قائمة الموقع

"هجوم على 3 مواقع في 50 دقيقة".. كيف حدثت عملية بيسان شمالي فلسطين المحتلة؟

2025-12-26T23:05:00+02:00
وكالة القدس للأنباء - متابعة

قُتل وأصيب "إسرائيليون" اليوم الجمعة بعملية نفذها فلسطيني من الضفة الغربية في موقعين بمدينة بيسان وثالث بالعفولة شمال (الكيان)، وسط تصاعد عنف المستوطنين وجيش الاحتلال في مدن الضفة المحتلة.

ولا تزال الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (شاباك) يحققان بالعملية، في حين يجري الجيش "الإسرائيلي" تقييما للوضع في مختلف المناطق، كما عزز قواته في ما وصفها بـ"منطقة التماس" مع الضفة الغربية.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتصاعد حدة العمليات التي ينفذها فلسطينيون في الكيان الذي لم تستطع أجهزته الأمنية منع حدوثها، لكن كيف نُفذت عملية بيسان؟ ومن المسؤول عنها؟

1-  - كيف نُفذت العملية؟

تشير التحقيقات "الإسرائيلية" الأولية إلى أن منفذ العملية دهس في البداية مستوطنا "إسرائيليا" في شارع يعقوب في مدينة بيسان، ثم دهس آخر في شارع هاشومرون بالمدينة. بعدها توجه إلى كيبوتس تل يوسف في مرج ابن عامر القريب من المنطقة حيث ترجل من السيارة وطعن مستوطنة "إسرائيلية".

كذلك توجه المنفذ نحو منطقة العفولة حيث دهس مستوطنا آخر. لكن أحد رجال الحراسة بالمنطقة أطلق النار على المنفذ ثم ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض عليه ونقلته إلى المستشفى، قائلة إن جروحه متوسطة.

وقالت وسائل إعلام "إسرائيلية" إن العملية المزدوجة في المدينتين استمرت نحو 50 دقيقة.

2-  - ما عدد القتلى؟

وبحسب الإسعاف "الإسرائيلي"، قُتل مستوطن دهسا في حين قتلت مستوطنة طعنا في موقعين بمدينة بيسان شمالي الكيان.

كذلك قالت هيئة البث العبرية إن "إسرائيليين" اثنين أصيبا جراء العملية بجروح متوسطة وطفيفة، بعد أن أفادت في البداية بإصابة 6 أشخاص.

3-  - من نفذ العملية؟

وقال الشاباك "الإسرائيلي" إن منفذ العملية هو الشاب الفلسطيني أحمد أبو الرب (37 عاما) من قباطية جنوب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، والتي تواجه منذ يناير/كانون الثاني الماضي عملية إسرائيلية واسعة (السور الحديدي) أدت إلى نزوح الآلاف وتدمير منازل فلسطينيين وبنى تحتية في المدينة، في حين تواجه قباطية مداهمات واعتقالات إسرائيلية مستمرة، أسفر آخرها عن استشهاد فتى فلسطيني بعد إطلاق الاحتلال النار عليه مباشرة.

وذكر الشاباك أيضا أن أبو الرب ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي، التي لم تتبن بدورها العملية حتى اللحظة.

كما قالت وسائل إعلام "إسرائيلية" نقلا عن الجيش إن منفذ العملية "مقيم غير شرعي يعمل في "إسرائيل" منذ سنوات"، فيما ذكرت إذاعة "الجيش الإسرائيلي" نقلا عن مصدر أمني أن منفذ العملية معروف للأمن وسجن قبل 10 سنوات إثر مواجهات مع قوات الجيش.

 4-  - كيف ردت "إسرائيل"؟

بعد العملية المزدوجة، اقتحمت قوات من وحدة دوفدوفان (أبرز وحدات القوات الخاصة في الجيش "الإسرائيلي") إلى جانب المظليين والشرطة بلدة قباطية حيث بدؤوا تنفيذ عملية عسكرية مكثفة، وذلك بحسب أوامر وزير الدفاع "الإسرائيلي" يسرائيل كاتس.

وأكد جيش الاحتلال أنه نشر قوات جوية لتوفير الدعم الناري والمراقبة فوق منطقتي جنين وقباطية، كما اقتحمت قواته منزل منفذ العملية، كما بدأت قوات هندسية بمسحه تمهيدا لهدمه.

وبحسب بيان الجيش، تهدف العملية في قباطية إلى "تحديد مكان كل "إرهابي" وإحباطه وضرب البنية التحتية الإرهابية في البلدة"، وفق وصفه، دون تحديد مدة العملية العسكرية.

من جانبها، أفادت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" بأن قوات من وحدات مختلفة تعمل على تطويق قباطية وإقامة حواجز في المنطقة.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت -نقلا عن مصدر- أن الجيش "الإسرائيلي" نشر قوات شمالي الضفة والأغوار لتأمين مناطق جدار الفصل العنصري.

5-  - ما الرد الإسرائيلي السياسي؟

أما سياسيا، فشدد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على أن "حكومة إسرائيل ستواصل العمل لإحباط كل من يسعى إلى الإضرار بمواطنيها"، بحسب تعبيره.

ولفت إلى أن "إسرائيل" تواجه من حين لآخر ما وصفها بـ"أعمال دموية" رغم تنفيذ عمليات عدة لإحباط ما سماه بـ"الإرهاب" خلال العام الماضي.

بدوره، صرح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأن العملية المزدوجة شمالي "إسرائيل" تظهر "الحاجة الملحة لتطبيق قانون عقوبة الإعدام"، وهو مشروع قانون يطالب بن غفير بإقراره، وينص على أن الشخص الذي يتسبب عن قصد أو بسبب اللامبالاة في وفاة "إسرائيلي"، وعندما يتم تنفيذ الفعل بدافع عنصري أو كراهية ولإلحاق الضرر بإسرائيل، فإنه يجب أن يواجه حكم الإعدام.

6-  - ماذا قالت فصائل المقاومة؟

أشادت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالعمليات البطولية في بيسان والعفولة، اللتين اوقعتا عددا من المستوطنين بين قتيل وجريح

وأكدت الحركة في بيان أصدرته اليوم على أن هذه العمليات البطولية تأتي رداً على سياسة الإجرام المتمادي بحق أبناء شعبنا في وطنه، وتأكيداً أنّ شعبنا متمسك بأرضه ووطنه وحقوقه مهما تعاظم عدوان الاحتلال وممارساته الإجرامية..

وحملت الجهاد الإسلامي في بيانها، الحكومات والأنظمة كافة المسؤولية عن تمادي الاحتلال في جرائمه بحق شعبنا، كما باقي شعوب منطقتنا، في ظل استمرار الصمت عن جرائمه وعدم ملاحقة مجرمي الحرب في الكيان ومحاسبتهم.

وأكدت الحركة أن شعبنا الفلسطيني وقواه المقاومة لن ترهبه حملات الاحتلال ولا إجراءاته القمعية، وأن شعبنا سيستمر في مقاومته حتى نيل الحرية وتحقيق التحرير.

بدورها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العملية التي وقعت في مدينتي بيسان والعفولة تعبيرا عن حالة الغضب الشعبي المتراكم ونتيجة لجرائم الاحتلال اليومية.

كما حذرت الاحتلال من مغبة الاستمرار في سياساته العدوانية، مؤكدة أن جرائمه لن تحقق له الأمن.

اخبار ذات صلة