لأنها هي أول القبلتين وثاني الحرمين ومسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، هي أرض مباركة، وعاصمة العرب والمسلمين إليها تهفوا أفئدة المؤمنين، هي تاريخ اﻷمة حاضرها ومستقبلها.. وشعبها يقود معركة الأمة ضد المستكبرين، وهو شعب مرابط إلى يوم الدين، يواجه المفسدين اليهود ليتبر ما علو تتبيرا... ولأن كل الأيام يجب أن تكون للقدس.. ولأن القدس تجمعنا وتوحدنا.. كان يوم القدس الذي أعلنه الإمام الخامئني في آخر جمعة من رمضان تتوحد فيه الأمة الإسلامية من باكستان إلى أندونسيا وماليزيا وإيران ولبنان وسوريا وكل الدول الإسلاميه دعماً ونصرة لها، حتى تحريره من العدو الصهيوني.
القدس هي أرض الرساﻻت ومهد اﻷنبياء وبوابة السماء وأولى القبلتين وثالت الحرمين الشريفين ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي اﻷرض المقدسة هي التي مازالت ترزح تحت نير.
وكالة "القدس للأنباء" جالت في مخيمي عين الحلوة ونهر البارد مستطلعة آراء الناس حول يوم القدس العالمي، فكان لها لقاءات مع عدد من أهالي المخيمين.
آراء من مخيم عين الحلوة
وحول اليوم العالمي للقدس، يقول محمود محمد، أحد سكان مخيم عين الحلوة لوكالة "القدس للأنباء": "بعد أن تناساها حكام العرب والمتآمرون عليها جاء من يذكرنا بها ويدعونا لشد الرحال إليها وإعطائها قدسيتها وإظهار خطورة الوجود الصهيوني في قلب القدس الشريف بعد أن أصاب اﻷمة الإحباط من خلال اتفاقية كامب ديفيد المذلة ليعطينا يوم القدس اﻷمل بالتحرير والعودة".
بدوره قال محمد راشد بهذه المناسبة: "نجدد البيعة لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وللقدس كما نؤكد ﻷجيالنا أن لنا وطن وأرض سنعيدهما مهما غلت التضحيات ونحن نثق بنصر الله ووعده".
من جهته، قال الشيخ أبو مالك الحسن: "يوم القدس العالمي يذكرنا بأننا مسلمون وهذه الذكرى العظيمة تدعونا للوحدة من أجل تحرير المسجد اﻷقصى من يد الصهاينة الحاقدين، ويجب علينا دائماً أن نذكر أبناءنا بأننا أصحاب حق ولن نتنازل عنه، كما يجب أن نذكر من يحاول أن ينسى القدس، إنها أمانة وسنُسأل عنها يوم القيامة، وندعو الذين يزعمون الجهاد والتضحية في غير مكان أن لنا قضية مقدسة منذ 65 عاماً يجب أن نجاهد من أجلها وهي ليست وطناً للفلسطينيين والعرب وحدهم بل هي ملك لكل المسلمين وتحريرها واجب شرعي وديني، وغير مسموح ﻷحد مهما علا شأنه أن يتنازل عن ذرة تراب من فلسطين والقدس".
آراء من مخيم البارد
محمد ديب، أحد سكان مخيم مخيم نهر البارد، يقول لوكالة "القدس للأنباء" : "إن القدس لكل الأمة العربية والإسلامية وليس للشعب الفلسطيني فقط، ويوم القدس هو يوم لنصرة القدس وفلسطين وأهلها ضد الاستكبار العالمي، حان الوقت لتقوم الأمه العربية والإسلامية بواجبها لحماية القدس من تسلط الاحتلال الصهيوني عليها وردع سياسة الاستيطان التي يمارسها بحق هذه الأرض المقدسة".
من جهته، تساءل الحاج بدر: "..هل يكفي للقدس يوم في السنة، القدس هي المسرى لسيد الكون محمد صلى الله عليه وسلم، وهي قبلة الله في الأرض وقبلة المسلمين والمسيحيين؟ وهل يكفي القدس الكلام وهي أغلى بقاع الأرض ومهرها الدم والنفس".
أما المسؤول في حركة الجهاد الإسلامي في المخيم، حمزه خضر، فقد قال :"القدس تشكل القضية المركزية للأمة الإسلامية من خلال الأبعاد التاليه:
البعد القرآني الذي أعطى للقدس مكانه خاصه وبارزة عبر حادثة الإسراء والمعراج وتقديس القرآن الكريم لأرض فلسطين والقدس في أكثر من مكان، وفي مقدمة سورة الإسراء ذكرت بأهمية بالغة في تفسير هذا البعد الذي أكد على حتمية زوال علو وإفساد بني إسرائيل في فلسطين.
ومن ناحية البعد التاريخي حيث أن الصراع الدائر في فلسطين والذي بدأ منذ بداية القرن الماضي بين المشروع الغربي الاستعماري وبين النظام السياسي الإسلامي .
أما البعد الواقعي فمتمثل بالدور الذي يقوم به الكيان الصهيوني على أرض فلسطين والقدس".
ويتابع خضر بالقول: "يمكن تحرير فلسطين والقدس من رجس الصهاينه وانتصارنا لا يتم إلا عبر التمكين والقضاء على الظاهرة "الاسرائيليه" في فلسطين، لأنها تشكل بؤرة الإفساد في الأرض، فتحدد القدس وفلسطين بداية ظهور الإسلام وانتشاره، الإسلام الذي يعتمد القرآن الكريم كدستور ومنهج حياة متكامل في التعاطي مع مشكلات الكون والمبني على العدل والحق والتسامح الحقيقي وليس كما نشهد في أيامنا وظروفنا المعاصرة للواقع الإسلامي المحترق من قبل العدو الاستعماري الغربي في منطقتنا العربيه والإسلاميه".