لم يكن بإمكان اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات سوريا سوى الفرار من نيران الحرب والنزوح إلى لبنان، خصوصاً بعد اشتداد وطأة المعارك واستهداف منازل اللاجئين الآمنين في بيوتهم داخل المخيمات، ما يعني أن قدر اللاجىء الفلسطيني بأن يكون ضحية الأزمات والحروب، الأمر الذي يجعله عرضة لجميع أنواع القهر والمعاناة في ظل التشريد المتواصل من مكان إلى مكان.
حال المهجرين الفلسطينيين في مخيمات لبنان تزداد سوءا يوماً بعد الآخر، لا سيما وأن اللاجئين الفلسطينيين يعيشون أوضاعاً انسانية واقتصادية صعبة نتيجة حرمان الدولة اللبنانية لأبسط الحقوق المدنية والإجتماعية، فكيف هو الحال مع اكتظاظ المخيمات بالسكان وعدم توفر سبل العيش الكريم داخلها؟؟؟
مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، يستعد النازحون لاستقبال هذا الشهر الفضيل وفي عيونهم ملامح الحسرة والألم على ما آل بهم نتيجة تدهور الأوضاع في سوريا، أبو محمد عيسى رجل خمسيني خرج وأفراد عائلته التسعه من مخيم اليرموك بعد سقوط عدد من القذائف على منزله، وها هو اليوم يقضي الشهر العاشر من النزوح في مخيم البداوي شمالي لبنان.
أبو محمد، نازح فلسطيني يقول: رمضان على الأبواب وما عارف من وين بدي أحصل على أموال لتأمين لقمة عيش لأولادي، وتعرفون أن في شهر رمضان يزيد مصروف العائلة والأولاد، ولم أجد عملاً في لبنان لتيسير أمور العائلة، نعتمد فقط على المساعدات الخيرية"، ونحن نستمع إلى حديث الرجل لم تغفل أعيننا عن ملامح الحزن المرسومة على وجوه أطفاله، فهم اعتادوا الإستيقاظ في رمضان على صوت المسحراتي الذي يجوب أزقة حارتهم بمخيم اليرموك، لكن اليوم ذهب المنزل والحارة والمسحراتي أيضاً.
الحاجة "بديعة الحاج علي" التي لا تكف عيناها عن ذرف الدموع بسبب بقاء أبنائها الأربعة في سوريا، تقول: هذه السنة هي الأولى التي تقضي فيها شهر رمضان بعيدة عن أبنائها وأحفادها، حيث لا يزال أبناؤها محاصرون في مخيم اليرموك، وتضيف الحاجة أنها بحاجة إلى من يعيلها في لبنان، مؤكدة أن خدمات الإغاثة المقدمة من الأونروا وبعض المؤسسات الخيرية لا تفي بالحاجة.
لا يختلف حال المهجرين الفلسطينيين من سوريا داخل المخيمات في لبنان، فنسبة الفقر والبطالة تزداد وبشكل كبير، وما يزيد الطين بله ارتفاع أسعار السلع والخضروات والفاكهة قبل حلول شهر رمضان، الأمر الذي سيشكل عبء كبيراً على العائلات النازحة التي تفقد مصدر التمويل والمساعدة، عدا عن عدم توفر أثاث منزل وأدوات مطبخ خصوصاً في المجمعات السكنية والمدارس والمؤسسات.
إذا الواقع يفرض على الجهات المعنية وخصوصاً الأونروا ومنظمة التحرير، بالعمل الفوري والسريع على تأمين سلة غذائية للنازحين إضافة إلى تأمين قسيمة مالية لشراء بعض المستلزمات الضرورية، ولكن إن توفرت بعض الحاجات اللازمة للعائلات خلال شهر رمضان، فإن ذلك لن يخفف من المعاناة المتفاقمة مع ازدياد نسبة النازحين وضعف حجم الخدمات الإغاثية العاجلة.
لاجئ نت