يعيش اللاجئون الفلسطينيون الذين فروا من جحيم الحرب في سورية حاليا في ظروف أكثر صعوبة في لبنان.
كثير من أولئك اللاجئين يقيم في الوقت لحالي في مخيمات مكتظة بالسكان لا تتوفر فيها الخدمات الأساسية.
أسرتان فلسطينيتان كانتا تعيشان في مخيم اليرموك للاجئين بالقرب من دمشق، تقيمان حاليا داخل مسكن صغير في مخيم البداوي في مدينة طرابلس بشمال لبنان.
وقالت امرأة من إحدى الأسرتين ‘ليه مكتوب علينا نتشرد.. نظل من محل لمحل.. يفتحوا لنا الحدود على فلسطين منرجع. يلعن بيي (أبي) إذا ما بارجع. بس اتشنطط (أتنقل) من مكان لمكان هيك. بدي أرجع أؤسس من أول وجديد وتطلع روحي ليكبر أولادي وليأسسوا بيوت لهم زي ما عملوا أهلي. طيب ما خلص.. أنا واحدة بني آدم.. تعبت.. تعبت.. نفسي تكون عندي جنسية فلسطينية فلسطينية.. أعمل بيت وأقعد فيه.. مش هيك أعيش على الهامش أنا.’
وأضافت ‘أنا ما في شي أسرني غير أنا أنه بس فلسطينية. كرهوني اسم فلسطيني يا ابن الحلال.. كرهت اسم فلسطيني. وحتى وقت ما رضيت بالأمر الواقع وقلت أنا عايشة بسوريا وخلص أنا سورية.. فلسطينية سورية.. لي بلد بالنهاية وخلص.. شو بدنا نعمل الله يفرجها علينا وتنحل أزمة فلسطين. حتى هذا الحق سرقوا لي اياه.. إني لقيت بيت يضمني أنا وأولادي وجوزي.. حتى الحق هذا انسرق مني. وين بعد لسه بدنا نروح.. نزت (نلقي) حالنا بالبحر.. ونرتاح من كلمة شي اسمه فلسطيني.. ما فيه غير هيك.’
ويظل هؤلاء الفلسطينيون مشردون من مكان لآخر كما يظل مصيرهم ومستقبل أبنائهم محاطا بالغموض.
وقالت لاجئة فلسطينية أخرى ‘كنازحين فلسطينيين عم نعاني من قلة الاحترام ويعني ما فيه شي من حقوقنا عم ناخذه. أنا بالنسبة لي عم باحكي أنا عندي اثنين جامعة وعندي بكالوريا وما ملاقية يعني أي مؤسسة تتبنى نفقات التعليم هون.’
وأحيا اللاجئون الفلسطينيون في مطلع أيار (مايو) الجاري الذكرى الخامسة والستين للنكبة التي شرد خلالها آلاف الفلسطينيين الذين فروا أو أجبروا على ترك ديارهم وأراضيهم عام 1948 عند إعلان قيام "إسرائيل".
وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إن ثمة 469 ألف لاجيء فلسطيني مسحلين في لبنان يعيش معظمهم في 12 مخيما بأنحاء البلد.
وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن ما يزيد على مليون و500 ألف شخص فروا من سورية مع تدهور الأوضاع فيها ولجأوا إلى دول مجاورة.