قائمة الموقع

تقرير غزة: تضرُّر أكثر من ربع مليون نازح إثر اشتداد المنخفض الجوي

2025-12-29T12:14:00+02:00
وكالة القدس للأنباء - متابعة

فاقمت الأحوال الجوية السائدة واشتداد تأثير المنخفض الجوي، معاناة النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث دمّرت الرياح خيامهم، ووضعَهم المنخفض أمام خطر الغرق والمرض، في ظل نقص الإمكانيات، وغياب وسائل الحماية من البرد والأمطار، فيما أعلنت وزارة الصحة في القطاع، اليوم الاثنين، عن وفاة رضيع فلسطيني جراء البرد الشديد.

وغمرت المياه خياماً تؤوي نازحين في مناطق منخفضة، فيما اقتلعت الرياح خياماً أخرى، ما اضطرّ عائلات، بينها أطفال، للخروج إلى العراء وسط طقس بارد، الأمر الذي تسبّب بتضرّر أكثر من ربع مليون نازح، من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية.

وأفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الاثنين، بأنّ نحو 235 ألف شخص في قطاع غزة تضرّروا جراء منخفض "بايرون" الجوي، الذي أدّى إلى انهيار مبانٍ وتضرّر خيام خلال الفترة بين 10 و17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. وأوضحت الوكالة في تدوينة عبر حسابها على موقع إكس، أنّ "أشهراً من الحرب والنزوح أجبرت الناس في غزة على العيش وسط أنقاض آيلة للانهيار، في مساكن مؤقتة أو خيام بالية". وأضافت أن العاصفة "بايرون" التي ضربت قطاع غزة في 10 ديسمبر كانت "كارثة طبيعية، إلا أن تداعياتها جاءت من صنع الإنسان"، في إشارة إلى تفاقم الأضرار نتيجة الدمار الواسع وانعدام الملاجئ الآمنة عقب حرب الإبادة "الإسرائيلية".

وتابعت: "يُقدّر أنّ 17 مبنى قد انهار، وأن أكثر من 42 ألف خيمة أو مأوى مؤقت تعرضت لأضرار كاملة أو جزئية خلال الفترة من 10 إلى 17 ديسمبر، ما أثر في ما لا يقلّ عن 235 ألف شخص"، بحسب ما نقلته عن مجموعة المأوى في غزة، التي تضم منظمات تابعة للأمم المتحدة وأخرى غير حكومية.

ويواجه النازحون الفلسطينيون ظروفاً قاسية وسط برد قارس ورياح عاتية، إذ يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف، حيث يقيم أغلبهم في الطرقات والملاعب والساحات العامة والمدارس، من دون أي وسائل تحميهم من البرد والعواصف.

وتسبّبت رياح قوية وأمطار غزيرة، في غرق عدد من خيام النازحين وتطاير أخرى بمناطق متفرقة من قطاع غزة، خصوصاً في خانيونس، بفعل منخفض جوي يضرب القطاع، ما فاقم معاناة عشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية. كما انهار عدد من المباني السكنية المتضرّرة من قصف إسرائيلي سابق خلال عامي الإبادة، بفعل الأمطار والرياح.

التنقل في غزة... رحلة شاقة مع كل منخفض جوي

ويفاقم غياب الوقود الأزمة، إذ تجد العائلات نفسها عاجزة عن تأمين أي وسيلة للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلاً، الأمر الذي انعكس سلباً على الكثير من الأطفال، حيث سُجّل وفاة عدد منهم. ويلجأ الفلسطينيون في أغلب الأحيان إلى السكن في مبانٍ متصدعة آيلة للسقوط لانعدام الخيارات، بعد تدمير جيش الاحتلال "الإسرائيلي" معظم المباني، ومنعه إدخال بيوت متنقلة ومواد بناء وإعمار.

ومنذ بدء تأثير المنخفضات الجوية على غزة في ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لقي 17 مواطناً بينهم أربعة أطفال مصرعهم، فيما غرقت نحو 90% من مراكز إيواء النازحين الذين دمّرت إسرائيل منازلهم، بحسب بيان سابق للدفاع المدني في القطاع.

وأمس الأحد، تُوفي طفل وامرأة بسبب المنخفض الجوي. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل: "غرقت مئات الخيام وتطايرت نتيجة المنخفض الذي كان محدوداً مقارنة بالمنخفضات السابقة، وتلقينا مئات البلاغات عن حالات غرق، وتدخلنا في مراكز إيواء وأماكن متفرقة، ونتوقع أياماً مقبلة صعبة في ظل استمرار المنخفضات، وأن تكون انعكاساتها كبيرة ليس فقط على خيام النازحين، لذا نطالب بأن تتحرك المنظمات الدولية لإدخال مواد بناء ومستلزمات إيواء من أجل إنهاء الكارثة في غزة، وتوفير مقومات المنظومة الخدماتية، بدلاً من الحديث عن خيام لا فائدة منها".

اخبار ذات صلة