قائمة الموقع

الجهاد الإسلامي: لدينا المزيد من القوة العسكرية ومفاجآت تكنولوجية

2013-04-21T10:04:59+03:00

لعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة تحت مسمّى "عمود السحاب"، والتي استمرت على مدى ثمانية أيام متتالية، أظهرت قدرات في القوة العسكرية وخاصة في مجال الصواريخ، لدى المقاومة الفلسطينية، وتحديداً حركة الجهاد الإسلامي.
فصواريخ "كورنيت"، و"فجر 5"، ومنصات متحركة عبر سيارات رباعية الدفع، وأسلحة أخرى مصدرها إيران أو مصنعة محليًا، وهي المرة الأولى التي يتم استخدامها في تاريخ المقاومة الفلسطينية، أصبحت جميعها مكشوفة الآن للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حتى مصدرها بات معروفًا.
وقد بات التطور في قدرات المقاومة الفلسطينية حتمياً، بعد أن خاضت "إسرائيل" حربًا ضد قطاع غزة عام 2008، حيث كان هناك خلل في ميزان القوة، وعقب انتهاء تلك الحرب التي أطلق عليها الفلسطينيون "حرب الفرقان"، بات من الضروري على المقاومة الفلسطينية وأذرعتها العسكرية الاستعداد لمعركة جديدة، لذا أخذت تبني قدراتها العسكرية، إلى أن خاضت معركة "السماء الزرقاء" والتي أطلق عليها الاحتلال "عامود السحاب"، أظهرت بذلك ضعف قوة الردع الإسرائيلية، حيث أنّ صواريخ "فجر 5" الإيرانية باتت تسقط على مشارف عاصمة الكيان، ومغتصباته في القدس المحتلة.
وكان استخدام سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي لتلك الأسلحة ضد العدو في العدوان الأخير، أحدث أضراراً جسيمة في ممتلكات العدو في البلدات المحاذية لقطاع غزة.
من جانبها، قالت سلطات الاحتلال إنّ حركة الجهاد تملك كميات كبيرة من الصواريخ طويلة المدى، وتشير تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية إلى أنّ "الجهاد" بحوزتها صواريخ يصل مداها إلى 74 كلم، أي بإمكانها أن تصل إلى مدينة تل أبيب، وحتى أبعد من ذلك.
إنّ امتلاك حركة الجهاد الإسلامي لقدرات عسكرية كبيرة، واستخدامها ضد العدو في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، دفع بعض قيادات العدو بمطالبة القيادة السياسية القضاء على قدرة الجهاد الإسلامي العسكرية في القطاع عبر تنفيذ عملية عسكرية كبيرة، وهو ما يرفضه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع ايهود باراك.
أحمد المدلل، قيادي بارز في حركة الجهاد الإسلامي، أكد أنّ سرايا القدس لديها المزيد من القوة العسكرية لم يظهرها الفيديو الذي عرضته إحدى القنوات اللبنانية، ورآه العالم أجمع.
وأوضح المدلل في حديث خاص لـ"سلاب نيوز" أنّ المقاومة الفلسطينية، لاسيما سرايا القدس، باتت اليوم أكثر قوة وجاهزية مما كانت عليه سابقاً، كما أنّها أكثر إبداعاً وتطوراً في أساليب المقاومة. فالقدرات العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي لا تقتصر فقط على الأوضاع العسكرية، بحسب المدلل، "هناك قدرات تكنولوجية أيضًا، حيث أنّ المقاومة استطاعت أن تعمل على محاور عدة في معركتها مع العدو الصهيوني، كما استطاعت أن تكتشف ايميلات وأرقام هواتف خلوية لجنود وقادة صهاينة، ففي حرب الأيام الثمانية التي دارت نهاية عام 2012، كان هناك تطور تكنولوجي لدى سرايا القدس استطاعت من خلاله اختراق مواقع لوزارات صهيونية، ومنها وزارة الدفاع، وغيرها"، على حد قوله.
القيادي أوضح أنّ المقاومة اليوم تمتلك من الحكمة والوعي والقدرة العسكرية والتكنولوجية ما تستطيع به أن تربك العدو الصهيوني، وأن تجعل العدو يعيش هواجس أمنية حقيقية، وقال: "العدو لم يعد هو ذلك الجيش الذي لا يقهر، الشعب الفلسطيني قاومه بحجارته وسكاكينه وقنابله وبأجساده، وأخيراً قاومه في عمقه الذي لم يفكر يوماً أنّه سيضرب في عاصمته تل أبيب، وبصواريخ فلسطينية"، مضيفًا أنّ المعركة "مفتوحة بيننا وبين العدو الصهيوني، وقد يرتكب العدو الصهيوني أي حماقة في أية لحظة، لأنّه يريد أن يعيد الطمأنينة وقوة الردع التي فقدها خلال حرب الأيام الثمانية".
وتستطيع سرايا القدس والمقاومة اليوم أن تردع عدوان العدو الصهيوني، بحسب المدلل، فالحرب "لم تعد بين العدو الصهيوني وقطاع غزة حرب تدمير من جانب واحد، هذا الزمن قد ولى، زمن الهزائم غاب، اليوم الذي كانت تقصف به إسرائيل ولا نقصف، وتقتل به ولا نقتل غاب"، معتبراً أنّ هذه اللحظة هي لحظة حقيقية في المواجهة مع العدو الصهيوني نتيجة هذه الخبرات المتراكمة، ونتيجة هذا التطور والإبداع لدى المقاومة.
وفيما يتعلق بدعم إيران للمقاومة الفلسطينية، أعرب عن أمله في أن يكون الدعم العربي هو الأساس للمقاومة الفلسطينية، وذلك لأنّ القضية الفلسطينية هي قضية عربية إسلامية، قائلاً: "في الوقت الذي تخلى فيه الجميع عن فلسطين، كانت إيران تقدم الدعم العسكري والمالي الخالص والقوي للمقاومة"، مقدماً شكره "لجمهورية إيران الإسلامية التي ساعدت المقاومة الفلسطينية عسكرياً ولوجستياً ومادياً".
وإذ أعرب عن أسفه الشديد لعدم امتلاك الدول العربية الإرادة السياسية والوطنية والعربية الخالصة لدعم الشعب الفلسطيني، أوضح أنّ ما تمتلكه تلك الدول هو بضع كلمات من "الاستهجان والاستنكار" تجاه ما يتعرض له الفلسطينيين، لافتًا إلى أنّه "لا توجد أية مؤشرات إلى أنّ أية دولة عربية يمكن أن تدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، ولا أعتقد أن الدول العربية قد وصلت إلى الحد الذي يمكن به أن تمتلك إرادتها وتقف في وجه أميركا وإسرائيل لتدعم به المقاومة الفلسطينية".
وحول تهديدات الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أنّ التهديدات لم تعد ترهبهم، مشيراً إلى أنّ العدو الصهيوني لا يحتاج إلى مبرر من أجل شن عدوان تجاه قطاع غزة، فـ"العدوان على القطاع لم يتوقف".
وختم بالقول: "العدو الصهيوني قبل أن يقدم على أية حماقة ضد غزة سوف يحسب ألف حساب، لأنه جرب قوة المقاومة في حرب الأيام الثمانية، حيث كانت المقاومة أكبر قوة، واستطاعت ضرب أهداف في عمق العدو الصهيوني الإستراتيجية".


المصدر:سلاب نيوز

اخبار ذات صلة