شدّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الأستاذ خالد البطش، على ضرورة تفعيل البعد العربي والإسلامي في الصراع مع العدو الصهيوني، لافتاً إلى أنّ المصالحة الفلسطينية تحتاج جدولاً زمنياً ثابتاً لضمان نجاحها.
واستبعد البطش في حديثه لصحيفة "البيان" أن يتسبب تصعيد الأسرى في سجون العدو (نتيجة الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشونها) في تفجير انتفاضة جديدة، الموقف من المواجهات والانقسام الداخلي، مؤكّداً عدم حرص العدو على التهدئة، وأنّه سيسعى لتجاوزها وخرقها، وسيحاول ضرب عناصر القوة لدى الشعب الفلسطيني في المرحلة القادمة.
وأكد أن استراتيجية حركة الجهاد الإسلامي ستبقى كما هي في ما يتعلق بالصراع مع العدو الصهيوني، إذ ستستمر في الجهاد ضده، ولن تعترف بشرعيته، واعتبار فلسطين كلها أرض العرب والمسلمين، ورفض التسوية مع العدو، واعتبار المرحلة الحالية مرحلة تحرير لفلسطين.
وأضاف البطش، التهدئة ووقف إطلاق النار لم يكن بين القطاع والعدو، بل بين المقاومة في فلسطين والعدو الصهيوني، بجهود ورعاية مصرية، فالقطاع ليس دولة أو كيان منفصل عن فلسطين، ولا يجب تمرير هذه المصطلحات بقصد أو بدونه، ونحن نرى أن العدو غير حريص على الالتزام بالتهدئة، وسيسعى لتجاوزها وخرقها والانتقام من الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وسيحاول ضرب عناصر القوة لدى الشعب الفلسطيني، كما أنّ التهدئة عندما وقّعت بالقاهرة، جاءت على إثر معركة وعدوان قامت به "إسرائيل" باغتيال الشهيد أحمد الجعبري، وحين فوجئت من رد فعل الجهاد وفصائل المقاومة الأخرى، سعت إلى وقف القتال، ونتائج هذه المعركة المتمثّلة في إزالة المنطقة العازلة شرقي القطاع، جاءت لصالح الشعب الفلسطيني، إذ أصبح بمقدور المزارع أن يزرع ويحرث أرضه المحاذية لخط الهدنة عام 1948، وكذلك توسّع المدى البحري ليصبح 6 أميال بدل 3، وتسهيلات على المعابر، لكن نعود ونقول إن لا شيء ثابت، وقد تفاجئنا "إسرائيل" بعدوان جديد أكثر قسوة ودماراً، ما يستدعي الاستعداد عبر زيادة كميات السلاح والصواريخ للمواجهة القادمة، وأناشد الدول العربية، قادة وشعوباً، تزويد المقاومة الفلسطينية بالسلاح والمال لمواجهة العدو الذي يهوّد القدس الشريف، ويبني تحت أساساته الكنس اليهودية.
ورأى البطش أن حركة الجهاد حرصت بعد اتفاق مارس 2005 إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير، رافضة أي مشاريع بديلة أو أجسام موازية لها، وحمت الحركة المنظمة يومها، على الرغم من عدم المشاركة فيها، حتى لا يصل الانقسام إلي اللاجئين في الخارج، ونحن قطعاً معنيون بإعادة الاعتبار لها ولدورها، كذلك نحن على استعداد أن نكون جزءاً منها، ولكن بعد إعادة صياغتها وبناء هياكلها وأطرها، ولا بد كذلك من التوافق على برنامج واستراتيجية وطنية تلبي حاجة الشعب الفلسطيني، وتصلح لإدارة الصراع مع العدو ، وذلك من خلال الحوار والنقاش الذي هو مسؤولية لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير، فإذا نجحت الجهود، فسنكون جزءاً منها، وإذا فشلت سنكون خارجها.
وحول مشاركة الجهاد الإسلامي في الاتخابات التشريعية والرئاسية، رأى البطش أن حركته لن تشارك بها، باعتبار أن الشروط التي منعتها في السابق، والمتمثّلة باتفاق أوسلو لم تتغير.
وأكد البطش أن الأسرى الأبطال في سجون العدو يعتبرون أحد إفرازات الصراع، لكن الاعتقال الإداري بدون محاكمة، شكل من أشكال التعسّف والظلم غير المقبول، أمرٌ حرّك الجماهير بعد فشل المحاولات الدبلوماسية في إطلاق سراحهم، معتقداً أنّ المواجهات الراهنة "هبّة الأسرى"، قد تنحسر إذا أفرج عن الأسرى واستجيب لمطالبهم، لكن إذا حدث وارتكبت قوات العدو خطأ، أدى ذلك إلى قتل عدد منهم، بعدها سنكون أمام تطوّرات جديدة ومختلفة، نقول هبّة ومواجهات، وليس انتفاضة، لأسباب كثيرة، أبرزها موقف السلطة من المواجهات، والانقسام الداخلي في الأراضي المحتلة.