قائمة الموقع

السيول غمرت الأحياء والمنازل وزادت المعاناة .. الفقر ومياه العاصفة تؤلم مخيم عين الحلوة

2013-01-30T08:27:00+02:00

وكأنه لا يكفي أبناء مخيم عين الحلوة الفقر والبؤس والمعاناة التي يعيشونها مع الضائقة الاقتصادية والمعيشية، حتى حلت عليهم العاصفة "أولغا" لتزيد من معاناتهم بعدما فوجئوا بسيول الأمطار المخيفة تتدفق على بعض أحيائهم، وتدخل إلى منازلهم، وتتلف أثاثهم وأغراضهم، مسببة خسائر كبيرة..
كان يُمكن تفادي لو تم اتخاذ تدابير احترازية مثل تحويل السيول الجارفة من منطقة سيروب والمية ومية إلى نهر البرغوت، خصوصاً أن الجميع يعلم بشدة العاصفة الآتية، وأن البنية التحتية للمخيم التي أنشئت عام 1986، أساساً مهترئة وبحاجة إلى صيانة، لذلك لم تستوعب حجم السيول، علماً بأن حكومة اليابان قدمت مبلغاً من المال بقيمة 2250000 يورو، لانشاء شبكة بنية تحتية..
حصل ما حصل، والتساؤل المطروح اليوم: هل اتخذت تدابير احترازية في حال قدوم عاصفة أخرى، وقد خسر الأهالي كل ما لديهم ولم يعد بمقدورهم تحمل المزيد؟..
يتساءل أبناء المخيم بمرارة ويستغربون، كيف أن أحداً من المسؤولين لم يكلف نفسه عناء زيارتهم وتفقد أوضاعهم، على أن الأهم يبقى التساؤل المشروع من يعوض عليهم خسائرهم؟..
البنية  التحتية مُهترئة
يحمل سكان مخيم عين الحلوة مسؤولية  الأضرار التي لحقت بهم جراء العاصفة الثلجية التي ضربت لبنان مؤخراً، إلى بلديتي "درب السيم والمية ومية"، إضافة إلى وكالة "الأونروا"، حيث أنهم لم يضعوا حلاً جذرياً للمياه القادمة من وديان سيروب والمية ومية عبر ربطها بشبكة بنية تحتية تصب في نهر البرغوث، الذي يمتد من "دوار الأمركان" ويصب في البحر، وهو يستوعب كميات كبيرة من مياه الأمطار، لكنها تركت المياه تصب في المخيم غير آبه للنتائج.
مسؤول اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني "أشد" والقاطن في حي عرب الزبيد - الرأس الأحمر عاصف موسى، أكد "أن كمية المياه المتدفقة من سيروب كانت كبيرة جداً، حتى أنها فجرت بعض قنوات البنية التحتية، لأنها لم تستوعب الحد الأدنى من كميات المياه المتساقطة بسبب العاصفة، وكنا سابقاً أبلغنا الجهات المعنية كافة بتخوفنا من كميات المياه وانعكاسها على المخيم، لعدم وجود بنية تحتية تستوعبها، والآن بعد كل ما حصل والأضرار التي لحقت بالمخيم، ندعو بلديتي "درب السيم والمية ومية" إلى تدارك المشكلة، وإيجاد بنية تحتية تستوعب هذه الكميات الهائلة من المياه عبر خطوات عملية وجدية لإيجاد حل عبر التنسيق بين البلديتين و"الأونروا" وتحويل المياه إلى خارج المخيم، ولا نبالغ إذا قلنا لدينا تخوف في الأيام القبلة من أنها ستولد خسائراً بشرية ومادية في حال توالت العواصف، لذلك ندعوهم إلى تحويل هذه المياه إلى نهر البرغوث".
أضرار لا توصف
أمين سر قاطع الجسر التحتاني أبو طه عثمان، اعتبر "أن هذه الأزمة التي حصلت جراء العاصفة وما خلفت وراءها من أضرار مادية، لم نشاهدها منذ عشرات السنين، وبالتالي فإن "الأونروا" معنية بتدارك مخاطر ذلك، تجنباً لأية انعكاسات سلبية قد تولدها أي عاصفة أخرى، وعلى "الأونروا" الإسراع ببدء أشغال البنية التحتية المقررة منذ أيار من العام الماضي، والأخذ بعين الاعتبار كل هذه النتائج المترتبة عن العواصف وما إلى ذلك".
أحد فاعليات المخيم أبو السعيد عباس، قال: "إن إغراق المخيم بالمياه هو نتيجة طبيعية لعدم وجود شبكة صرف صحي وبنية تحتية تستوعب كميات المياه، ولدينا تخوفات أكثر في الأيام المقبلة إذا لم يتم تدارك هذه المسألة، التي ربما تخلف أضراراً مادية كبيرة، لذلك نُطالب "الأونروا" على اعتبارها المسؤولة عن رعاية شؤون اللاجئين، إيجاد حل سريع عبر انجاز البنية التحتية، لأن إي تأخر قد يعرض أبناء المخيم إلى الخطر".
وفي ذات المنطقة في الشارع الفوقاني وتحديداً في حي الصفصاف تلاقت هواجس الناس مع أبناء حي رأس الأحمر وعرب الزبيد، وحديثهم واحد يعلو بين المنازل المتلاصقة والأزقة الضيقة، التي بالكاد تتسع لنور الشمس، فكيف بمياه الأمطار، وقال أحمد حوراني: "إن الوضع لم يعد يُطاق، كنا نخاف أن تنهار المنازل المتصدعة على رؤوس أصحابها من الرياح القوية، واليوم أصبحنا نخشى أن تغمرنا المياه في المنازل ونحن نائمون مرة جديدة، إننا نُطالب المسؤولين الفلسطينيين ووكالة "الأونروا" بوضع حلٍ جذري لهذه المعاناة".
رفع هواجس القلق
مسؤول لجنة الدفاع عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين في مخيمات صيدا فؤاد عثمان، أوضح "أن البنية التحتية للمخيم أنشئت عام 1986، وكان تعداد سكان المخيم في ذلك الوقت لا يتجاوز الــ 40 ألف نسمة، ولم تأخذ البنية التحتية بعين الاعتبار هطول الأمطار، بل تناولت الصرف الصحي فقط، ولم يُلحظ التزايد السكاني في المخيم، وأصبحت الآن البنية التحتية مهترئة وغير صالحة، وباتت تولد أمراضاً بسبب تداخلها مع مياه الشفه، بالإضافة إلى الطرقات غير المعبدة، علماً بأن حكومة اليابان، قدمت مبلغاً من المال بقيمة 2250000 يورو، لإنشاء شبكة بنية تحتية في منطقة حطين في الجهة الجنوبية للمخيم".
وأضاف عثمان: "إن ما حصل من جراء العاصفة التي ضربت لبنان، كادت تؤدي إلى كارثة إنسانية في بعض أحياء المخيم لولا تدارك أبنائه، والعمل على تشكيل فرق تُساعد بعضها البعض، ساهمت مع عمال "الأونروا" بفتح قنوات تصريف المياه، وتحويل بعضها بعد أن غرق المخيم بالسيول الموحلة، مما أثر سلباً على البنية التحتية في كافة إرجاء المخيم، بينما كان من الممكن القيام بخطوات احترازية تخفف من نسبة الخسائر التي ولدتها العاصفة، عبر قيام "الأونروا" بصيانة شبكة الصرف الصحي، وتنظيف الطرقات مسبقاً قبيل الإعلان عن وصول العاصفة إلى لبنان".
وحمل عثمان وكالة "الأونروا" كامل المسؤولية عن هذه الأوضاع المأساوية داخل المخيم، لعدم اكتراثها وتحمل مسؤوليتها بمعالجة مشكلة البنية التحتية، والعمل على أخذ الخطوات الاحترازية مسبقاً، وكذلك نحمل بلديتي "درب السيم والمية ومية" المسؤولية الكاملة لعدم ربط مياه منطقة سيروب ووديانها في نهر البرغوث، الذي يستوعب كافة المياه المتدفقة من سيروب وجوارها، وكي لا نصل في الأيام المقبلة إلى أوضاع مأساوية أكثر من ذلك، ندعو الجميع إلى تحمل مسؤوليته، وتدارك هذه المأساة بخطوات جدية ترفع هواجس القلق عن أبناء المخيم".


المصدر: اللواء

اخبار ذات صلة