/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

الشهيدين مقبل وخالد: رحلا معاً ومازالت ذكراهما حاضرة

2013/02/09 الساعة 09:00 ص

تسير قوافل الشهداء وتتوالى، لتمنحنا حب الجهاد والمقاومة, فيمضي المجاهدون شهداء على طريق العزة والكرامة والتحرير بإذن الله ، فهم الذين يدافعون عن كرامة الأمة وعزتها ضد الاستكبار العالمي وهيمنة وغطرسة العدو الصهيوني الغاشم مستمدين قوتهم من إيمانهم الكبير بالله وشرف الدفاع عن أرض فلسطين الحببية.

شباب في مقتبل أعمارهم ولكنهم حملوا هموم أمتهم ووطنهم الغالي فلسطين فأخذوا يدافعون عن ترابه ويستبسلون في الدفاع عنه فكانوا نارًا ملتهبة للانتقام من أعداء الله وأعداء الدين وقطعوا عهدًا على أنفسهم إما النصر أو الشهادة.
تطل علينا اليوم السبت 2/9 الذكرى السنوية الرابعة لرحيل مجاهدين سطرا بدمائهما أروع ملاحم البطولة والفداء، وهما: الشهيد المجاهد "مقبل ابو عودة" و الشهيد المجاهد "خالد الكفارنة" من أبرز مجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في كتيبة الشهيد عبد الله السبع "بيت حانون" بلواء الشمال، والذين ارتقيا للعلا شهداء في قصف صهيوني استهدفهما خلال تأديتهما لمهمة جهادية شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع.
"الله يرحمك يا ابني مقبل يا من تمنيت الشهادة التي لطالما بحثت عنها كثيراً فنلتها، يا من كنت توصف بالخلق الحسن وكنت محافظاً علي أخلاق الإسلام ورغم حالة الضياع التي كان يعيشها الكثير من الشباب واحتفظت بالتزامك الديني خير الالتزام".
بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد المجاهد مقبل ابو عودة أحد أبرز مجاهدي سرايا القدس بكتيبة الشهيد عبد الله السبع بلواء الشمال حديثها لمراسل موقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس بلواء الشمال، والذي إستضاف ذوي الشهيد "مقبل ابو عودة" في الذكرى السنوية الرابعة لرحيله نحو الجنان.
الابن البار بوالديه
وأضافت والدة الشهيد:" لقد كان مقبل رحمه الله الابن الحنون لي من بين إخوته، المطيع والبار لي ولوالده الذي كان يحبه حباً شديدا، وكان يحترم الناس ويحترمونه كثيراً ويشهدوا له بحسن خلقه، وكان من الابناء الذين تربوا على نهج الاسلام العظيم".
حج بيت الله الحرام
وقالت والدة الشهيد المجاهد مقبل ابو عودة:" عندما جاءت مكرمة لعوائل الشهداء بالحج نيابة عن أبنائهم الشهداء فقد اعلن عن اسم مقبل رحمه الله من ضمن المكرمة فقلت لابني الذي اخبرني بهذا الخبر المفرح سأقوم بالحج عنه أنا وليس والده، فقال لي ابني لماذا قلت له انا نذرت لمقبل رحمه الله وهو في ثلاجة الشهداء ان عشت وطول الله في عمري سأحج عنه، وقد أديت فريضة الحج قبل ذلك، وقبل عودتي من الحج جاء لشقيقته في المنام وقال لها باركي لي أنا حجيت، فقالت له أمي حجت لك وهي تعبانة فقال لشقيقته لم أراها تعبانة أنا إلي حجيت، فسبحان الله وصلته الحجة قبل عودتي من الديار الحجازية".
"شاهر" شقيق الشهيد من جانبه تحدث لمراسل موقع الإعلام الحربي لسرايا القدس بـ"لواء الشمال" عن العلاقة التي تربطه بشقيقه الشهيد مقبل ابو عودة حيث قال:" العلاقة التي كانت تربطني بأخي مقبل رحمة الله عليه كانت علاقة صداقة وكأنه صديق عزيز لي، فقد كان يعمل بجانبي في تأجير مسارح الافراح وكان دوماً ملازماً لي وكانت تربطني به علاقة محبة وترابط قوية".
حبه الشديد للرباط والمرابطين
وأضاف:" كنت أنا وأخي مقبل عندما نرجع للبيت من عملنا في آخر الليل كل منا يذهب الى فراشه ولكن في مرات كثيرة اذهب للنوم واسمع صوت إطلاق نار او أصوات انفجارات فاتصل بالشهيد مقبل فيكون جواله مغلق فأذهب لرؤيته في فراشه فلا أجده فاذهب لمكان رباطه على الثغور لأطمئن عليه فكان ينزعج كثيراً مني ويقول لأمي ما تخلي شاكر يأتي للرباط ويسأل عني وكلوها لله ما تخافوا علي، وفي احدى المرات كنا عائدين للبيت بعد عملنا في آخر الليل وقال لي انه مريض فتفاجأت بعد وقت قصير أنه ذاهب للرباط ، فتوجهت له وقلت له مش انت مريض قال لي ماذا افعل ما بقدر اترك الشباب والرباط مع المجاهدين على الثغور، فهذا أكبر دليل على شدة حبه للرباط في سبيل الله ولإخوانه المرابطين".
من جانبه تحدث والد الشهيد المجاهد خالد الكفارنة أحد أبرز مجاهدي سرايا القدس بكتيبة الشهيد عبد الله السبع بلواء الشمال لمراسل موقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس بلواء الشمال، عن بداية الرحلة الجهادية للشهيد حيث قال:" انتمى نجلي خالد رحمه الله من ريعان شبابه لحركة الجهاد الاسلامي وذلك من خلال مرافقته لاصدقاءه في المسجد الذي تربى منذ طفولته على موائده، وتعرف على خيار حركة الجهاد الاسلامي خلال التعرف على أصدقاءه الذين يدرسون بجانبه في المدرسة الى ان كبر وكبر معه الحقد على بني صهيون حيث التحق بصفوف سرايا القدس ولم اكن انه يعمل في صفوف السرايا منذ بداية عمله وفي احدى المرات اصيب احد المواطنين في بيت حانون فتوجهنا للمستشفى لان المعلومات الاولية تقول ان المصاب من عائلة الشنباري فهم تربطهم صلة قرابة بيننا فتوجهنا فتفاجئنا ان المصاب خالد فقلت له انت تعمل في صفوف المقاومة وما بتقول لي إحنا عادتنا أي شخص بطلع او بنزل مشوار او برابط يحكي لوالده حتى يكون معه علم وين بروح وبتحرك فقال لي انا من زمان بشتغل مقاوم".
وتابع حديثه قائلاً:" وبعد خروج خالد من المستشفى عرضت عليه الزواج فلم يقبل في بداية الامر وقال لي انا اخترت هذا الطريق والذي كاتبه ربنا راح يصير وكلها لربنا يا ابي، وبعد عدة مرات وانا احاول اقناعه فقبل بالزواج وزوجته".
وقال والده لـ "الإعلام الحربي" :" كنا متوقعين استشهاد خالد رحمه الله في كل لحظة لذلك قمنا بتعجيل زواجه لان والدته رأته في المنام يكون شهيداً، فتزوج وقبل استشهاده بـ 20 يوماً انجبت زوجته بنت وسماها سجى والتي تبلغ من العمر الان 4 سنوات".
"بابا في الجنة" بهذه الكلمات القصيرة تقول "سجى" طفلة الشهيد خالد الكفارنة والتي كانت ترتدي عصبة سرايا القدس على جبينها وتنظر لصورة والدها لمن يسألها عن والدها الشهيد، فكانت تبلغ من العمر 20 يوماً عند استشهاد والدها والذي لم تعي على الدنيا انا لها والدة ولكن سبحان الله يقول جدها والد الشهيد خالد" عندما كبرت سجى اصبحت تذهب بجانب صورة والدها تلقائيا بدون ما حد يحكي معها او يقول لها صورة بابا فتقوم بالنظر لصورة والدها وتقول بابا في الجنة وكأنه الهام من الله عزوجل لهذه الطفلة الصغيرة التي فقدت والدها شهيداً منذ صغرها".
لم يعرفوا سر بكائي؟
أما والدة  الشهيد المجاهد خالد الكفارنة والتي تحدثت والدموع تنهمر من عيونها حول شعورها يوم ميلاد زوجته خلال الحرب على غزة عام 2009م وقالت:" في يوم ميلاد زوجته رحمه الله عندما كنا بالمستشفى ورزقه الله بنت فأجهشت بالبكاء فقال لي أنتي زعلانة إنها بنت قلت له لا يا ابني حتى استغرب الجميع مني فبكت زوجته في تلك اللحظة حتى طفلته المولودة الدموع كانت في عيونها لاني لم اكن اتوقع بهذه السرعة ان يتزوج خالد ويرزقه الله بالذرية الصالحة وكنت متوقعة استشهاده في كل لحظة، فاستغرب الجميع من سر بكائي ولم يعلموا لماذا ابكي فقد كنت في تلك اللحظة ارى وجه نجلي خالد رحمه الله يشع نوراً وما هي الا 20 يوماً فقد فقدت أغلى ابن من ابنائي الذي لطالما عودني على صدق محبته وعندما يراني كان ياخذني بالاحضان ويمازحني وطاعته لي ولوالده".
واستذكرت والدته الصابرة رؤية صالحة له قبل استشهاده حيث قالت:" رأيت الشهيد خالد رحمه الله في المنام وهو عريس والشباب وأصدقاؤه يحملونه على الاكتاف وعلى باب المنزل خيمة للعرس فعندما قصصت الرؤيا لوالده قال لي ان خالد راح يستشهد وهذه رؤيا صالحة وخير له فمنذ تلك اللحظة ونحن خائفون عليه وكنا خائفين عليه كثيراً كذلك في الحرب فلم يكن يأتي للبيت سوى يوم ولادة زوجته فقط فكان يدافع مع اخوانه المجاهدين عن ابناء شعبنا ودائما يصد الاجتياحات الصهيونية عن بلدة بيت حانون".
وتحدثت والدة الشهيد خالد عن اخر لحظاته حيث قالت:" كان خالد يودعني رحمه الله وانا كنت حاسة انو راح يطلع مش حيرجع على البيت، حيث كان قبل استشهاده بساعات في البيت كان هو ورفاقه المجاهدون ورفيقه الشهيد مقبل يتجهزان للوصية في احدى غرف البيت وقد نظرت عليهم من الباب فراني خالد وقال لي يا امي ما تخافي انا بصور الشباب بدي اطلع مشوار صغير وراجع ما تخافي علي فكنت خائفة جداً عليه فخرج هو ورفاقه الى عملهم الجهادي".
نال الشهادة التي سعى لها
وأضافت:" وبعد وقت قصير سمع دوي انفجار قوي كون منزلنا قريب من الحدود وحلقت طائرات الاحتلال في الاجواء في تلك اللحظة فاتصل والده به فكان جواله مغلق وأرسلت نجلي الصغير قلت له روح شوف مكان القصف فذهب وسأل فإذا بأحد المواطنين العائدين منطقة الحدود يقول ان هناك شهيدين ملقيان على الارض وجاء واخبرني وقال لي شفت الي كانوا مع أخي خالد في البيت في المكان ببحثوا على الشهيدين فحينها أجهشت بالبكاء عليه رحمه الله وقلت للبنات داخل البيت جهزوا البيت وافرشوه وقمت بالتنظيف امام المنزل وجهزت حالي كي أتلقى الخبر وعندما تلقيناه قالوا لنا انه مصاب فقلت لهم لا  خالد مستشهد وتوجهت انا ووالده للمستشفى وودعناه في ثلاجة الشهداء وصبرت وحمدت الله ان رزقه الشهادة التي لطالما كان يبحث عنها حتى نالها".
نفذت وصيته
"جد الشهيد" والذي تحدث عن مناقب الشهيد خالد وعلاقته به حيث قال:" كان خالد رحمه الله شريان دمي، خالد ما مات رحل جسداً وروحه باقية في قلوبنا، خالد اوصاني ان اكتب له قصيدة عند استشهاده فنفذت وصيته وكتبتها له واليكم بعض من كلماتها:
خالد يا رمز البطولة والفدا *** يا فيلق الاحرار طاعون العدا
يا رائد الشهداء حسبك عاشقاً *** سيف البطولة والفخار مهندا
في غزة التاريخ اسمك لامعاً *** وفي اديم الارض دمك شاهدا
وهبت روحك للاوطان مفتدياً *** وابيت ذل العيش في ذل الردى
فيا ابن الجهاد نم هادئاً قرير العين متكئاً *** في جنة الفردوس انت مخلدا
وتابع حديثه قائلاً:" رأيت خالد رحمه الله في اخر مرة قبل رحيله بساعات عندما توجهت لزيارتهم في البيت فكانت لحظة الوداع بالنسبة لي وجلست معه، والحمد لله شهادته نفتخر بها جميعاً ووالديه يفتخرون بها، ونسأل الله ان يرزقنا الشهادة في سبيله حتى يجمعني الله به واحتضنه، وبارك الله في جهودكم الطيبة".
يشار الى ان الشهيدين المجاهدين "مقبل ابو عودة" و "خالد الكفارنة" من أبرز مجاهدي سرايا القدس في كتيبة الشهيد عبد الله السبع بلواء الشمال، قد ارتقيا للعلا شهداء بتاريخ 9-2-2009م في قصف صهيوني استهدفهما خلال تأديتهما لمهمة جهادية شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع.


المصدر: موقع سرايا القدس

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/24830

اقرأ أيضا