قائمة الموقع

من آداب يوم عيد الفطر..

2013-08-03T11:02:45+03:00

بقلم: الشيخ جمال الدين شبيب

 

هاهي صفحات الأيام تنطوي وساعات الزمن تنقضي. بالأمس القريب استقبلنا شهر رمضان وبعد قليل نودعه. نعم قبل أيام هل هلال رمضان واليوم لم يبق منه إلا أياماً معدودة.  ثم نسعد بحلول عيد الفطر السعيد الذي نحتفل فيه بعد انقضاء شهر من الصيام نهاراً والقيام ليلاً والصدقة والزكاة والكثير من أعمال البر والتقوى.
والعيد شعيرة من شعائر الإسلام ومظهر من أجل المظاهر الإسلامية. ومما يؤسف له أن البعض من المسلمين قد تهاونوا بعيدي الإسلام فنجد البعض ينام ولا يحضر صلاة العيد .
ومع اقتراب عيد الفطر المبارك .. أقدم بين أيديكم جملة من آداب يوم العيد وليلته :
1.     زكاة الفطر : وهي طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والإنثى  والصغير والكبير من المسلمين ) . متفق عليه
وتعطى زكاة الفطر للفقراء والمساكين . وقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ : « فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ » . رواه أبو داود وحسنه الألباني في صحيح أبي داود .
ووقت وجوبها : من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد . ويجوز اخراجها قبل العيد بيوم او يومين ففي صحيح البخاري عن نافع قال : وكان ابن عمر يعطي عن الصغير والكبير وان كان يعطي عن بني , وكان يعطيها الذين يقبلونها وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم او يومين . ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد فإن اخرها عن صلاة العيد بلا عذر لم تقبل منه.
وحكمتها : اسعاد الفقراء وإشباعهم يوم العيد وادخال الفرح لنفوسهم ومنعهم من السؤال ذلك اليوم. وهي تطهير للصائم من اللغو والرفث.
2.     التكبير : ووقته من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد قال الله تعالى ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون )
وصفته : ان يقول:  الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد , ويسن جهر الرجال به في المساجد والاسواق والبيوت لأن في ذلك تعظيم لله وشكره , اما النساء فيكبرن سراً. وينبغي للاباء ان يعودوا من تحت ايديهم في البيوت على التكبير تلك الليله وتكون بصوره جهريه.
3.     صلاة العيد : ووقتها هو أول وقت صلاة الضحى , بعد طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح . وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم النساء ان يخرجن إلى صلاة العيد مع انه قال صلى الله عليه وسلم في الحديث  (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهم ) متفق عليه. قالت ام عطيه رضي الله عنها (امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى,العواتق والحيض وذوات الخدور فأما الحيض فيعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين ). متفق عليه.
ويُسن أن يأكل المسلم قبل الخروج إلى الصلاة تمرات وتراً , لقول انس رضي الله عنه (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً ).رواه أحمد والبخاري. كذلك من السنه ان يخرج ماشياً , قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه (من السنه ان يخرج إلى العيد ماشياً ). رواه الترمذي وقال حديث حسن
كما يُسن للرجل ان يتجمل ويلبس احسن ثيابه ,اما المرأه فتتجمل ولكنها لا تتطيب ولا تتبرج لأنها مأموره بالستر ومن الجدير ذكره أن عيد الفطر هو يوماً واحداً فقط . وليس ثلاثه كما شاع عند البعض.
4.     مخالفة الطريق: فيستحب الذهاب إلى مصلى العيد من طريق، والرجوع إلى البيت من طريق آخر لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
5.     وتكون التهنئة بالعيد بقولنا: ( تقبل الله منا ومنك ).
6.     تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء والجيران فعندما يقوم أي منا بزيارة قريبه أو صديقه أو جاره فالمفترض أن ترد الزيارة من ذلك القريب أو الصديق أو الجار وهو ما يقوي أواصر الأخوة والمودة والصداقة في المجتمع المسلم.
7.     الإحسان للفقراء والمحتاجين وسد حاجتهم لإشعارهم بأن فرحة العيد تشمل الجميع، فالإحسان للفقراء يوم العيد يعتبر نوعاً من الإهداء، كما يعتبر في حكم الصدقة فيكون المحسن قد جمع بين الحسنين.
8.     عيادة المرضى وتهنئتهم بالعيد المبارك لإشعارهم بأننا معهم ونتعاطف مع مصابهم متمنين لهم الشفاء العاجل، وهو ما سوف يدخل السعادة في نفوسهم ويشعرهم بأننا نشاركهم في السراء والضراء.
9.     تناسي الخلافات الشخصية والعفو والصفح واستغلال هذه المناسبة لإعادة المياه إلى مجاريها ومن يبدأ بذلك يكون له أسبقية في الفضل والأجر قال الله تعالى: { ولَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ}سورة الشورى( 43) .وقال الله تعالى: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ }سورة الشورى الآية(40)
نحمد الله عز وجل الذي بلغنا شهر رمضان وأتم علينا أيامه وأرجو الله العلي العظيم أن يجعلنا وإياكم ممن صامه وقامه على الوجه الذي يرضيه عنا. وأسأله تعالى أن يتقبل أعمالنا وأن يتجاوز عن تقصيرنا آمين.

 

 

وتقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير
 

 

اخبار ذات صلة