قائمة الموقع

جمعيات فلسطينية : نعوض تقصير "الأونروا"

2013-03-10T05:39:18+02:00

بين جدران مغبرة، بالية الستائر، في مخيم عين الحلوة في صيدا، جنوب لبنان، أطلق النازح الفلسطيني من سورية محمد معرف حكم الإعدام على نفسه، وسرعان ما نفذه وحيداً، غير آسفٍ على شيء.
انقلبت الحال بمحمد، من حياة كريمة ورغيدة إلى حياة ذليلة شقيّة. لم يخطر في باله أنه سيطلب يوماً حاجة من الناس، كما يفعل المتسوّلون. فاختار أن ينتقل إلى تحت الأرض، بعدما ضاقت الحياة في وجهه على سطحها، تاركاً وراءه ثلاثة أطفال مع أمهم.
في مخيم عين الحلوة، تشكو مئات العائلات الفلسطينية الهاربة من "الجحيم السوري"، من الإهمال والتقصير بحقها. فالأمم المتحدة أحالت ملف المساعدات للنازحين الفلسطينيين على منظمة "الأونروا"، باعتبارها مسؤولة عنهم في شكل مباشر.
أما أم زياد الحنفي، الآتية من مخيم السبينة في دمشق، فتحققت أمنيتها عند وفاتها. كانت دائماً تقول: "أتمنى أن أموت في لبنان، وأدفن بالقرب من قبر والدتي في صيدا". وكانت رفضت مراراً المجيء إلى لبنان، على رغم وصول المعارك إلى المنطقة التي كانت تعيش فيها. ونزولاً عند رغبة أبنائها، قدمت أم زياد إلى لبنان أخيراً، لكنها عادت بعد أيام قليلة، قائلة: "لا أريد أن أعيش هنا… هنا في لبنان يوجد أمن، ولكن لا توجد كرامة للفلسطيني. أما في سورية، فتوجد كرامة ولكن لا يوجد أمن. وأنا أفضل الكرامة على الأمن".
لكن مع اشتداد القصف والمعارك في سبـينة حيث المخيم، قررت اللجوء إلى لبنان مرة أخرى هي وجميع أفراد عائلتها، إلا أن حزنها الشديد سرّع من تدهور صحتها.. لتخرج روحها فراراً من ظلم لا يطاق.
إلى لبنان لجأت أكثر من 9 آلاف عائلة فلسطينية إلى المخيمات، لا يجد أفرادها حتى الآن اهتماماً يليق بهم ويغيثهم من كارثة حلت بهم. فالتقصير جلي بحقهم من كل الجهات المـعنيـة، وعلى رأسـهم "الأونروا" والدولة اللبنانية والفصائل الفلسطينية.
فرش وحصص غذائية وأدوات منزلية، وأحياناً ملابس
"والأنروا " تبرر تقصيرها بشح الموارد المالية لديها وعدم وجود موازنة تكفي لإغاثة العائلات النازحة. واقتصرت تقديماتها على توزيع بعض الحصص الغذائية ومساعدة نقدية بسيطة لا تكفي لإطعام العائلة بضعة أيام. وبالنسبة إلى الفصائل، تنوعت مساعداتها العينية بين فرش وحصص غذائية وأدوات منزلية، وأحياناً ملابس.
وتحاول بعض الجمعيات المحلية والأهلية في المخيمات تقديم مساعدة، مادية أو معنوية، إلى النازحين الفلسطينيين، وفق التمويل المتواضع المتوافر لها.
أما في مخيم نهر البارد، شمال لبنان، فنظم عدد من طلاب الثانوية مبادرة جماعية لجمع الأموال من سكان المخيم وشراء أجهزة تدفئة كهربائية للعائلات، فيما نظم "مركز بيت المقدس" التابع لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حملة لجمع الملابس المستعملة والصالحة للاستخدام بعد غسلها وكيّها، بغية تقديمها إلى الأسر النازحة التي تعاني نقصاً حاداً في الملابس.
 

اخبار ذات صلة