و كأنه لا يكفيه أنه خرج من تحت القذائف، ولا يكفيه تدمير منزله ليعيش مشرد دون مأوى في لبنان، نزح هارباً من الحرب في مخيمات سوريا ليبحث عن بعض الأمن هنا، إلا أن رياح النازح ماهر لم تأت كما تشتهي سفن النازح الفلسطيني .
ماهر رمضان عمر يقبع منذ شهرين داخل غرفة العناية المركزة في مستشفى الحكومي، في غيبوبة قد تكون أراحته قليلا من التفكير بمنزل مهدم أو أسرة مشردة، أراحته من حاجة يطلبها من أيدي الناس، و لكن هل ارتاح ذووه؟
كلا لا راحة لهم وابنهم الوحيد والمعيل طريح فراش مستشفى أسير أنابيب طبية لأن سيارة دهسته تركته ملقى على الطريق في منطقة الرميلة، لم يكلف أحد نفسه عناء البحث عن الفاعل ولم يتكلف أيضاً أحد في العلاج الذي بلغت تكلفته إلى اليوم 30 مليون ليرة، الأونروا لا تغطي الحوادث ولا تغطي النازح، المؤسسات الأهلية والخيرية أصابها العمى ولم تقدم شيئاً حتى اليوم، أما الفصائل فحدث ولا حرج .
زيادة على ما يعانيه ماهر في غرفة العناية الفائقة، هو اليوم بحاجة لعملية طارئة لا تريد المستشفى إجراءها قبل تأمين مبلغ 5 مليون إضافة إلى الثلاثين، لذا عاد التدرج الأسوأ لحياة الفلسطيني من لاجىء إلى نازح إلى متسول علاج بأمراض لا ذنب له فيها .
ماهر رمضان عمر ينتظر نظرة من أيادي الخير لاتمام العملية الجراحية، عله يخرج سالما لعائلة تبكي بدل دموعها دماً عليه، لأسرة كان نصيبها أنها نزحت من الموت إلى الموت، فهل من يعمل على تقديم أسباب الحياة لماهر؟
للتواصل مع الأهل الاتصال على 70655992 .
المصدر: موقع عاصمة الشتات