قائمة الموقع

الجامعة الفلسطينية في لبنان .. ضرورة للطلاب الفلسطينيين... إلى متى يمكن تغيبها ؟/ فرح مصطفى

2013-03-02T04:29:24+02:00

يشكّل العلم جزءا رئيسا من أولويات الطالب الفلسطيني في لبنان، وذلك لرسم طريق أحلامه التي تتضمن العودة لفلسطين، وبالرغم من كل المصاعب التي يواجهها الطالب الفلسطيني في لبنان بعد التخرج ، لكن يبقى لديه أمل بكسر الحائط المسدود الذي الذي فرض عليه بسبب التركيبة الديمغرافية اللبنانية ، وسيتراكم أمامه العديد من المشاكل الكثيرة منذ اللحظة الذي يدخل فيها أبواب الجامعة ابتداءا من كيفية الحصول على قسط الجامعة وصولا الى حرمانه من العمل بأكثر من 74 مهنة في قطاع العمل ألبناني.
 وهنا يكمن دعم سفارة فلسطين في لبنان وهيئة الأونروا لتأمين بعض الدعم الذي لا يكفي لأي طالب في متابعة تحصيله العلمي . فالهيئات الداعمة في بعض الأحيان للطلاب الفلسطينيين عبر منح بنسب معينة أو كاملة للدراسة في الجامعات الموجودة في لبنان كالجامعة العربية ،والجامعة العربية المفتوحة و الجامعة اللبنانية الدولية بالاضافة الى جامعات أخرى أيضا، وقد ساهمت هذه الأطراف ملّيا في التخفيف عن كاهل الطلاب ولكن هل من الممكن الحديث عن بناء جامعة للفلسطينيين في لبنان من قبل هذه الأطراف كتخفيف من أعباء الطالب الفلسطيني؟ أم أن هذا الأمر يعتبر اساءة لهم ومن الصعب تحقيقه؟.
تقوم السفارة الفلسطينية في لبنان بمساعدة الطلاب اللاجئيين في لبنان عبر صندوق الطلبة الذي اسسه الرئيس محمود عباس، عبر منح تختلف نسبها من طالب لأخر بحسب ظروف الطالب الاقتصادية والاجتماعية واعتمادا على مجموع نقاطه وعلاماته في الجامعة.
- السفير الفلسطيني السيد أشرف دبوّر: الذي اكتفى بتعبيره عن تمنياته ببناء جامعة للفلسطينيين في لبنان يستفيد منها الطالب الفلسطيني.
-المستشار الثقافي في سفارة فلسطين الأستاذ ماهر مشيعل، الذي يقول بأن:" الفكرة تم طرحها في السابق في وزارة التربية والتعليم العالي وذلك لبناء فرع في لبنان لجامعة القدس الموجودة في فلسطين، لكن الأمر كان شبه مستحيل وذلك لأن بناء فرع واحد لن يتضمن اختصاصات كثيرة وذلك لأن معظم الاختصاصات في لبنان ستشكل عائقا للفلسطيني من ناحية العمل بها في لبنان في ظل حرمانه من أكثر من 74 مهنة ولسبب أخر هو بعد البقع الجغرافية التي يقطن بها الفلسطينيون في لبنان، ولذلك فإن بناء فرع جامعي واحد سيكون عبئا على الكثير من الطلاب من حيث المواصلات والمصاريف".
 -الدكتور جمال واكيم، الأستاذ والمرشد في الجامعة اللبنانية الدولية بفرع الصحافة: الذي عبر عن رفضه للفكرة لأن بناء جامعة للفلسطينيين هو بمثابة عزلا لهم ويعتبر هذا الأمر تمييز ضدهم وهو اساءة لهم أكثر من كونه دعما، كما إن هذه الفكرة ستكون انعدام لقدرة الفلسطينيين على التعبير و نشر كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وستعيق اندماجهم مع المجتمع اللبناني، وتساءل الدكتور واكيم بقوله :"كيف سيتحقق الاندماج الفلسطيني واللبناني إذا تم عزل كل منهم في جامعات مخصصة"؟، معتبرا أن الاندماج الفلسطيني اللبناني ليس بالأمر السيئ ولن يزيل المفاهيم الوطنية المتعلقة بالعودة لفلسطين كما يعتقد البعض.أما بالنسبة للأونروا فإن الموضوع لم يتم طرحه.
 أما بالنسبة لحال طلاب"معهد سبلين المهني " والذي تخرج منه العديد ليفاجئوا بأن سوق العمل مسدودة أمامهم ويفضل المختص بالجامعة والمتخرج منها يطلب منه تعديل الشهادة في جامعة أخرى مثل جامعة هاواي وغيرها، الخ ...
 -رنا حميد، المتخرجة من "معهد سبلين " في اختصاص computer science :"التي تصر على ضرورة وجود جامعة للفلسطينيين ،و هو أمر ضروري من اجل رفع مستوى شهاداتهم وتخفيف الأعباء عنهم، لكونها هي خريجة "معهد سبلين المهني" لكنها حتى اليوم لم تجد الوظيفة المناسبة ،و تم رفضها عدة مرات من مؤسسات عمل كثيرة طالبين عماّل حائزين على الشهادات الجامعية العليا ..
- فايزة خلف العاملة الاجتماعية في الأونروا :"تؤكد أن وجود جامعة للفلسطينيين أمر ضروري تخفف عنهم الأعباء والمصاريف".
 بالرغم من غياب الحقوق المشروعة للطالب الفلسطيني في مزاولة العمل ولكن يبقى لدى الطالب الفلسطيني أمل وطموح نحو العلم امليين بأن تتغير هذه القوانين يوما ما في لبنان أو بايجاد فرصة عمل بالخارج ولكن وجود جامعة هو حق لجمييع الفلسطينيين وخصوصا اندفاعهم نحو التعليم بالرغم من حالة اللجوء والظروف الصعبة التي يمّرون بها يوميا وتتمنى أن يكون هناك مشاريع كمشروع الجامعة تصب في مصلحة الطالب الفلسطيني.
 -أحمد نصرالله الطالب الجامعي اللبناني يقول :"إن إنشاء جامعة للفلسطينيين في لبنان هو أمر يسهل على الفلسطينيين الاندماج وعدم الإحساس بالتمييز ويفتح لهم مجال أكبر بالاختصاصات الخاصة بالقضية الفلسطينية، كما وأن ذلك يوفر عنهم مصاريف وعناء كبير".
 -أما يوسف أحمد- رئيس اتحاد الشباب الفلسطيني الديمقراطي يقول:" إنه يمكن القول إن مسيرة التعليم الفلسطيني وخصوصا مرحلة التعليم الجامعي قد مرت بظروف مختلفة، حيث إمتزج التفوق والإبداع بالمعاناة وصعوبة التعلم، وباستثناء مرحلة السبعينات التي يسميها البعض بالمرحلة الذهبية بالنسبة للتعليم الجامعي الفلسطيني نتيجة توفر المنح الجامعية للعديد من الدول الإشتراكية وبعض الدول العربية"، ويمكن القول إن هذه الفئة تعيش حالة غبن وظلم مستمر،حيث أن وكالة الأونروا لم تولي منذ تأسيسها الأهمية لمرحلة التعليم الجامعي واقتصرت تقديماتها على بعض المنح المحدودة التي بدأت توفرها مؤخرا بدعم من بعض الدول المانحة والتي لا يتعدى عدد الطلبة المستفيدين منها عن 5% من مجموع الطلبة الفلسطينيين المسجلين في الجامعات اللبنانية .
من هنا ننطلق في مطلبنا تجاه منظمة التحرير والدور المطلوب منها في انقاذ المستقبل التعليمي للطلبة الجامعيين الفلسطينيين في لبنان، من خلال البحث الجدي في انشاء جامعة فلسطينية في لبنان.
واليوم نعيد طرح هذا المشروع ونضعه في عهدة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ودائرة التربية والتعليم فيها، خاصة وأن هذه الجامعة التي تعثر انشاؤها في ذلك الوقت في لبنان قد نجحت المنظمة ببنائها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتعمل الآن تحت إسم جامعة القدس المفتوحة، ولديها أيضاً فروع في بعض الدول العربية كالامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
 لكن من الناحية القانونية لا نعتقد إن هناك ثمة مشكلة في الترخيص لإنشائها اذا ما استوجبت الشروط التربوية التي تتلائم مع انظمة وقوانيم التعليم العالي المعمول بها في لبنان.
واليوم نطرح هذا المشروع بجدية ، لأننا لا نقصد من خلاله إعفاء وكالة الأونروا من مسؤولياتها على هذا الصعيد، إلا أن وجود جامعة فلسطينية في لبنان سيساهم بشكل كبير في معالجة جزء كبير من هذه الأزمة التي تتفاقم عاماً بعد عاما وخاصة على صعيد الكليات العلمية، حيث ارتفاع تكاليف الأقساط الجامعية في تلك الكليات وأيضا في الجامعات الخاصة، وبالتالي هناك ضرورة وحاجة ملحة لوجود هذه الجامعة دون إعفاء الأونروا من مسؤوليتها لجهة توفير المنح الجامعية لجميع الطلبة الفلسطينيين في لبنان.
كما أنه بالامكان أن يكون هناك شراكة في هذا المشروع ما بين المنظمة ووكالة الأونروا، وأنه بإمكان المنظمة والأونروا إذا ما تضافرت جهودهم مع بعضهم البعض ، بأن يوفروا كل متطلبات إنشاء الجامعة سواء من حيث المبنى أو الاحتياجات الأخرى المطلوبة المالية والفانية والتربوية ، وبالإمكان الاستفادة من مركز سبيلين المهني التبع للأونروا والذي تتوفر فيه كل المواصفات لإقامة هذا الصرح الأكاديمي.
 وعلى الرغم من الاحتجاجات السابقة من قبل اللاجئيين الفلسطينيين في لبنان أثار بعض الصعوبات المتواجدة، فإن بناء جامعة خاصة بالفلسطينيين يعتبر أمر غير وارد في الخطط المستقبلية والتي يمكن العمل عليها، علما بأن الطالب الفلسطيني مستعد لمواجهة صعوبات العمل في لبنان عبر دراسته والمخاطرة بحلمه على أمل العمل بالاختصاص حتى في الخارج، ولكن الأهم هو اعتبار هذا الأمر إساءة بحق الاجئيين الفلسطينيين المتواجدين على الأراضي اللبنانية خاصة لجهة العمل
ويبقى الحلم لدى كل طالب لاجئ فلسطيني متمرس في ذهنه مهما كانت الصعوبات،يجب الوصول إلى الهدف الذي يشغل تفكيره، بالرغم من كل العوائق التي تفرض نفسها عليه ، سواء كانت جامعة فلسطينية أو مستقبل العمل الممنوع من مزاولة الاختصاص، لكن المجال إمام الطالب الفلسطيني بظل الظروف الصعبة سوى الوصول إلى أعلى مراتب تقوده نحو الارتقاء بمستواه، ليصبح قادرا على تحقيق ذاته ونفسه ويكون مواطنا نافعة لخدمة القضية الفلسطينية.


المصدر: أمد للإعلام
 

اخبار ذات صلة