غزة - وكالات
تُواصل إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، محاولات دفع خطتها للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ويأتي ذلك على الرغم من تزايد التباينات بينها وبين حكومة بنيامين نتنياهو، التي تُصرّ، من جهتها، على رفض أي خطوات انتقالية قبل استعادة آخر جثة لجندي أسير، لا تزال في القطاع.
وأفادت قناة «كان» العبرية بأن القيادة المركزية الأميركية ستعقد، اليوم، في الدوحة مؤتمراً بمشاركة ممثّلين عسكريين عن 40 دولة، لبحث تشكيل القوة المتعدّدة الجنسيات التي ستنتشر في غزة. وذكرت القناة أن المؤتمر سيشارك فيه ممثّل إسرائيلي عبر تطبيق «زووم»، من دون حضور إسرائيلي مباشر، وذلك نظراً إلى «رفض تل أبيب إدخال قوات من دول مثل تركيا وقطر». وكان نقل موقع «واللا» العبري عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين إشارتهم إلى أن «إسرائيل لم تعطِ موافقتها لأي دولة بشأن إرسال جنود إلى غزة، خلافاً لما تروّجه الولايات المتحدة». وفي السياق ذاته، أوضحت صحيفة «هآرتس» أن المؤتمر المُنعقد اليوم في الدوحة هو «اجتماع تمهيدي» لن تُتّخذ فيه قرارات نهائية، وذلك في انتظار عقد اجتماع آخر على مستوى رؤساء الأركان في كانون الثاني المقبل، «قد يشهد التزامات أكثر وضوحاً من الدول المعنية». ووفقاً لمصادر دبلوماسية، فإن «إيطاليا هي الدولة الوحيدة حتى الآن التي أبلغت واشنطن رسمياً بعدد الجنود الذين يمكنها إرسالهم». كما كشفت الصحيفة ذاتها أن «تركيا لم تُدعَ إلى مؤتمر الدوحة، رغم استعدادها للمشاركة في القوة المتعددة الجنسيات»، مرجعةً غيابها إلى استخدام إسرائيل «حق النقض» ضدّ مشاركتها. ومع هذا، أكّدت مصادر دبلوماسية وغربية للصحيفة، أن «أنقرة والدوحة تمارسان ضغوطاً على واشنطن لتعديل الاتجاه، والسماح بمشاركة تركيا».
وإلى جانب ما تقدّم، نقل موقع «واللا» العبري، أن واشنطن تستعد لإعادة إعمار مدينة رفح تحت اسم «رفح الجديدة»، في حين تُعارض تل أبيب إدخال مواد البناء إلى باقي مناطق القطاع؛ كما تُعارض إعادة فتح معبر رفح، معتبرةً أنه «قد يُستخدم في تعزيز قدرات حركة حماس عسكرياً وتنظيمياً». وفي سياق الخلافات بين الطرفين أيضاً، نقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن مسؤولين بارزين في «البيت الأبيض» حديثهم عن أن «واشنطن وجّهت خلال اليومين الماضيين رسائل شديدة اللهجة إلى نتنياهو، بعد اغتيال القيادي البارز في حماس رائد سعد في غزة»، معتبرةً ذلك «خرقاً مباشراً للاتفاق». وبحسب المصادر، فإن وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث ستيف ويتكوف، ومستشار ترامب جاريد كوشنر، أعربوا عن «إحباط شديد» من سلوك نتنياهو، محذّرين من أنه «إذا كان يريد تدمير سمعته، فليفعل، لكن لن يُسمح له بتقويض مصداقية ترامب».
