/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

معبر "إيرز".. فخ يُنصب لاصطياد المسافرين الغزيين

2013/08/27 الساعة 05:18 ص

تحاول "إسرائيل" دائماً استغلال الأوضاع الفلسطينية أو المحيطة، لما يخدم مصالحها الأمنية والاستخباراتية، لما يحقق  لها من أهداف تكون عصية على تحقيقها، وكان آخر تلك الإستغلالات والابتزازات الطرح التي قدمته مؤخراً للسلطة بموافقتها على دخول وتنقل أهل قطاع غزة عبر معبر "إيريز" بيت حانون، كبديل عن معبر رفح البري، الذي أغلقته السلطات المصرية لدواعي أمنية.
وقالت الإذاعة العبرية نقلا عن مصدر فلسطيني:"إنه تم التوصل إلى اتفاق مع السلطات "الإسرائيلية" على فتح معبر بيت حانون/ إيريز شمال قطاع غزة بشكل مؤقت، أمام سفر الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الخارج، مضيفةً أن "إسرائيل" ستسمح بسفر الفلسطينيين عبر معبر بيت حانون عن طريق بطاقة الهوية الشخصية وجواز السفر، وأن "الفلسطينيين بعد عبورهم المنفذ سيتوجهون إلى أريحا ومنها إلى الأردن.
ويعد معبر بيت حانون "إيريز" الواقع في شمال قطاع غزة بين غزة و"إسرائيل"، هو المنفذ الوحيد لعبور البضائع والحمولات، وعادة ما تقوم قوات الاحتلال بإغلاقه بين الفينة والأخرى، فضلاً عن محدودية دخول الأفراد عبره، ويستغل الاحتلال المعبر لابتزاز المواطنين خاصة المرضى، فيما سجلت العديد من حالات الاعتقال للمسافرين عبره، كذلك محاولة تجنيد متخابرين معه منهم.


مصيدة للغزيين
زياد الظاظا، نائب رئيس وزراء حكومة غزة، أكد، أن:" حكومته ترفض وبالمطلق استبدال معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، لتنفل المسافرين إلى معبر "إيريز" شمال القطاع الذي تسيطر عليه "إسرائيل" بالكامل ويخضع لكامل أجهزتها الأمنية.
وقال الظاظا:" الفكرة التي يتم تداولها عبر وسائل الإعلام وداخل الأروقة السياسية من قبل سلطة رام الله والجانب "الإسرائيلي"، عن نقل مهام السفر من معبر رفح، إلى معبر "إيريز" مرفوضة جملةً وتفصيلا، والحكومة لن تقبل بها تحت أي ظرف كان".
وأضاف: "معبر "إيرز" يعد مصيدة للمسافرين من أهل قطاع غزة، والموافقة على هذا المعبر لتنقل المسافرين منه وإليه يعد خدمة مجانية نقدمها للاحتلال، لاصطياد الغزيين وأخذ المعلمات الأمنية منهم، والتي تخدم  مصالح الاحتلال أولا وأخيراً ".
وشدد نائب رئيس وزراء حكومة غزة، بالقول:"لن يكون هناك أي بديل عن معبر رفح، وسنسعى وبكل جهد ومن خلال الاتصالات المكثفة مع الجانب المصري، على إعادة فتح المعبر من جديد، وتسهيل حرية تنقل المسافرين وحل أزمة العالقين على جانبي المعبر التي تفاقمت منذ اليوم الأول من إغلاقه". وقال الظاظا:"نحن نعلم ونقدر جيداً طبيعة الأوضاع الأمنية والسياسية التي تجري داخل جمهورية مصر العربية، والتي تسببت بإغلاق معبر رفح في وجه تنقل المسافرين، لكن نحن  على ثقة تامة بنجاح الاتصالات التي نجريها مع مصر لإعادة فتح المعبر من جديد".
ولفت الظاظا، إلى أن:" الحكومة تسعى ومن خلال الطرق المتوفرة لها، إبعاد يد الجانب "الإسرائيلي" عن حركة تنقل المسافرين من قطاع غزة، وتجنبيهم أي عملية اعتقالات أو ملاحقات أمنية من قبل الاحتلال". وعبر الظاظا، عن موافقة حكومته، بالتعاون في السلطة الفلسطينية في رام الله، للبحث عن أرضية مناسبة للتعاون المشترك مع الجانب المصري لإعادة فتح معبر رفح البري بعيداً عن اتفاقية المعابر عام 2005، قائلاً:"لا مانع من وجود ممثلين عن رئيس السلطة محمود عباس في معبر رفح البري، شريطة العمل تحت إدارة الحكومة الفلسطينية"، مضيفاً:" نرفض العودة لمذكرة التفاهم عام 2005 لإدارة معبر رفح، والتي تتضمن عودة المراقبين الدوليين الذين كانوا تحت إشراف الاحتلال".
يشار إلى أن اتفاقية المعابر التي وقعت بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" عام 2005 تنص فيما يخص "معبر رفح" على تنقل المواطنين بين قطاع غزة ومصر، إلى جانب حركة البضائع تحت إشراف طرف ثالث "الاتحاد الأوروبي"، وكاميرات تبث ما بداخل المعبر للجانب "الإسرائيلي".
ومعبر "بيت حانون" الذي يستخدم حالياً لنقل المرضى والمصابين للعلاج من قطاع غزة إلى المستشفيات في الأردن أو "إسرائيل" أو الضفة الغربية، ويعبر من خلاله كذلك الدبلوماسيون والبعثات الأجنبية والصحفيون والتجار الفلسطينيين وغيرهم ممن يملكون تصريح للعبور إلى "إسرائيل"، مازال يعمل بمحدودية.


فخ واستغلال
من جانبه، قال ماهر أبو صبحة، المدير العام لمعبر رفح البري، إن:" الحكومة في قطاع غزة لا تفرض شروطاً أو منعاً لأي مواطن من غزة بالسفر عن معبر "إيريز" بيت حانون شمال قطاع غزة، وهذا الأمر متروك للمواطن نفسه".
وأضاف أبو صبحة:" نحن نرفض فكرة أن يكون هناك بديلاً عن معبر رفح يكون تحت يد وتصرف الجانب "الإسرائيلي" في السيطرة على المعبر والتحكم بالمسافرين وأعدادهم وانتماءاتهم وغيرها من الأشكال الأخرى".
وأكد أبو صبحة، أن:" معبر إيريز يعد من المعابر الخطيرة التي تحيط بقطاع غزة، ويعتبر بمثابة فخ ينصب من قبل الاحتلال "الإسرائيلي"، للغزيين يتم فيه بالتحكم بهم وإدخالهم في غرف التحقيق والاستدراج".
وأشار المدير العام لمعبر رفح البري، إلى أن معبر "إيريز" لا يصلح لسفر المواطنين، كونه صغير ولا يتسع للأعداد الهائلة من المسافرين التي تغادر وتصل غزة بشكل يومي والاعتماد عليه لن يحل الأزمة، ناهيك عن الصعوبة الكبيرة في الوصول إلى الأردن بعد اجتياز المعبر.
وأضاف أبو صبحة: "لا يجب علينا أن نستغل ما تعانيه مصر من أوضاع ميدانية متفاقمة وتأثيرها على إغلاق معبر رفح، بوضع تصورات وحلول قد تزيد من معاناة أهل قطاع غزة وتحد من حرية تنقلهم، كون أن المسيطر الوحيد والمتحكم بمعبر "إيريز" هو الجانب "الإسرائيلي"".
ولفت أبو صبحة إلى أن:" الجهات الفلسطينية المختصة، تجري اتصالات مكثفة مع الجانب المصري، لإعادة فتح معبر رفح البري من جديد، متمنياً أن تشهد الأيام القليلة المقبلة فتح لمعبر رفح وتسهيل في حركة مرور المسافرين وإنهاء أزمة العالقين على جانب المعبر.
ويشهد معبر رفح مصاعب كبيرة في عمله منذ عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي، وتقول "حماس"، إن أعداد المسافرين تراجعت بأكثر من 70 في المائة، وأعلنت حكومة غزة، الإثنين الماضي، أن السلطات المصرية أغلقت معبر رفح حتى إشعار آخر على خلفية الاضطرابات التي تشهدها مصر وخصوصاً شبه جزيرة سيناء، فيما سمحت مصر السبت الماضي بفتحه لساعات معدودة.


المصدر: الاستقلال

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/40929