وإسلامية غاضبة تتماشى مع تلم المخاطر والخطط "الإسرائيلية".
وناشد صبري، الأمتين العربية والإسلامية بالتحرك العاجل، لإنقا1 المقدسات الإسلامية، وتوفير الدعم المالي والسياسي والاقتصادي، لنصره القدس وأهلها ودعمهم لمواجهة الخطط "الإسرائيلية" التي تحاك ضدهم".
وكان الجنرال عوزي ديّان- نائب القائد العام للجيش "الإسرائيلي" سابقا، دعا الطلاب" الإسرائيليين" إلى اقتحام المسجد الأقصى، بل وتكثيف وتخصيص مثل هذه الاقتحامات لهذا الموقع أكثر من غيره، كما وطالب في السياق نفسه إلى تكرار.
المصدر: الاستقلال