/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

خيبة فلسطينية: المفاوضات فاشلة سلفاً

2013/08/03 الساعة 08:36 ص

    20 عاماً مرت منذ بدء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في أوسلو، ويبدو أن تلك السنوات كانت كفيلة بإقناع المواطن الفلسطيني باستحالة الوصول إلى أي تسوية مع الاحتلال.
ومن خلال عينة استطلعتها «السفير» بدا أن هناك حالة من الاجماع على الاحباط العام من المفاوضات ومستقبلها، فهي كسابقاتها لن تحقق أي انجازات، بل ستؤدي إلى المزيد من الانحدار.
وفي حين طالب البعض بوقفها فوراً، أكد آخرون ضرورة احياء المقاومة كحل وحيد لمواجهة الاحتلال. وذهب البعض أبعد من ذلك ليطالبوا بحل السلطة الفلسطينية لإحراج اسرائيل واجبارها على تحمل مسؤولياتها القانونية كقوة احتلال.
«لا أعلم ما الهدف من المفاوضات، ماذا سنجني؟ ألم نتعلم خلال 20 سنة من المفاوضات أنه لا حل سوى المقاومة؟»، يتساءل أبو احمد من مدينة رام الله في حديث إلى «السفير».
ويضيف «لا بد من أن تتوقف هذه المفاوضات، وعلينا أن نحل السلطة الوطنية الفلسطينية، ونتحول إلى شعب محتل بدلاً من أن نكون سلطة محتلة تعتبرها إسرائيل دولة، وهي ليست سوى جهاز اداري صغير تتحكم فيه اسرائيل وتحتله بالمطلق».
لم يختلف رأي الحاج سمير كما أحب أن يطلق عليه، فبالنسبة إليه «المفاوضات مع عدو لا يعرف إلا لغة القوة لن تجدي نفعاً، إلا إذا رافقتها قوة السلاح». ويتساءل الحاج سمير «ثم أليس من الأولى على القيادة الفلسطينية أن تستشيرنا مثلاً قبل أن تتفاوض؟ ألم يفعل ذلك الكنيست الاسرائيلي حين أقر مسودة قانون الاستفتاء؟». وختم قائلاً «هذه مفاوضات فاشلة، وستقودنا إلى مزيد من الفشل».
أما الناشط الفلسطيني والإعلامي علي عبيدات فاعتبر ان المفاوضات «مقامرة جديدة بالقضية الفلسطينية، واستهتار واضح بالشعب الفلسطيني الذي أعلنت معظم فصائله الوطنية وهيئاته الشعبية معارضتها نهج المفاوضات». وتابع «هذا خيار أثبت فشله على مدار 20 عاماً، ويجب البحث عن بدائل خلاقة، وعلى الشعب الفلسطيني أن يتصدى بكل شرائحه لهذا الاستفراد بمقدراته وثوابته الوطنية، وتكثيف المد الشعبي ضده وضد عرابيه».
وبرغم حالة الاحباط التي تجتاح الشارع الفلسطيني حالياً من الاحتلال وما وصل إليه الوضع من انعدام الأمل في امكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة، ترى الشابة مايا نوفل أنه «قد لا يكون أمام قيادتنا خيار سوى التفاوض في ظل الحال المزرية للمنطقة والإهمال الذي تعانيه القضية الفلسطينية».
أما رأفت فازع، فوجد أن المفاوضات لن تأتي بأي جديد «وخصوصاً أنه ليس هناك معالم واضحة ومحددة، فعلى ماذا سنتفاوض ووفق أي اسس»، مضيفاً «إذا اتفق الجانبان على شيء ما وطرح للاستفتاء ورُفض، فماذا سيحصل؟».
من جهته، ابدى أمين السر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه تفهمه حالة الاحباط التي يعيشها الشعب الفلسطيني. وقال في تصريحات إن السبب الرئيسي لهذا الاحباط هو «التعنت الاسرائيلي» والحكومة اليمينية التي يقودها المستوطنون. وأضاف «لكن في النهاية المفاوضات ليست غاية وانما وسيلة كفاحية نطمح من خلالها إلى انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، كما أن المفاوضات الحالية تختلف عن سابقها أنها تأتي بعد حصولنا على العضوية في الأمم المتحدة».
يذكر أن المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية انطلقت أواخر شهر تموز الماضي في واشنطن، ومن المفترض أن تستمر تسعة أشهر، على أن يتم الابقاء على كل تفاصيلها سرية. ومن المفترض أن يلتقي الجانبان باستمرار في الضفة الغربية وتل ابيب خلال الفترة المقبلة.
وقالت وزيرة العدل وكبيرة المفاوضين الإسرائيليين تسيبي ليفني، أمس، إن الجولة المقبلة ستعقد في إسرائيل في الأسبوع الثاني من الشهر الحالي.

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/39217

اقرأ أيضا