يطل شهر رمضان الكريم على النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا إلى لبنان، وهم يستصرخون الدولة اللبنانية والأونروا والفصائل ومؤسسات المجتمع المحلي لمساعدتهم وتلبية حاجاتهم، مهيبين بأهل الخير والإحسان وذوي الرحمة أن ينظروا إليهم بعينٍ من العطف والرأفة، مبرزين معاناتهم ومآسيهم وآلامهم للجميع علَّ الواقع يتغير نحو الأفضل.
العائلات النازحة في صيدا ومخيماتها تعدت الستة آلاف عائلة، لمخيم عين الحلوة منها النصيب الأكبر 2600 عائلة، وكان نصيب مخيم المية ومية 400 عائلة، هذه الإحصائيات أكدها أمين سر اتحاد المؤسسات الإسلامية في صيدا، أبو إسحاق المقدح، الذي أكد أن هذا العدد الكبير من النازحين هو السبب الرئيس لمرض الشح والتقصير الذي يعاني منه النازحون.
فتحية موعد، نازحة فلسطينية من سوريا إلى مخيم عين الحلوة، تبلغ 68 عامًا، زادتها المآسي من الشعرِ بيتًا، فبعد حرب طالت القاصي والداني حلت عليها مصائب ثلاث: هجرة من منزل دُمِّرْ، ووفاة زوجٍ شاركها ابتسامة الحياة ودمعتها، ومرض أطبق على قلبٍ أتعبته السنين.
موعد تقول لنشرة الجهاد: "لقد أفنيت عمري في مخيم اليرموك، ولم أستطع أن أصحو من صدمة ما حصل، فكل شيئ تغير بشكل غريب من الهدوء إلى الفوضى، فقد كنا نعيش باستقرار وهدوء منذ النزوح الأول عام 1948، واكتملت مأساتي مع وفاة زوجي قبل عامين مع بداية الأحداث السورية، وأنا الآن وحدي أرعى أبنائي وأوجههم علَّ الأزمة تنتهي، وأعود إلى مكان لجوئنا الأول، فالغلاء في المخيم فاحش، والأونروا والمؤسسات لا تقدم لنا إلا أقلَّ القليل، والأيادي البيضاء تعاني الجفاف".
وأخيرًا، واقع مرير، ومؤسسات تشكو قلة الامكانيات، وأونروا تعاني نقص التمويل، ونازحون ينامون على وعود وردية، ويستفيقون على واقع حالك.. ولا مجيب.
المصدر: نشرة الجهاد