وكالة القدس للأنباء - متابعة
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، اليوم الاثنين 29 ديسمبر 2025، استشهاد ناطقها العسكري الرسمي أبو عبيدة، بعد مسيرةٍ جهادية استمرت قرابة عقدين، شكّل خلالها أحد أبرز الرموز العسكرية والإعلامية في تاريخ المقاومة الفلسطينية.
وُلد أبو عبيدة، واسمه الحقيقي حذيفة سمير الكحلوت، في 11 فبراير 1985، ويسكن مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وكنيته الحقيقية أبو إبراهيم، أما أبو عبيدة فهي الكنية الحركية، التي تحولت لاحقًا إلى أحد أكثر الأسماء حضورًا في الوعي الفلسطيني والعربي.
كان أول ظهور علني لأبي عبيدة عام 2005، حين خرج بصفته ناطقًا رسميًا باسم كتائب القسّام، محافظًا منذ اللحظة الأولى على هويته المجهولة، ضمن نهجٍ أمني صارم، ليبدأ منذ ذلك الحين دورًا محوريًا في نقل رسائل المقاومة وإدارة المعركة الإعلامية.
وفي 25 يونيو 2006، أعلن أبو عبيدة عن أسر الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط، في واحدة من أبرز العمليات النوعية في تاريخ الصراع، وخلال حرب عام 2012، سجّل محطة مفصلية جديدة بإعلانه للمرة الأولى قصف مدينة تل أبيب، في تطور غير مسبوق آنذاك، كسر الخطوط الحمراء التي لطالما تباهى الاحتلال بها، وأدخل الصراع مرحلة جديدة من الردع.
وفي حرب عام 2014 أعلن عن أسر الضابط هدار غولدين.
تواصل حضوره خلال الحروب اللاحقة على قطاع غزة إلا أن دوره بلغ ذروته خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة (2023–2025)، حيث تحوّل صوته إلى أحد أهم أدوات المواجهة. بخطابٍ حازم، محسوب التوقيت والكلمات ويتمتع بأعلى درجات المصداقية، أعلن العمليات، كشف الخسائر، ووجّه رسائل مباشرة للجبهة الداخلية "الإسرائيلية"، في وقتٍ كانت فيه غزة تتعرض لأعنف عدوان في تاريخها.
لم يكن أبو عبيدة مجرد ناطقٍ عسكري، بل قائد معركة إعلامية ونفسية، التزم بالدقة والغموض العملياتي، ما منح خطاب القسّام مصداقية عالية، وجعل تصريحاته مرجعًا ثابتًا لوسائل الإعلام العربية والدولية.
وبحسب إعلان القسّام، ارتقى أبو عبيدة شهيدًا في سياق معركة الإبادة المستمرة بحق شعبنا في قطاع غزة، ليختتم مسيرته كما عاشها: ثابتًا، حاضرًا في قلب المواجهة، ومتمسكًا بخيار المقاومة حتى اللحظة الأخيرة، مرتقيا في وسط مدينة غزة التي أحبها وأحبته
