قائمة الموقع

خاص عودة مشكلة انهيار وترميم المنازل في مخيم شاتيلا !؟

2025-12-17T07:49:00+02:00
وكالة القدس للأنباء – مصطفى علي

عادت مشكلة ترميم المباني المنهارة والمهددة بالانهيار في المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى الواجهة من جديد، وقد تكشفت بوضوح حالة المعاناة والمخاوف التي يشعر بها مئات العائلات الفلسطينية، إثر إنهيار أجزاء من سقوف منازلها خلال الأشهر الأخيرة، بخاصة في مخيم شاتيلا، وسط العاصمة اللبنانية، بيروت، رغم إنها تقدمت بطلبات لـ"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الاونروا" لترميمها دون ان تلقى آذانا صاغية، ما يهدد حياتها بالخطر وقد نجا العديد من أفرادها بأعجوبة إما لعدم وجودهم في المنازل لحظة إنهيار سقوفها او تواجدهم في غرف أخرى لتلك التي سقطت أجزاء من سقوفها أو الدرج.

لولا العناية الإلهية

وفي هذا السياق، قامت "وكالة القدس للأنباء" بجولة تفقدية إلى بعض المباني التي تعرضت لانهيار جزئي في مخيم شاتيلا، في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث ناشدت السيدة أمل عكر وكالة الأونروا والمؤسسات الخدماتية بالتحرك العاجل لترميم الشقق السكنية التي تعرض أطفالها لخطر الموت المحتم، وقد وصفت وضع المنزل بالكارثي قائلة: "نجونا بأعجوبة من تساقط الأحجار على رؤوسنا لولا العناية الإلاهية لكنا في عداد الأموات".

وأضافت: " نموت كل يوم خوفًا من إنهيار المنزل ، وقد أصبح القلق جزءً من حياتنا وخبزنا اليومي على أطفالنا خشية وقوع منازلنا فوق رؤوسنا وحلول كوارث مفاجئة لا نستطيع تحمل تبعاتها .. فنحن نعيش على تدخل العناية الإلهية لننقذ أرواحنا”.


 

مناشدات بلا جدوى

وناشد اللاجئ الفلسطيني إبراهيم النجار وكالة الأونروا بالعمل الفوري على ترميم منزله التهالك، موضحًا بأنه قد أطلق مناشدات عديدة في وقت سابق ولم يتلق سوى وعودٍاً كاذبة من قبل المسؤولين على ملف الترميم ".

وقال لوكالة القدس للأنباءً: "الوضع كارثي، نعاني من البطالة لا دخل ولا عمل ولا يمكننا الاستئجار خارج المخيم، لذلك المخيم ملجأنا الوحيد كي نبقى صامدين في وجه التحديات التي تعصف بنا، لذلك على الأونروا التحرك من أجل إغاثتنا وترميم منازلنا كونها المسؤولة الوحيدة على تقديم الخدمات للاجئ الفلسطيني".

المباني في وضع كارثي

بدوره، أكد مسؤول جمعية الشفاء للخدمات الطبية في بيروت، محمد حسنين في حديثه لـ "وكالة القدس للأنباء" ، بأن الجمعية تلقت عدة اتصالات عن إصابات في حادثة سقوط أجزاء من مبنى رابح في شارح أريحا بمخيم شاتيلا، وفوراً توجهت فرقة الإسعاف إلى المبنى المنهار،  حيث تم التعامل مع إصابة  تعرضت لكسور في الظهر والرجل نقلت على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم".

وقال: "المبنى في وضع كارثي، نرى بوضوح بروز الحديد الصدئ من السقوف وسفر الدرج الذي تحول إلى قطعة معلقة في السماء معرضة للانهيار في أية لحظة، وبحاجة إلى الترميم العاجل قبل فوات الأوان".

ولفت حسنين إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى، فقد تكررت حوادث تساقط أجزاء من المباني في المخيم مؤخرًا وهذا ما يدعو للقلق من سقوط المزيد من الضحايا إذا لم يتم العمل الجدي والإسراع في ترميم البيوت".

من ناحيته، أوضح عضو اللجنة الشعبية في مخيم شاتيلا، خالد أبو النور، أن "الكثير من المنازل متهالكة ولم تعد صالحة للسكن، لأنها بنيت منذ عام 1954 ، يعني عمرها الافتراضي قد انتهى، ناهيك عن الحروب والكوارث الطبيعية التي تعرض لها المخيم على مرور السنين".

وأضاف: " لقد لجأنا إلى مؤسسات خدماتية من أجل ترميم المنازل، ولكن هذه المؤسسات صغيرة ولا يمكن أن تحل محل الأونروا، فعدد المباني المتصدعة بالآلاف إلى جانب الفقر وصعوبة المعيشة التي يعاني منها اللاجئين".

ودعا أبو النور  في ختام حديثه لوكالتنا مسؤولي الخدمات في "الأونروا" بأن يلتفتوا لصرخات اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، والعمل فورًا على إطلاق مشاريع الترميم وتشغيل الشباب الفلسطيني داخل مخيمات اللجوء والمعاناة".

ودعا حسنين عبر وكالتنا الجهات المعنية من وكالة "أونروا" ومؤسسات خدماتية إلى فتح ملف الترميم في المخيمات وبخاصة مخيم شاتيلا ، حيث تعاني معظم  متهالكة تعني من التصدع والتشققات وذلك بسبب المياه المالحة التي تفتك في الحديد والحجر".

وكشفت التقارير الحقوقية الفلسطينية أن هناك الآلاف من طلبات ترميم وإعادة تأهيل المنازل مقدمة من اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى جهات "الأونروا" المختصة، مع غياب الوعود بترميمها في الأيام القريبة القادمة، ورفع الخطر المحدق بحياة هذه العائلات، وهو ما أكدت عليه سابقا الكثير من التقارير والدراسات الميدانية من داخل المخيمات.


 

اخبار ذات صلة