قائمة الموقع

تجسيد رحلة التهجير والنكبة

2013-06-04T07:15:15+03:00

نجح الشاب الفلسطيني عبد اللطيف السدودي في تجسيد رحلة التهجير التي عاشها الآباء والأجداد بقطع "فلين" شكلها بيده، باحتراف ومهارة فائقة، تجعل من يشاهدها يستذكر الواقع قبل 65 عاما.
وحوَّل السدودي قطع الفلين لمجسمات صنع منها أشكال النساء والشيوخ والرجال والأطفال والمتاع والعربات والدواب، ووسائل النقل التي استخدمها الفلسطينيون آنذاك.
نساء يسرن جماعة، منهن من تحمل أطفالها، وأخريات يساعدن أزواجهنّ بحمل الأمتعة، ورجال يحملون على رؤوسهم الماء والطعام، وشاحنات تحمل أمتعة وتسير بجوارهم، في تجسيد لبعض مشاهد الهجرة، عرضها السدودي في معرض أقامته اللجنة الشعبية للاجئين التابعة لمنظمة التحرير بمقرها في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال السدودي، إنه أراد تجسيد واقع النكبة وما حل بالشعب الفلسطيني خلالها وبعدها، من ترديٍ للوضع الإنساني والاقتصادي والاجتماعي، مشيرًا إلى إعجاب من حضروا المعرض بما صنعه بيده.
واستغرق عمل تلك المجسمات نحو شهرين متتاليين، وأراد السدودي من خلالها تذكير الأجيال بقضيتهم وتعريفهم بالواقع الذي عاشه آباؤهم وأجدادهم خلال وبعد النكبة، وإبقاء ذكرى النكبة ورحلة التهجير عام48 حية في الذاكرة.
نقود ومقتنيات
الباحث بالآثار وصاحب متحف العقاد وليد العقاد كان له جهد مُختلف في الحفاظ على التراث القديم، ونقل حياة الماضي للحاضر، من خلال عرضه لمفاتيح البيوت والحقول الزراعية التي هجر منها الفلسطينيون، وبعض النقود المعدنية التي تعود لعصور عدة، وحُلي المرأة والبرقع المصنوع من الفضة.
وضمت بعض المقتنيات التي عرضها العقاد نقودا معدنية فلسطينية استخدمت ما بين عام 1927_1944م، وقطعا تعود للعصر البيزنطي عمرها 650عامًا، وقطعا تعود للعصر الروماني 63ق.م، وعقدا فضيا كانت تلبسه المرأة الفلسطينية.
واعتبر العقاد حفظه لتلك النقود والبحث عنها منذ سنوات وعرضها بالواجب الوطني، كونها المكون الأساسي للثقافة الفلسطينية الدالة على مدى ارتباط الإنسان الفلسطيني بأرضه المقدسة وتراثه العريق، متوجهًا بالتحية لكل من يحافظ على التراث وينقله للأجيال ويتذكر معاناة أبائه وأجداده.
وأكد العقاد، أن الفلسطيني صاحب حضارة عريقة، وصاحب أرض وحق لا بد أن يعود في يومٍ من الأيام، وقضية عادلة يجب أن يقف الجميع معها ويدعمها، ومشيرا إلى أن حضارتنا الكنعانية ما زالت تفاجئنا كل يوم بما هو أعظم وأعرق.
إحياء لذكرى النكبة
ولفت أمين سر اللجنة الشعبية للاجئين بخان يونس عدنان العصار إلى أن المعرض يأتي تتويجا لسلسلة فعاليات نظمت إحياءً لذكرى النكبة الـ 65.
وقال "أردنا أن تكون ختام تلك الفعاليات بشيء مميز وغير تقليدي، فجلبنا تلك المقتنيات والمجسمات التي تعرض لأول مرة وتُحاكي الواقع المرير الذي عاشه أبناؤنا وأجدادنا وحضرت جزءًا منه".
وأضاف "لاقت تلك المجسمات والمقتنيات إعجاب الجمهور، فعرضت على سبيل المثال شاحنات الزل الإنجليزية والتي نقلت اللاجئين لخارج وداخل الوطن لأماكن لجوء جديدة، وأشخاص يمشون في طوابير مهاجرين، وتستقبلهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر قبل أن تؤسس وكالة الغوث والتي أنشأت المساكن".
وبين العصار أنهم أرادوا تذكير الأجيال الصاعدة بمعاناة أبائهم وأجدادهم وبحق العودة، وأنه لا بد أن نعود مهما طال الزمن.
بدوره، رأى الزائر للمعرض إبراهيم مطر بأنه بالرغم من بساطة فكرته، إلا أنه نجح بعكس الواقع الذي عاشه أجدادنا وآباؤنا.
وقال "وكأنني عندما أشاهد تلك المجسمات للاجئين والخيام والعربات والحيوانات التي تنقلهم أعيش تلك اللحظات، وبالفعل هذا المعرض كسر مراهنة الاحتلال بأن الكبار يموتون والصغار ينسون".


المصدر: صفا

اخبار ذات صلة