خاص/القدس للأنباء
ما أن إنتهت الأونروا من إعمار ثلت مخيم نهر البارد تقريباً، إلا وأعلنت عن رفع حالة الطوارئ المتعلقة بالمنطقة المنكوبة. وتعمل جاهدة على تقليص المساعدات الصحية والتعليمية والإغاثية، وتلقي المسؤولية عن كاهلها لترمي به على كتف الدول المانحة، لتتذرع دائماً بعجز الموازنة ونقصٍ في التمويل، سياسة الأونروا إتجاه الشعب الفلسطيني عامة وأهالي مخيم نهر البارد خاصة، هذه المرة فاقت كل تصور، بقرارها الأخير القاضي بإلغاء قانون الطوارىء الذي يشمل دفع الإيجارات وتخفيض الطبابة وبطاقة الإغاثة، بعد أن أعطت وعوداً قاطعة بضرورة إعادة إعماره وتقديم الإغاثة والمساعدات وبدل الإيجار إبان مغادرة أبنائه له أثناء الحرب بين الجيش اللبناني وتنظيم "فتح الاسلام" في عام 2007.
أبناء مخيم نهر البارد وإخوانهم في مخيمات اللجوء في لبنان رفضوا قرار الأونروا جملةً وتفصيلاً، وهبّواً هبّة رجلٍ واحدٍ للدفاع عن حقوقهم الشرعية والتي كفلتها المواثيق الدولية والتي تحاول أن تتملص منها وكالة الأونروا، فسارعوا إلى تنظيم الوقفات الإحتجاجية والإعتصامات ضد القرار الجائر ووعدوا الأونروا بالمزيد من التصعيد إن لم تسحب قرارها الظالم بحق أبناء وأهالي المخيم.
مطالب أهالي مخيم نهر البارد المنكوب ليست خيالية ولا ترفيهية أو كمالية، بل تتلخص في تقديم أبسط متطلبات الحياة الأساسية والتي لا عوض عنها في الحفاظ على بقاء الإنسان على قيد الحياة وتتلخص بالتالي:
مضاعفة الجهود الدولية مع المانحين لتوفير الأموال المطلوبة لإستمرار خطة الطوارئ وبرنامج الإغاثة الشاملة لأبناء المخيم، إستكمال عملية إعادة إعمار المخيم عبر تسريع وتيرة العمل بالبلوكات المُلزّمة وتلزيم الباقي، وتحسين التصاميم، استمرار دفع بدل إيجار للعائلات إلى حين إعمار المخيم، وبذل الجهود مع المانحين من أجل الوفاء بتعهداتهم لتوفير الأموال المطلوبة لإعادة إعمار المخيم، لأن المتوفر منها لا يزيد عن احتياجات الرزم الأربعة وحوالى 5% من الرزمة الخامسة، وهو ما يشير إلى أن حوالى نصف وحدات المخيم ما زالت تنتظر التمويل من أجل الشروع في إعادة الإعمار.
وفي إعتصامهم الأخير في نهر البارد رفع أهالي المخيم الصوت عالياً بالتحذير من أن تحركاتهم ستتصاعد وكل الخيارات مفتوحة ومشرعة، مؤكدين على أن لا أحد يختبر صبرهم بالقول. "نقول لكم لا تمتحنوا صبرنا، لأننا لن نسكت عن حقوقنا بخطة الطوارىء الإغاثية الشاملة لأبناء مخيمنا المنكوب، إلى حين إعادة إعماره"...
وتجدر الإشارة إلى أن فصائل المقاومة واللجان الشعبية "وخلية الأزمة" الخاصة ببرنامج الطوارئ في الشمال دعت إلى تنظيم إعتصام استنكاري لسياسة الأونروا أمام المقر الرئيسي في بيروت يوم الخميس في 22- 8-2013، ويبقى الباب مفتوحاً أمام جملة من الأسئلة: هل ستنجح الإونروا في تعنتها لجهة التملص من واجباتها؟؟ أم أن لقوانا وأبناء شعبنا العظيم الذي عودنا دائماً على معاني الإرادة والإنتصار رأي آخر في الموضوع؟؟