/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

من ملفات التسوية.. حدود الـ67 أصبحت من الماضي!

2013/08/05 الساعة 12:16 ص

منذ نشأتها لم تقم اسرائيل برسم حدود واضحة لها، فهي حتى اليوم دولة هلامية تمتد على ارض فلسطين التاريخية وتحتل جزءا من سوريا ولبنان وحتى مصر. اليوم وبعدما انطلقت المفاوضات من جديد يبقى السؤال مفتوحاً: ما هي حدود دولة اسرائيل؟ لأن الإجابة ببساطة يمكن ان توضح معالم الدولة الفلسطينية المقبلة، دولة لا يبدو انها ستقوم أصلاً على حدود الرابع من حزيران العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما كانت تطمح السلطة الفلسطينية.
ويقول رئيس دائرة الخرائط في جمعية الدراسات الفلسطينية خليل تفكجي لـ"السفير" إن "المخططات الاسرائيلية التي اقرها رئيس الحكومة السابق أرييل شارون لدولة اسرائيل منذ مطلع التسعينيات تقوم على اساس دويلات فلسطينية داخل حدود الـ67". وأضاف: "بالتالي فإن قيام دولة فلسطينية على حدود خط الرابع من حزيران العام 1967 مستحيل، لأن مفهوم حدود اسرائيل الحالية يقوم على اساسين: أولهما إلغاء ما يعرف بالخط الأخضر أو خط الهدنة، وثانيهما السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الارض الفلسطينية بأقل عدد ممكن من السكان الفلسطينيين".
وبالعودة إلى التاريخ، فإنه في العام 1947 قضى قرار التقسيم بإعطاء اليهود ما نسبته 55 في المئة من فلسطين التاريخية لإقامة دولتهم عليها، بالرغم من انهم حينها لم يشكلوا اكثر من سبعة في المئة من السكان. شهور قليلة مرت بعد القرار، حتى شنت اسرائيل الحرب لتحتل 78 في المئة من اراضي فلسطين. وفي العام 1967 اكملت احتلال بقية فلسطين. بعد ذلك بـ21 عاماً، اعترفت منظمة التحرير الفسلطينية باسرائيل، وتنازلت عن 78 في المئة من فلسطين التاريخية لتكتفي بدولة فلسطينية على اراضي الـ67، أي ما نسبته 22 في المئة من فلسطين التاريخية، وما يعادل ستة آلاف كيلومتر مربع، تشمل القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة فقط.
جدار الفصل
بعد توقيع اتفاق اوسلو بين منظمة التحرير واسرائيل في العام 1993، أنشئت السلطة الفلسطينية كجهة تنظم امن المناطق التي انسحبت منها اسرائيل في الضفة الغربية، على أن يتم خلال خمس سنوات، وهي الفترة الانتقالية للاتفاق، التفاهم على الملفات الحساسة، ومن بينها الحدود. ولكن اسرائيل نكثت بعهودها، وبقيت الملفات الكبرى معلقة وعلى رأسها ملف الحدود. وفي العام 2002 أعادت اسرائيل احتلال أراضي الـ67، ثم شرعت ببناء جدار الفصل العنصري.
وبحسب تقرير لدائرة شؤون المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير فإن "اسرائيل وحين شرعت ببناء جدار الفصل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد العام 2002، بدأت بإعادة ترسيم الحدود السياسية لدولتنا المستقبلية، وضمت مناطق تقع في الجهة الغربية من الجدار". وأضاف التقرير ان "الجدار غيّر الحدود المتعارف عليها دولياً، والتي يفصلها خط الرابع من حزيران العام 1967".
ووفقاً لتقرير آخر صادر عن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية "اوتشا"، فإن جدار الفصل العنصري سيستولي ويعزل حوالي عشرة في المئة من مساحة الضفة الغربية بما فيها القدس. وهو يتوغل في عمق الضغة الغربية لمسافات تزيد عن 20 كيلومتراً أحياناً. ويُعد بمثابة خط الحدود الفاصل بين الضفة الغربية وأراضي الـ48.
وفي هذا السياق، يقول التفكجي إن "الحديث عن دولة فلسطينية على حدود العام 67 لا بد ببساطة أن ينتهي بهدم الجدار والعودة إلى الحدود التي وضعها الخط الأخضر او خط الهدنة المقر في العام 1967، إلى جانب تفكيك كل المستوطنات المقامة في الضفة، وبالطبع الاعتراف بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية.
ولكنه تساءل: "هل تعتقدون أن اسرائيل ببساطة ستوافق على اعطائنا هذه الرزمة متكاملة لتقوم دولتنا على حدود العام 1967؟".
المستوطنات والتبادل
يبدو واضحاً أن المستوطنات تشكل أحد أبرز ملفات التسوية، إلا أنها عملياً مرتبطة بشكل مباشر بترسيم الحدود. ففي حال تم ترسيم الحدود، سيكون من الممكن الحديث عن المستوطنات التي يجب إخلاؤها، والأخرى التي ستضمها إسرائيل لتتم عملية تبادل أراض مع صحراء النقب.
ويشرح التفكجي أن "هناك ستة تجمعات كبرى يجري الحديث عن ابقائها ضمن حدود اسرائيل، واعطاء الفلسطينيين بدلاً منها أراض في النقب"، مشيراً إلى "مخطط المنطقة إي 1 الذي سيقسم الضفة إلى قسمين يستحيل معهما اتصال الدولة الفلسطينية. ويضاف إلى ذلك القدس، التي تحولت الى مستوطنة كبيرة". ويبقى السؤال: "هل ستتخلى عنها اسرائيل كاملة، وهل سيقبل الفلسطينيون في المقابل بدولة فلسطينية من دون القدس الشرقية؟".


المصدر: السفير

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/39332

اقرأ أيضا