/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

شهر رمضان في فلسطين: مُدن متلألئة وأوضاع اقتصادية متدهورة ودعوات للوحدة

2013/07/13 الساعة 08:08 ص

بدت المدن الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة كلوحة فنية جذابة، بعد أن تزينت شوارعها وحاراتها بالأضواء الملونة والفوانيس الرمضانية المضيئة وأدوات الزينة، وهي تستقبل شهر رمضان المبارك، واكتظت الأسواق بالمواطنين الذين أقبلوا على شراء احتياجاتهم الرمضانية التي يتميز بها الشهر الفضيل، على الرغم من الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي يشهدها قطاع غزة على وجه الخصوص بسبب الحصار وإغلاق الأنفاق من قبل الجانب المصري.
وفي سوق باب خان الزيت الذي يعتبر المدخل الرئيسي لأسواق البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، وسوق الزاوية التاريخي وسط مدينة غزة، يعرض الباعة والمتجولون بضاعتهم في المحال التجارية وعلى البسطات ذات السلع المتنوعة كالحلويات والخضروات والأصناف التي تكون حاضرة على مائدة الإفطار والسحور.
ولا يختلف حال المدن الفلسطينية عن بعضها كالخليل ورام الله وجنين ونابلس وطولكرم، فيما يتعلق بحركة الأسواق، وأجواء شهر رمضان، واجراءات الاحتلال الاسرائيلي التي تتزايد مع بداية الشهر خصوصاً على المصلين الذين يتوجهون إلى المسجد الأقصى لأداء صلواتهم، من خلال إقامة الحواجز العسكرية الإسرائيلية، والاجراءات المشددة على التصاريح التي تسمح لبعضهم بدخول مدينة القدس المحتلة.

حركة شرائية ضعيفة
ويقول أحد الباعة في سوق الزاوية بمدينة غزة، إن الحركة الشرائية ضعيفة مقارنة بالعام الماضي، والسبب في ذلك إغلاق الأنفاق المنتشرة على الشريط الحدودي بين مصر وغزة، والتي تأتي من خلالها السلع والبضائع المتنوعة في ظل اغلاق المعابر الرسمية من قبل الاحتلال الاسرائيلي مع غزة، إضافة إلى زيادة عدد المولات في القطاع.
وفي حديث لـ"النشرة" يؤكد صاحب المحل سامح أبو شعبان، الذي يفضل شراء السلع والبضائع والمواد الغذائية التي تأتي لغزة بشكل رسمي وليس من خلال أنفاق التهريب، أنّ أسعار السلع مرتفعة بسبب الأحداث المصرية التي ألقت بظلالها على الوضع في قطاع غزة.
ويوضح أبو شعبان أن الحركة الشرائية تبدأ بالانخفاض تدريجياً مع مرور أيام شهر رمضان، نتيجة اكتفاء المستهلكين بالاحتياجات والمستلزمات التي يشترونها، لكنه يأمل في الحصول على ربح وفير في هذا الشهر الفضيل، مع استمرار الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة.
ويضيف: "رغم ذلك فإن البضاعة التي تأتي من الأنفاق ارتفع سعرها وأصبح التاجر هو من يتحكم في أسعار السلع بل يخفي بعضها وكل هذا يدفع كاهله المواطن الفلسطيني".
ورغم ضعف إقبال المواطنين على شراء حاجياتهم اللازمة، إلا أنّ الأسواق الفلسطينية في غزة والضفة الغربية المحتلة تشهد حركة شرائية ملحوظة لكنها محدودة، خصوصاً في غزة بسبب إغلاق مصر للأنفاق التي تغطي نسبة كبيرة من احتياجات الفلسطينيين، ما أدى لحدوث أزمة حقيقية في الوقود ومواد البناء ومختلف السلع والبضائع التي تأتي من خلالها.

حصار وفقر وبطالة
من جهته يلفت أستاذ الاقتصاد في الجامعة الاسلامية بغزة محمد مقداد، إلى أن قطاع غزة محاصر اقتصادياً وسياسياً، مشيراً إلى أنّ ذلك أدى إلى زيادة كبيرة في معدلات البطالة والفقر في القطاع.
وأوضح مقداد في حديثه أنّ الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة، أدى إلى وجود التعامل عبر الأنفاق، التي أحدثت ارتفاعاً أسعار السلع التي تأتي من خلالها، واستنزاف الاقتصاد الفلسطيني والمستهلك، مؤكداً أن الأزمة المصرية أثرت على الأوضاع الاقتصادية في غزة بشكل ملحوظ.
ولفت مقداد إلى أنّ عملية اغلاق الأنفاق أدت إلى فقدان العديد من السلع والبضائع من السوق، كالإسمنت والحديد والوقود وغيرها، ما أدى إلى زيادة الأزمة وارتفاع الأسعار بالتزامن مع شهر رمضان.
ويؤكد أستاذ الاقتصاد أن معدلات الفقر والبطالة في قطاع غزة، تشهد حالة من الازدياد بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة، مشيراً إلى أن ما يحدث في مصر من مشاكل داخلية يؤثر بالسلب على حياة الغزيين بشكل مباشر.
وبحسب الاحصائيات فإن هناك تفاوت كبير في معدلات البطالة بين غزة والضفة الغربية المحتلة، إذ بلغ معدلها 31% في غزة، مقابل 18.3% في الضفة الغربية، فضلاً عن أن الأنفاق الموجودة على الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر، تغطي ما نسبته 65% من احتياجات الغزيين مثل المواد الغذائية ومواد البناء والوقود والسلع والبضائع المختلفة.

دعوة للوحدة
في سياق آخر، عبر المواطن خليل عبيات الذي يعمل في احدى الشركات الخاصة في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، عن أمله في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام التي ساءت للفلسطينيين وقضيتهم، لافتاً إلى أن شهر رمضان فرصة لتوحيد النفوس ونبذ الخلافات والانقسام.
وفي حديث صحفي يؤكد عبيات على ضرورة استغلال الشهر الفضيل في العبادات والتقرب إلى الله وإفطار الصائمين، وتوحيد صفوف الفلسطينيين الذين يعيشون واقعاً مريراً بفعل الانقسام والاحتلال.
وأضاف: "علينا أن نكون يد واحدة وهذا الشهر الكريم يعلمنا الكثير من معاني الألفة والوحدة والمحبة وعلينا استغلالها، يكفينا فرقة وخلافات، وعلينا أن ننتصر لدماء الشهداء ونقف مع الأسرى وذويهم، بثباتنا ووحدتنا".

اقتصاد متردٍّ
من جانبه قال معين رجب الخبير الاقتصادي، إن الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، متردي ويعيش ظروف معقدة للغاية بفعل اجراءات الاحتلال الإسرائيلي واغلاقه للمعابر والأنفاق التي تعتبر المورد الرئيسي للسلع التي ترد إلى قطاع غزة خصوصاً، في ظل حاجة المستهلك إلى مزيد منها مع بداية شهر رمضان المبارك.
وأكد رجب في حديثه مع "النشرة" أن ارتفاع أسعار السلع لا يستطيع مواجهته إلا الفئة القادرة في المجتمع الفلسطينية، فضلاً عن أن فئات كثيرة من المواطنين غير قادرين على توفير احتياجاتهم ومحرومين من الداخل المادي. وعاطلة عن العمل، والفقراء الذين لا يستطيعون تلبية الجد الأدنى من مقومات حياتهم.
وأضاف رجب: "يجب الاهتمام بهذه الفئات اهتماماً شديداً وتمكينهم من القيام بمتطلبات الشهر الكريم، في ظل الحصار المطبق على قطاع غزة وإغلاق المعابر والانفاق".
وبين الخبير الاقتصادي أن الوضع الاقتصادي الفلسطيني صعب، طالما أن حركة النشاط الاقتصادي بطيئة، سيما وأن هناك  ركود في القوة الشرائية، و حالة من التردي ونقص في السلع وارتفاع أسعارها.

 


المصدر: موقع النشرة

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/37610

اقرأ أيضا