قائمة الموقع

فلسطينيو سوريا في لبنان الارض فراشهم وخيم قديمة مهترئة غطائهم

2013-04-01T06:41:50+03:00

قف مكانك، ارفع يديك الى الأعلى، ابرز بطاقتك، أنت متهم ومدان لأنك فلسطيني، عد من حيث أتيك من غير المسوح لك ان تجتاز حدود رسمت لك دون غيرك، ابق في قاعة الانتظار في المطارات لإنك فلسطيني
كلمات قالها ابو ربيع الشاب الفلسطيني اللاجئ في احد مخيمات سوريا والنازح منها طلبا لسلامة زوجته وأطفاله الصغار الى مخيم عين الحلوة في لبنان، نظر الينا مبتسما وهو يسوي  تراب الأرض تمهيدا لنصب خيمة قديمة حصل عليها مرددا الحمد لله سأسكن في  هذه الخيمة وأحفظ كرامتي  وسأتجنب ذل السؤال .
خرجت الكلمات متلعثمة من بين شفتيه قائلا :" نحن هكذا كتب علينا ان نخرج من بيوتنا من اجل سلامة اطفالنا، لم نخرج طواعية، فهناك لنا بيوت ولنا عمل يومي وحياة، لنا ذكريات الطفولة وأصدقاء، ابتلعتنا واياهم دوامة العنف التي  لا أحد يريدها ".
واضاف ابو ربيع : نحن لا نطلب الا سقفا يأوينا  فمشكلة السكن هي المشكلة الاولى بالنسبة لنا، كذلك مشكلة الطبابة والإستشفاء التي نعاني منها بشكل كبير ولا أحد يكترث لنا  ولأطفالنا، ويضيف  مشكورة الجمعيات والمؤسسات المدنية والأهلية في المخيم التي تقدم لنا بعض المساعدات ولكنها لاتكفي لبضعة ايام، كما أننا بحاجة الى احتياجات كثيرة اخرى غير تلك التي توزعها لنا  فجميع المواد التي توزع من قبل المؤسسات هي نفسها .
وتسائل أبو ربيع  عن دور " الأونروا" فهي المعنية بالدرجة الأولى عنا كلاجئين فلسطينيين في قضايا السكن والاغاثة والطبابة، هي معنية ان تتواصل مع المؤسسات الدولية وتؤمن  هذه المساعدات، فمن غير المقبول إنسانيا ولا اخلاقيا  أن يبقى وضعنا بهذا الشكل المهين..
ولفت ابو ربيع  الى" ان النازحين ينتابهم شعور بأن هناك تأمرا دوليا  ما ضدهم ، لأن هذا المجتمع الدولي لم يتحرك بالشكل المطلوب وبطريقة تحفظ الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية لنا ، وقد عبرنا عن غضبنا ورفضنا لهذه السياسة المجحفة  بحقنا من خلال عدة اعتصامات امام مكاتب وكالة " الأونروا" .
ويختم أبو ربيع الذي تحدث باسم 20 عائلة تسكن في 15 خيمة نصبت في منطقة السكة  في مخيم عين الحلوة بالقرب من "جمعية بدر الثقافية الاجتماعية الصحية"  والذين لم يجدوا  لهم مأوى وقد باتت لعدة ليال هذه العائلات حسب ما ذكر ابو ربيع في العراء في ازقة المخيم قبل ان  يتم تأمين هذه الخيم لتكون المأوى المؤقت لها وخاصة أننا مقبلون على فصل الصيف  حيث لا وجود مرافق صحية وانتشار الحشرات والافاعي في المكان حيث نصبت الخيام .
خيام لا تقي حر الصيف ولا مطر الشتاء وتعيد مشهد اللجوء الأول في العام 1948 حسب ما قالت مسنة كانت  تجلس على الأرض وتدير ظهرها لنا ولا تريد اننلتقط له اصورة او تعرف عن نفسها .
هذه المشاهد والتي  لا احد يضمن عدم تزايدها تطرح اسئلة جدية من المسؤول عن العيش الكريم لههذه العائلات التي تنتظر عودتها الى بيوتها التي تركتها قسرا في هجرة جديدة يأمل ان لا تطول وتشكل هجرة  نحو النفق المظلم الذي دوما يرفضه الفلسطيني المتمسك بحقه في العودة الكبرى الى وطن الأباء والأجداد فلسطين.


المصدر: شبكة الترتيب العربي

اخبار ذات صلة