خطة الطوارئ، برنامج أعدته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أجل تخفيف معاناة وآلام سكان مخيم نهر البارد بعد الأحداث الدامية التي تعرضوا لها. خطة تنص على تغطية تكاليف إيجارات المنازل لجميع سكان المخيم، إضافةً إلى الطبابة الكاملة والمساعدات الغذائية الشهرية لجميع العائلات.
وبعد مِضِيِّ عامين، بدأت الأونروا تتنصل من مسؤولياتها، وبدأت بتقليص خطة الطوارئ متذرعةً بنقص في التمويل وجفاف في الموازنة، فعلى صعيد الإيجارات لم تلتزم الأونروا بدفعها كاملة، خاصة أن متوسط الإيجار تجاوز ثلاثمئة دولار (300$) والأونروا لا تدفع أكثر من مئة وخمسين دولار (150$).
وعلى صعيد الطبابة والاستشفاء، فقد قامت الأونروا بتقليص خدماتها تدريجيًا، وتراجعت عن دفع فواتير الدواء والإبر لمرضى السرطان التي تتجاوز المليون ليرة لبنانية، ضاربة بعرض الحائط خطة الطوارئ، وشاطبة بذلك أربعين صنفًا من الدواء، متعذرة عن تحويل جميع الحالات إلى المشافي خارج عياداتها.
أما على صعيد الإغاثة والمساعدات، فبدأت الأونروا بتقليص خدماتها، متنصلة من مسؤوليتها عن العائدين إلى بيوتهم في "المخيم القديم"، شاطبة أسماءهم من لائحة مستحقي المساعدة، وكذلك فإن حال "المخيم الجديد" لم يكن أفضل، فشرارة نقص التمويل أحرقت كبد أهله.
البداية مريرة، والواقع أكثر مرارة، ومعاناة ما زالت مستمرة، وفلسطينيون أرهقتهم تصرفات الأونروا وهروبها من مسؤوليتها كونها الراعي الإنساني الأول لهم، ويبقى السؤال: إلى متى ستظل الأونروا على حالها؟ فلا التعليم في المخيمات يسير كالمطلوب، ولا الطبابة تسير في مجراها الطبيعي، ولا مساعدات إنسانية حقيقية تخفف عن اللاجئ مرارة اللجوء.
المصدر: نشرة الجهاد