قائمة الموقع

كيف استقبل الإعلام الصهيوني استقالة فياض؟

2013-04-14T11:26:47+03:00

كانت الـ (20) دقيقة التي قابل فيها رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس السبت، كافية لتتناقل وسائل الإعلام خبرا دسما، على المستوى الفلسطيني والصهيوني وحتى الدولي، حول قبول استقالة فياض، لكن كيف نظر الإعلام الصهيوني للاستقالة؟ وما هي السيناريوهات المطروحة؟

الإعلام الصهيوني
اهتم الإعلام الصهيوني بكافة أشكاله باستقالة فياض، وتصدر خبر استقالته المواقع والصحف الصهيونية صبيحة الأحد، في محاولة لإضافة تفاصيل حصرية حصلت عليها من مصادر فلسطينية وصفت بالخاصة، وتحليل أبعاد الاستقالة سياسيا واقتصاديا، وأثرها على الجهود الأمريكية المبذولة بشأن عملية التسوية.
صحيفة هآرتس العبرية، عنونت تقريرها عن الاستقالة، "تمثل مرحلة جديدة من تفكك السلطة، بل وضربة قاسمة لعملية السلام"، التي شهدت تحركات حثيثة في الآونة الأخيرة، كزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة، وبعدها زيارة كيري الّذيْن تحدثا عن تقارب وجهات النظر بين الفلسطينيين والصهاينة، متفائلين في إعلان قريب عن بدء المفاوضات بين الطرفين.
الإعلام الصهيوني بصفة عامة وصحيفة هآرتس تحديدا، حاولت التركيز على مدح فضائل فياض في السلطة، فقالت بأنه"يمثل رمزا لنظافة اليد ومكافحة الفساد"، وأن مخططه في السلطة كان يهدف إلى بناء دولة مؤسسات فلسطينية، من الأسفل إلى الأعلى، وقد حظي بدعم دولي وعالمي لم يسبق له نظير.
وأضف على ذلك، أن دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا والدول المانحة، كانت تعتبر فياض العنوان لتقديم أي دعم اقتصادي للفلسطينيين لرضاها عن أدائه، وتساءلت الصحيفة من الذي سيأتي بعده ويحقق هذه الثقة.
وكان الإعلام "الإسرائيلي" خاض في تحليل الأسباب التي أدت إلى الاستقالة، فرغم الضغوط الأوروبية والأمريكية لمنعها إلا أن عباس قبلها، فيبدو أن قبول فياض لاستقالة وزير المالية نبيل قسيس دون الرجوع إلى عباس، وعدم التزامه بالسياسات الاقتصادية التي اقترحتها حركة فتح، والهجوم الذي تشنه الحركة على شخص فياض، وتنظيم الإضرابات في قطاعات الضفة، والضائقة المالية الحالية، هو ما دفعه إلى الاستقالة.
صحيفة معاريف تحدثت بشكل واضح، أن فياض يحظى بالتقدير الدولي، وأن استقالته تضر بشكل مباشر في عملية السلام وفي الجهود الأمريكية المبذولة بشأنها، ويتضح ذلك من خلال السيناريوهات المتوقعة للحكومة المقبلة.

السيناريو المرتقب
وأشارت صحيفة معاريف، أن مصادر في السلطة قالت لها بأن البديل سيعلن خلال الأيام القليلة المقبلة، في إشارة منها إلى أن السيناريو المرتقب سيكون على وجهين.
الوجه الأول، يتزامن مع بداية الاتصالات في مكتب عباس لتشكيل حكومة جديدة، حيث يرغبون بتعيين شخص مستقل، لكنه مقرب من حركة فتح وصاحب خلفية اقتصادية وسياسية، ومن أبرز الأسماء المرشحة لهذا المنصب، رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى، ورامي الحمد الله رئيس جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس.
الوجه الثاني، وهو أن يقوم عباس بتشكيل الحكومة الجديدة ويترأسها بنفسه، وهي ستكون حكومة تسيير أعمال، للتحضير لانتخابات في غزة والضفة، وإتمام المصالحة الفلسطينية، وبعد ذلك تشكيل حكومة وحدة، لكن الصحيفة قالت أن هذا الاحتمال ضئيل جدا.
وكانت مصادر فلسطينية كشفت للإعلام "الإسرائيلي"، أن عباس لن يستطيع تشكيل حكومة جديدة بدون الموافقة على شروط حماس للمصالحة، وأي حكومة تشكل برئاسة أحد قيادات فتح ستواجه بالرفض.
وأوردت تصريح الناطق باسم حركة حماس في غزة سامي أبو زهري، الذي قال، " استقالة فياض لا علاقة لها بالمصالحة، وحتى تتم المصالحة يتوجب الموافقة على شروطها والتزاماتها"، مشيرا إلى أن حركة فتح هي المعنية بالمصالحة وليس فياض، وكانت الصحيفة علقت على تصريح حركة حماس، "حتى حماس لم تأسف على استقالة فياض".

إشادة أمريكية
الولايات المتحدة الأمريكية أشادت بأداء فياض خلال الفترة الماضية، ووصفته بأنه "شريك قوي"، وقال بيان البيت الأبيض الأمريكي "نقدر جهود فياض وعباس في العمل معنا لدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وحسب الإذاعة العبرية، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن الدولي "كتيلين هايعين": "فياض كان شريكاً قوياً للمجتمع الدولي، وهو الذي ساهم في تعزيز النمو الاقتصادي، و بناء المنظومة الأمنية في الضفة، ونحن نتطلع إلى أن يدعم القادة الفلسطينيون هذه الجهود".
أما وزير الخارجية الكندي "جون بايرد" فعلق على الاستقالة، بأنه تلقى الخبر بشعور من الحزن والإحباط العميق.
وفي ذات السياق، أعربت مصادر "إسرائيلية" عن أسفها حيال استقالة فياض، ووصفته "المعتدل الذي فهم أهمية التعاون الأمني مع "إسرائيل"، فرحيله قد يحبط الأمريكيين".

اخبار ذات صلة