(خاص/ القدس للأنباء)
عشية الذكرى السابعة لإنتصار المقاومة على العدو الصهيوني في حرب تموز، وعلى بعد ساعاتٍ من بدء الإحتفال بالنصر التاريخي، هز إنفجار كبير عمق الضاحية الجنوبية لبيروت في منطقة الرويس، موقعاً عشرات القتلى والجرحى. تفجيرٌ يرى فيه محللون أنه يهدف لإخضاع عرِين المقاومة التي لم تستسلم لأعتى حرب عليها في العام 2006، فليس من قبيل الصدفة أن يستهدفها تفجير إجرامي في اليوم التالي على الذكرى السابعة للإنتصار على العدو الصهيوني، محاولاً أن يطمس الفرحة والإبتهاج من على وجوه الناس بهذا النصر العظيم، ليفتح جرحاً مجبولاً بالدم في إختبارٍ واهن وجبان لكسر إرادة الناس العصية على الخضوع والإنكسار وتعكير صفو فرحتهم التي سطرها أبناؤهم بدمائهم.
وفي تفاصيل الحدث أصاب حريق الإنفجار العديد من الأبنية المحيطة وفي طوابق مرتفعة مما يؤكد طبيعته الحارقة كما أن قوته ومكان وقوعه في هذا الشارع المزدحم بالسيارات والمارة عادة، لكونه عبارة عن "سوق صغير"، يؤكد أن التفجير إحترافي بإمتياز ويحمل بصمات أيادي مخابراتية عملاقة وليس العدو الصهيوني ببعيدٍ عما حدث، خصوصاً وأن الهدف كان إيقاع العدد الأكبر الممكن من الضحايا، في محاولة لضرب البيئة الحاضنة للمقاومة في عمقها.
وقوع الإنفجار فيما حزب الله يحيي ذكرى إنتصاره على "إسرائيل" عام 2006. ووقوعه أيضاً غداة إعلان الأمين العام لحزب الله أن المقاومة هي التي فجّرت العبوتين مؤخراً بالدورية الإسرائيلية التي تسللت إلى داخل لبنان من منطقة اللبونة، كأنها رسالة رد من "إسرائيل" الصامتة والمربكة منذ فترة بسبب هذه العملية النوعية التي ازداد إرباكها بعد كلام السيد نصرالله. ثم إن الأمين العام لحزب الله كان إستبق كل هذه المعلومات بظهور علني أمام جمهوره قبل فترة، وتحدّث على نحو مباشر وليس مسجلاً ما أوحى بأن لدى سماحته الآن القدرة على الظهور دون أن تجرأ "إسرائيل" على إستهدافه.
ومع تضافر المعطيات التي تشير بأصابع الإتهام نحو العدو الصهيوني، حاولت "إسرائيل" التنصل من التهمه التي تلاحقها كيفما إستدارت، حيث ذكرت على لسان رئيس الموساد الأسبق، داني ياتوم لإذاعة الجيش الإسرائيلي الخميس إن "أقوال الرئيس اللبناني، وغيره من المسؤولين اللبنانيين، الذين وجهوا أصبع الإتهام إلى إسرائيل، ليست جدية ولا يصدقها حتى أولئك الذين أطلقوها".
وزعم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، كما نقل المتحدث بإسمه، "لقد فوجئت بأن يكون الرئيس اللبناني أكد مجدداً أن إسرائيل تتحمل مسؤولية التفجير". ومن جهته أعلن وزير الحرب الاسرائيلي موشيه يعالون أن "اسرائيل تراقب تطورات الأمور في سوريا ولبنان ولا تتدخل فيها". وعنوت صحيفة يديعوت احرونوت خبرها عن التفجير بالتالي: "ضربة لـ "نصر الله"، سيارة مفخخة تنفجر في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت".
لا شك أن الكيان بكلامه هذا يحاول التنصل من الجريمة، وإبعاد نفسه عن التهمة، وهذا الدور الذي يلعبه ليس فقط لتحييد نفسه عن دائرة الإتهام، إنما ليأجج من نار القتنة في المنطقة، ويزيدها إشتعالاً فيكون بذلك المستفيذ الأول والرابح الأكبر مما جرى.
ومما لا شك فيه أيضاً أن هذه الجريمة النكراء وهذا التفجير الإجرامي الآثم هو الحلقة الأشد بشاعة في مسلسل الحرب الصهيونية العمياء على المقاومة خاصة عندما تستبيح كل المحرمات والمقدسات والقيم. وتأتي في سياق زعزعة مكانة حزب الله المقاوم للإحتلال الإسرائيلي وللمخطط الصهيوني الأمريكي وضرب قاعدته الشعبية وحاضنته المحصنة بإستهداف المدنيين العزل، إلا أن هذه الجرائم لن تثني المقاومة وناسها عن متابعة طريق الجهاد والمقاومة حتى إقتلاع الغدة السرطانية المسماة " إسرائيل " من الوجود.