تسود حالة من التذمر والسخط الشديدين أهالي الأسرى والمحررين والمؤسسات الداعمة والمناصرة لقضية الأسرى بسبب السياسة المشتتة التي تنتهجها منظمة الصليب الأحمر الدولي وتخاذلها في مساندة قضية الأسرى في سجون الاحتلال، في تواطؤ مكشوف مع المحتل للنيل من عزيمة وصمود المعتقلين.
هذا الواقع حذا بالمتضامنين مع الأسرى بمقاطعة الصليب الأحمر واقتلاع خيمة التضامن من أمام مقر الصليب.
سياسة عنصرية
واتهم الأسير المحرر فؤاد الرازم "الصليب الأحمر" بالتخاذل والوقوف موقف المتفرج أمام ما يتعرض له الأسرى من انتهاكات عنصرية ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، معتبرا المنظمة بأنها غير موضوعية ولا تتبع الحياد، بل منحازة كل الانحياز للكيان الصهيوني رغم كل ما يقوم به من انتهاكات بحق المعتقلين.
وأضاف الرازم في أقوال لـ"الاستقلال": هناك دليل واضح وصريح على تآمر الصليب الأحمر مع الكيان الغاصب لاسيما عندما تم اعتقال الجندي القاتل "جلعاد شاليط" استنكرت ونددت وأصدرت بيانات مطالبة بإطلاق سراحه وتلبية كافة حقوقه، أما اليوم تقف اللجنة الدولية موقف الصامت تجاه إضراب الأسرى لنيل حريتهم وتحقيق مطالبهم دون أن تفعل شيئا لهم، ولو زيارة للاطمئنان عليهم".
واستغرب الرازم السياسة العنصري للصليب الأحمر الذي يهمل بحياة وظروف الأسرى المضربين عن الطعام، دون إصدار بيانات أو وثائق تدعم باتجاه الضغط على المحتل من أجل إطلاق سراحهم وإنهاء معاناتهم، مطالبا أهالي المعتقلين والمؤسسات الراعية والمهتمة بقضايا الأسرى بمقاطعة الصليب الأحمر.
مؤسسة تتلقى الأوامر
من جانبها، قالت الأسيرة المحررة فاطمة الزق، إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر متخاذلة وفاقدة للصلاحيات ولم تمارس مهامها كمؤسسة دولية تقوم بواجباتها تجاه الأسرى المضربين داخل السجون.
وأضافت الزق في حديث لـ"الاستقلال": عندما كنا داخل الأسر، كانت تخاطبنا المندوبة السامية بلهجة حادة وتقول لنا نحن لا نريد أن تتأزم علاقاتنا مع الجانب (الإسرائيلي)، لدرجة أن الصليب يرضخ لكل إجراءات الاحتلال المتعلقة بالأسرى مثل منع إدخال الرسائل والملابس والأدوية وبعض الاحتياجات الضرورية".
وبيّنت أن نقل خيمة التضامن من أمام مقر الصليب الأحمر بمثابة رسالة واضحة تبين مدى استياء واعتراض أهالي الأسرى على سوء الخدمات التي تقدمها المنظمة لأبنائهم المعتقلين داخل السجون منذ عقود، وأيضا للتعبير عن غضب وسخط الأهالي على ما يقوم به الصليب من خلع صور الأسرى بعد فض الاعتصام بدقائق، ناهيك عن وضع كاميرات تصوير تراقب وترصد من يقوم بالتضامن والتأيد مع قضية الأسرى وبث الصور لـ(إسرائيل).
تقصير واضح
وفي السياق، أوضح مدير مؤسسة مهجة القدس المعنية بشؤون الأسرى ياسر صالح أن الصليب الأحمر يقوم ببعض مهامه في مساعدة الأسرى وأهاليهم كتوفير بعض الزيارات وإدخال بعض قرطاسيات الدراسة والقليل من الأدوية "لكن هناك تقصير واضح في مسألة الملفات الطبية حيث تنتهج سياسة عدم المبالاة بحياة الأسرى وأحوالهم الصحية".
وقال صالح لـ""الاستقلال": يعاني الأسرى إهمالا ملحوظا من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كعدم زيارتهم والاطمئنان على أوضاعهم الصحية" مطالبا بتشكيل لجنة دولية عاجلة لتقصي الحقائق جراء الإهمال الطبي المتعمد من قبل الاحتلال الذي أودى بحياة الكثير من الأسرى.
وواصل حديثه: هناك تراجع كبير في دور الصليب الأحمر في إدخال بعض اللوازم الخاصة بالأسرى، منها النظارات وسماعات الأذن والكراسي المتحركة، حيث تعد هذه الاحتياجات ضرورية لذوي الإعاقات داخل السجون".
رد الصليب الأحمر
وفي رد على الاتهامات الموجهة للمنظمة الدولية، قالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر أروى مهنا: نحن نتفهم أهالي المعتقلين ومدى تذمرهم واستيائهم من سوء الخدمات التي يقدمها الصليب، لكن نحن في اللجنة الدولية نقوم بزيارة المعتقلين في السجون ونراقب أوضاع اعتقالهم وكذلك أوضاعهم الصحية والنفسية وكيف يعيشون داخل الأسر".
وألقت مهنا مسئولية التقصير على الجانب (الإسرائيلي) لعدم سماحه بإدخال الاحتياجات الأساسية للمعتقلين من ملابس وأدوية صحية واحتياجات تتعلق بذوي الإعاقات "ونحن نراقب هذه الأوضاع ونتدخل لتصحيح بعضها لتحسين ظروف الأسرى الصعبة".
وأردفت بالقول: أهالي المعتقلين ينتظرون تحركات كبيرة من لجنة الصليب الدولية، كحل مشكلة المضربين عن الطعام وإنقاذهم من الموت، وتوفير الاحتياجات الأساسية للأسرى، لكن نحن لا يوجد في أيدينا شيء يمكن أن نقوم به ولم نفعل، بل من واجبنا توصيل الخدمات الضرورية لبعض المعتقلين ذوي الحالات الخاصة.
لا نعترف بخيمة التضامن
وعن خلع خيمة الاعتصام من أمام مقر الصليب الأحمر قالت مهنا: نحن لا نعترف بهذه الخيمة التضامنية التي تقام أمام الصليب الأحمر بل ما نعترف به ونؤيده هو الاعتصام داخل مقر الصليب لأهالي الأسرى للتضامن مع أبنائهم".
وطالبت أهالي الأسرى فقط بالاعتصام أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعيدا عن المظاهر السياسية التي تقودها بعض الحركات ويبقى فقط التضامن والمناصرة من قبل الأهالي لأبنائهم والمحررين فقط. مضيفة: أي شيء ينظم خارج الصليب نحن لسنا مسئولين عنه".
المصدر: الإستقلال