تشهد مدن الضفة الغربية، لا سيما رام الله حركة اقتصادية كبيرة تستند إلى تدفق عشرات آلاف فلسطينيي الداخل من الأراضي التي احتلت عام 1948 للتسوق في المدن الفلسطينية خلال هذه الأيام التي تلت عيد الفطر السعيد.
حركة كثيفة
وشهدت مدينة رام الله منذ اليوم الثاني للعيد ازدحاما كبيرا من قبل مواطني الداخل المحتل الذين أتوا للتسوق والتنزه فيها.
وقالت إحدى المتسوقات وتدعى "صباح" وهي من بلدة كفر قاسم المحتلة شمال فلسطين المحتلة أنهم قدِموا للتسوق بسبب ارتفاع الأسعار في "إسرائيل"، إضافة إلى أن زيارة رام الله هي عبارة عن رحلة للعائلة وللأقارب.
وأضافت "صباح": "أنا وزوجي أصبحنا نأتي إلى هنا بشكل مستمر في كل عيد بعد أن خفف الاحتلال من قيوده علينا بالدخول لمناطق السلطة الفلسطينية بالضفة قبل عامين، واليوم أجد جميع أهالي بلدتي كفر قاسم في مدينة رام الله للتسوق، وهذا شيء رائع يبعث على الفرح والسرور".
وأوضح أحد التجار إنه منذ ساعات الصباح الأولى اليوم السبت وحتى ساعات المساء لم يُخلِ الزبائن محله، وأغلبهم من فلسطينيي الـ 48".
وأضاف مازحا: "لقد وجه الاحتلال لنا ضربة قوية بمنحه مئات آلاف التصاريح لفلسطينيي الضفة للدخول لفلسطين المحتلة، وهذا أدى لذهاب القوة الشرائية للداخل، ولكن اليوم فإن سكان الداخل يأتون بقوة لمدن الضفة وخصوصا رام الله للتسوق والشراء، وكأنها عملية تبادل غير مقصودة".
الفنادق ممتلئة
من جهة أخرى؛ أفادت مصادر أن جميع الفنادق في مدينة رام الله أصبحت ممتلئة وبأنه لا يمكن أن تجد مكانا شاغرا فيها بسبب كثافة الطلب عليها من قبل فلسطينيي الداخل.
وقال أحد العاملين في الفنادق: "لقد فوجئنا من حجم الإقبال هذا العام على الغرف الفندقية حيث امتلأت بالكامل، وهذا شيء جيد لنا بالطبع".
وأوضح قائلا: "هنالك عائلات بأكملها حجزت شققا فندقية لثلاثة وأربعة أيام ولديها جداول سياحية في مدن الضفة الغربية جميعها".
ويرى المواطنون بهذا التحرك دعما للاقتصاد الفلسطيني المترهل أصلا عدا عن كونه رسائل سياسية لجميع الأطراف بأن الشعب الفلسطيني واحد.
وأوضح أحد المواطنين إن وجود فلسطينيي الـ 48 يتسوقون في مدن الضفة لهو أكبر دليل أن عملية "أسرلتهم" فشلت في سلخهم عن محيطهم العربي والإسلامي خلال السنوات الماضية وبأن الضفة الغربية لا تختلف عن أي مدينة فلسطينية في الداخل المحتل، بل على العكس من ذلك فإنهم أصبحوا كأهلها ويحفظون شوارعها عن ظهر قلب.
المركز الفلسطيني للإعلام