قائمة الموقع

لماذا الحملة الاعلامية ضد المخيمات الفلسطينية في لبنان؟!

2013-08-27T12:30:12+03:00

مهيب موعد
لا تنفك بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية عن بث الإشاعات وفبركة الفتن، فالمتابع والمطالع للنشرات الإخبارية في بعض الصحف والقنوات اللبناينة الإخبارية، وخاصة في ما يتعلق باللاجئين في المخيمات الفلسطينية في لبنان، يعلم أن هناك ما يُحضر لتصفية قضيتهم، عبر بث الإشاعات والأخبار المدسوسة والتي لا تمت للمصداقية و المهنية بصلة، ولا تخدم إلا مصالح العدو الصهيوني.
مؤخرًا، حصل أكثر من حدث أمني في لبنان، كالتفجيران الإجراميان في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعملية إطلاق أربعة صواريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة من منطقة صور، لنتفاجىء بعدها، وبأقل من 24 ساعة، بتفجير سيارتين مفخختين أمام مسجدين في مدينة طرابلس شمال لبنان.
الغريب أن غالبية القنوات اللبنانية وبعض الصحف اللبنانية والخليجية، والتي باتت معروفة تمامًا، سارعت إلى اتهام الفلسطينيين بالقيام بهذه الأعمال المدانة أصلا من قبل الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية. باستثناء تفجيرات طرابلس، وبالرغم من الحياد والتجاوب مع السلطات اللبنانية إلا أن هناك إصراراً واضحاً على زج اسم الفلسطينيين في جميع الأحداث الأمنية، ما أزعج أهالي المخيمات وأخافهم، ولسان حالهم يقول: "ما المقصود من هذه الحملات والتي تبث بشكل هائل ومكثف وبسرعة عالية وكأن الأخبار مجهزة قبل وقوع الحدث!!؟ هل هناك ما يُحضّر لمخيماتنا عبر تهيئة الرأي العام لذلك؟!
أما عن بعض ما يعانية أهالي المخيمات الفلسطينية نتيجة هذه الإشاعات والتي لا تستند إلى أي دليل، أولا: تشديد الإجراءات الأمنية على مداخل المخيمات، ثانياً: ترويع سكان المخيمات بفرض معادلة خرافية بأن المرتكبين لهذه الجرائم مختبئين عندكم، ومنها مخيم عين الحلوة والرشيدية وبرج البراجنة وشاتيلا، بل لم يسلم مخيم مار الياس الذي هو بالأساس شارعين فقط!!
وأما الصحف والقنوات، والتي باتت مختصة بالشأن الفلسطيني داخل لبنان، تناست أن جميع الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية، متعاونة ومتضامنة وبشكل إيجابي مع السلطات اللبنانية لحفظ الأمن والإستقرار، وخير دليل ما حصل منذ فترة قليلة في مدينة صيدا من اشتباكات بين مسلحي الأسير والجيش اللبناني. بل خرج حينها وزير الداخلية اللبناني، مروان شربل، وشكر جميع الفصائل الفلسطينية على عدم تدخلها وعلى سعيها بضبط الأمن والاستقرار داخل مخيم عين الحلوة.
وأما على صعيد مخيم البداوي فلم تكلف أية صحيفة أو قناة إخبارية نفسها بزيارة هذا المخيم الذي تديره اللجنة الأمنية المشكلة من الفصائل الفلسطينية مجتمعة وتمسك الوضع الأمني فيه، حيث تقوم، عند حدوث أي اشتباك بين جبل محسن وباب التبانة، بنشر حواجز داخل المخيم وتدقق بالأوراق الثبوتية للداخلين والخارجين حتى لو كانوا من أبناء المخيم، بالإضافة إلى إغلاق جميع مداخل المخيم غير الرئيسية عبر مجموعات تقوم بالحراسة، وهذا خير دليل على صدق نوايا الفلسطينيين بحفظ أمن واستقرار لبنان.
ولا ننسى ما حصل في مخيم نهر البارد عام 2007 من المعارك العنيفة التي دارت بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الإسلام، عندها خرج جميع اللاجئين الفلسطينيين من المخيم، معلنين أنهم ليسوا جزءاً من هذه المعركة، بل كان موقفهم واضحاً وصريحاً أننا ضيوف على أرض لبنان وأنهم لن يكونوا جزءا من معركة لا ناقة لهم فيها ولاجمل.
وعندما قصف العدو الصهيوني خلال حرب تموز 2006 ثكنة الجيش اللبناني في منطقة العبدة الملاصقة لمخيم نهر البارد هرع الأهالي لإنقاذ العساكر والتبرع لهم بالدم ونقلهم إلى المشافي داخل وخارج المخيم.
أما عن دور الفصائل الفلسطينية، فإنها دائماً تردد التزامها بسياسة الحياد الإيجابي عن جميع الصراعات السياسية والأمنية في لبنان والمحيط، وأن جميع المعارك التي حصلت وتحصل في لبنان هي غير معنية بها، لأن المحظور يقع  على اللاجىء الفلسطيني في لبنان وهذا ما يدركة جميع الفلسطينيين.
ولكن المستغرب أن الأقلية من القنوات اللبنانية لا تتعاطى مع سياسة الحياد ولا نراها تنقل إلا عن الإشتباه بفلسطينيين بجرائم إرهابية تفجيرية بالأساس لا تمثل واقع المخيمات، ودائماً ما يصور لنا بعض الإعلام العربي واللبناني أن المخيمات ما هي إلا بؤر أمنية خطيرة تخطط لأعمال تخريبية ضد الدولة اللبنانية، وهذا ما يرفضه اللاجئون الفلسطينيون جملة وتفصيلاً.
والدليل أن كل اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات أو خارجها في لبنان، يعلمون أننا ضيوف ننتظر العودة إلى وطننا الحبيب فلسطين بفارغ الصبر، كما أنه لا مصلحة للفلسطينيين بالتدخل بالشؤون اللبنانية، ولا مصلحة لهم في أي تفجير أو عمل مخل بالأمن على الأراضي اللبنانية، بل على العكس، دائماً عند حدوث أي اشتباك في مخيم عين الحلوة على سبيل المثال، تخرج مسيرات شبابية تدين وتستنكر هذه الاشتباكات، مما يعطى دليلاً قوياً وواضحاً على حياد الفلسطيني في لبنان.
وفي مخيم البداوي شمال لبنان دُشنت أكثر من حملة تنادي برفض الاقتتال وعدم التدخل بأي حدث أمني في المحيط. بالإَضافة إلى أن أهالي المخيمات يعتبرون أن الدم اللبناني والفلسطيني واحد، وأن عدوهم واحد هو العدو الصهيوني، وذلك شاهدناه واقعاً مرتسمًا على وجوه الفلسطينيين بعد كل تفجير إرهابي.
وبالرغم أن كل ما ذكر في متن المقال يعلمه أي كاتب صحفي أو مذيع إخباري، إلا أن البعض يصرون على استمرار الحملة ضد المخيمات الفلسطينية، فما الهدف إذاً من هذه الحملات الإعلامية المشبوهة المكثفة على اللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم؟؟ والتي تعتبر عند اللاجئ الفلسطيني بمثابة القلاع التي يتحصن بها دفاعا عن حق العودة والتي هي بالأساس شاهد للعالم أجمع على مجازر العدو الصهيوني تجاه شعبنا الفلسطيني الذي هجر من أراضيه ظلماً عام 1948.
ختاماً، يجب على جميع اللاجئين الفلسطينيين التحلي بالوعي وعدم الإنجرار وراء الفتن التي تعصف بالمنطقة، وعدم السماح لأن نكون وسيلة لتنفيذ جميع المخططات التي تحضر للمخيمات وعدم اليأس من الحياد ومنع أي خلل أمني يحصل داخل المخيمات عبر المسيرات وتعليق اليافطات منعاً لتكرار ما حصل في مخيم نهر البارد.
أما على الصعيد الإعلامي فعلى الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والحراك الشعبي تنظيم اعتصامات وعقد مؤتمرات صحفية، تندد وتسنكر ما تفعله بعض الصحف والقنوات من تشوية للحقائق وبث الأكاذيب بحق أهلنا ومخيماتنا، وتوضيح الصورة لدى كافة الشعب اللبناني الشقيق أننا معكم وأن دماءنا دماءكم ولن ندخر جهداً بالدفاع عنكم في وجه أي اعتداء صهيوني على الأراضي اللبنانية.

اخبار ذات صلة