/الصراع/ عرض الخبر

رغم الإجماع الفلسطيني على رفضها: السلطة في دوامة المفاوضات مجدداً

2013/08/05 الساعة 01:46 م

يجمع المحللون السياسيون والمتابعون على أن الضغوط التي مارسها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وأعوانه من أوروبيين و"عرب" على "السلطة الفلسطينية" قد نجحت في تعطيل مفاعيل شروطها "المسبقة"، وانتزاع موافقتها على استئناف المفاوضات المتوقفة عند المحطة الأردنية منذ ثلاث سنوات، والدخول مجدداً في "الحلقة المفرغة" إبتداء من 30/7/2013، برعاية أميركية مباشرة انتدب لإدارة دفتها الأميركي الصهيوني مارتن أنديك...
لقد اعلنت "السلطة" استجابتها للضغوط الصهيوأميركية، فلحست شروطها "المسبقة"، وأعلنت عودتها لغرف المفاوضات المظلمة، وأوفدت مندوبها الدكتور صائب عريقات للقاء وزيرة القضاء الصهيوني تسيبي ليفني في أميركا، وتجاوزت الرفض الشعبي العارم لنهج المفاوضات الخائب، الذي لم يجلب للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية سوى الهزائم والنكسات والخراب، والتراجع عن المباديء والمسلمات والحقوق وتقليص الأهداف وتقزيمها... كما وقفزت (السلطة) على مواقف معظم الفصائل والحركات والقوى الفلسطينية، الرافضة منها بشكل مبدئي لهذا النهج جملة وتفصيلاً، وتلك الفصائل المشاركة معها (السلطة) في إطار "منظمة التحرير الفلسطينية" التي جاهرت برفضها استئناف المفاوضات قبل إصدار تعهد واضح وصريح من حكومة بنيامين نتنياهو بوقف نشاطاتها الإستيطانية وإعلان احترامها لحدود الرابع من حزيران / يونيو 1967، وتحديد رؤيتها الواضحة بشأن كافة قضايا الوضع النهائي وخاصة القدس واللاجئين...
وبينما تراجعت "السلطة" عن شروطها المسبقة، أعلنت حكومة العدو تمسكها بلاءاتها المعروفة  وأكدت عزمها على عرض أي اتفاق سيتم التوصل إليه على استفتاء شعبي، وأصدرت قراراً ببناء 1500 وحدة إستيطانية جديدة، ودعت لتسريع بناء 3600 وحدة في الضفة المحتلة، في الوقت الذي أقرت فيه وزارة المواصلات "الإسرائيلية" مخططاً لإقامة شبكة طرق تربط بين مستوطنات الضفة الغربية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48...
إن الحراك الأميركي الذي بدأه الرئيس باراك أوباما، واستكمله جون كيري، وأفضى للعودة إلى أنفاق المفاوضات المظلمة، العبثية والخائبة، والمتواصلة منذ أكثر من عشرين عاماً، يشكل خدمة للكيان الصهيوني المستفيد الحصري من استئناف هذه المفاوضات، التي تضع القضية الفلسطينية على طاولة التصفية النهائية في ظل التطورات الدراماتيكية المتسارعة والجارية في معظم الدول العربية، عامة، وتلك المتاخمة للكيان الصهيوني بشكل خاص. 
إن الشعب الفلسطيني مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى لوعي المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، والخروج عن صمته، وإعلان رفضه التام لما ستتمخض عنه المفاوضات على شكل "أوسلو 2"، وإشهار تمسكه ودعمه لخيار المقاومة، الطريق الوحيد لتحرير الأرض واستعادة الحقوق المشروعة. 
المصدر: نشرة الجهاد
 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/39367

اقرأ أيضا