أكدت والدة الأسير الفلسطيني سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ 186 يوماً أنّ ابنها صعّد من إضرابه من خلال امتناعه عن شرب الماء منذ يوم الاثنين الماضي، لافتة إلى أنه يرفض التعامل مع أي فحص طبي حتى اللحظة، مشيرة إلى أن وضعه أصبح في حالة خطر شديد خصوصاً بعد عدم انتظام نبضات قلبه، نتيجة للضعف الشديد في عضلة القلب وارتفاع حرارته وتعرضه للجفاف.
وأوضحت العيساوي، تصريحٍ لها " في الأراضي الفلسطينية محمد فروانة، أنّ سامر في وضع خطير جداً وهو يطالب بحريته كباقي الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون لأبشع الممارسات، وقالت: "نحن قلقون على حياته، وكل يوم قلبي يحترف ألف مرة، وأخشى أن أرد على أي اتصال كي لا يصلني خبر استشهاده في أي لحظة"، وأضافت: "تصور حال أم يواجه ابنها الخطر وهي لا تستطيع أن تفعل له شيئاً".
ولفتت العيساوي إلى أنّ العائلة توسطت لدى الصليب الأحمر الدولي للتواصل مع السلطات الاسرائيلية، لكن الأخيرة رفضت السماح للعائلة بزيارة سامر، مشيرة إلى أنها قامت بزيارته مرة واحدة منذ عدة أشهر. وأضافت: "نحن نعيش حالة سيئة داخل المنزل، لا نصنع الطعام ولا نفعل شيئا، طوال النهار والليل وأنا أحضن ملابس سامر وأشمهم، وأبكي عليه وأدعو الله أن يفك أسره وكافة الأسرى قريباً".
ليف مشعل بوعده
وفي خصوص الجهود المصرية والاجتماع الذي عقد بين وزير الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية برام الله ومسؤولين مصريين قبل أسبوعين في القاهرة للبحث في قضية الأسرى المضربين وعلى رأسها ابنها سامر، أوضحت العيساوي أن المسؤولين الفلسطينيين أبلغوا العائلة بأن الرد "الإسرائيلي" في خصوص قضية سامر سيكون خلال أسبوع، لافتة إلى أنه مضى على هذا الكلام أكثر من أسبوعين، ولم يأت أيّ رد.
وطالبت والدة الأسير العيساوي رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل أن يفي بالوعد الذي قطعه خلال خطابه في مهرجان ذكرى انطلاقة حركة "حماس" الـخامسة والعشرين في غزة بتبييض السجون "الإسرائيلية" قريباً من الأسرى والأسيرات فيها وتحريرهم. وتمنت أن يكون لمصر موقف حازم تجاه قضية سامر وكافة الأسرى، مناشدة كل إنسان قادر ليتدخل بشكل أو بآخر لحلّ هذه القضية.
سامر أنساني أن لي أسيرا ثانيا
وفيما طالبت العيساوي مصر بالتحرك، أشادت بجهود الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، الذين يتضامنون مع قضية ابنها سامر، موضحة أنها تتلقى اتصالات تضامنية عديدة من غزة منذ بداية خوضه الإضراب وحتى الآن.
ولفتت والدة الأسير سامر إلى أن الخطر المحدق في نجلها سامر أنساها أن لها نجلا آخر معتقلا وهو مدحت العيساوي، وتوجه له التحية وتسأل عنه عبر برامج الأسرى في الإذاعات المحلية وغيره، وهو المعتقل في السجون الاسرائيلية منذ 10 أشهر.
وكان الأسير مدحت العيساوي قضى في سجون الاحتلال 21 عاما، ومن ثم أفرج عنه، وقضى عاما خارج الأسر بالإقامة الجبرية في المنزل، ومن ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى بحجة أنه تضامن مع الأسرى المضربين في فعاليات بمدينة القدس المحتلة، وهو الآن لم يعرض للمحاكمة منذ 10 شهور.
لن يتحرر الأسرى إلا بالمقاومة
ووجهت والدة الأسير التحية للمقاومة الفلسطينية التي حققت الانتصار الأخير على الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وصفقة تبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مشيرة إلى أن الأسرى لن يتحرروا إلا على أيديهم، ولن تتحرر فلسطين إلا بسواعدهم.
وقالت العيساوي إن وزير الأسرى والمحريين عيس قراقع، ومدير نادي الأسير ومركز حريات، في تواصل دائم معهم ويبلغونهم بأحوال سامر وكافة الأسرى المضربين عن الطعام، ويبذلون كل جهودهم من أجل قضية الأسرى.
المصدر: النشرة